بعد صيام.. عندما حقق كرويف حلم برشلونة الغائب

لسنوات طويلة، حُرم فريق برشلونة من مذاق دوري أبطال أوروبا، أو كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري بالمسمى القديم للبطولة، قبل أن تقود فلسفة خاصة لأحد أبرز أساطير النادي لاعتلائه منصة التتويج.

بعد مسيرة أسطورية كلاعب بقميص أياكس أمستردام، انتقل الهولندي يوهان كرويف إلى برشلونة في صفقة تاريخية عام 1973 وقضى خمس سنوات لم يحقق خلالها الفريق الكتالوني الكثير من الألقاب، لكنها جعلت كرويف جزءًا لا يتجزأ من الهوية الكتالونية.

وكما انتقل كلاعب، انتقل كرويف مجددًا كمدير فني إلى برشلونة عام 1988، بعدما بدأ مسيرته التدريبية بشعار أياكس، وقاد في تلك المرة مرحلة تاريخية، جعلته أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي الكتالوني.

قاد كرويف فريقه للتتويج بدوري الدرجة الأولى الإسباني في أربعة مواسم متتالية بين 1991 و1994، بين 11 لقبًا محليًا وقاريًا، كان أبرزهم أحد ألمع المشاهد في تاريخ برشلونة، في صيف عام 1992.

تمتع برشلونة تحت قيادة كرويف بطريقة لعب فريدة، ونجح المدير الفني الهولندي ذو الشخصية المميزة في إنهاء الهيمنة المدريدية على كرة القدم الإسبانية، فقدم مزيجًا استثنائيًا من اللاعبين المحليين والأجانب.

اعتمد المدرب الهولندي على بعض الأسماء الكتالونية من خريجي مدرسة لاماسيا، كان أبرزهم جوسيب جوارديولا وخوسيه باكيرو، إلى جانب تعاقدات رائعة لنجوم أجانب، أبرزهم البرازيلي روماريو، الهولندي رونالد كومان والبلغاري هريستو ستويتشيكوف.

بدأ برشلونة مشواره في البطولة الأوروبية بالتفوق على هانزا روستوك الألماني في الدور الأول، قبل الإطاحة بصعوبة بخصم ألماني آخر هو كايزر سلاوترن الألماني، مستفيدًا من قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض، بعد التعادل بنتيجة 3-3 في مجموع مواجتي الذهاب والإياب.

في دور الثمانية الذي أقيم بنظام مجموعتين، تصدر برشلونة المجموعة الثانية أمام سبارتا براج التشيكي، بنفيكا البرتغالي ودينامو كييف السوفيتي، ليتأهل لمواجهة سامبدوريا الإيطالي في المباراة النهائية.

وسط أكثر من 70 ألف متفرج في ستاد ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن، وبعد مواجهة عصيبة امتدت لوقت إضافي، حسم الفريق الكتالوني لقب كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري، بهدف من تسديدة صاروخية للهولندي رونالد كومان، من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 112، ليحقق العملاق الكتالوني لقبه الأول، بعد 37 عامًا من انطلاق البطولة.