مرحلة غير محترمة!

عندما يتسبب الأطفال الصغار في إثارة الضغينة وإشعال نار الخلاف بين الرجل وجاره.. لتصل ربما حد القطيعة بينهما.. دون وجود سبب يستحق كل ذلك.. يبادر مجتمعهم المحيط برفضهم وإقصائهم وإثارة الكثير من «اللغط» حولهم..

وربما يجردونهم من إنسانيتهم.. وينعتون على الدوام بعبارات اللوم والعتب والازدراء، على اعتبار أنهم لم يقدروا القيم الإنسانية والاجتماعية والدينية.. وقطعوا روابط «الجوار» بسبب نزولهم لمستوى أطفالهم اللامسؤول.. حتى إن المنبر الإعلامي القريب منهم الذي يضم كل رجال الحي المعتبرين.. يبادر بدوره في ممارسة سلطته للتأثير على مجتمعه بالإيجاب..

ويسعى بكل ما أوتي من قوة لإبراز الجوانب السلبية لهذه الظاهرة المشينة.. وإظهار وجهها القبيح حتى يعي الجميع خطورتها على وحدتهم..

وبالتأكيد ذلك يأتي بدافع الحب والإخلاص لتحقيق رغد العيش.. فالإنسان ابن مجتمعه.. وجزء لا يتجزأ من منظومته.. وبالتالي هو مطالب بإقصاء النماذج السلبية والرديئة حتى يعيش في كنف مجتمع آمن.. متلاحم.. مترابط.. لا تضيره «خربشات» الصغار.

ما سبق هو السيناريو الواقعي لأحد المشاهد المتكررة في حياتنا الاجتماعية المعاشة.. في حين أنه في مجتمعنا الرياضي يتحول إلى مشهد افتراضي حالم أقرب للخيال منه إلى الواقع.

فالقيم الأخلاقية السامية تخترق كل يوم.. على الهواء مباشرة.. وفي كل تصريح عابر.. وقبل وبعد كل شيء.. حتى إن روابط الجوار والتنافس الشريف والأخوة.. ذابت وتقطعت حبالها مع الرغبة العارمة في إثبات القوة أمام الملأ.

فالأفضل اليوم في المقاييس الرياضية هو الذي يستطيع أن ينال من الآخر في كل شاردة وواردة.. ويعتمد على أسلوب الإضحاك والتفكه في الرد على المنافس.. ولا بد أن «يذب ذبة» قوية وفلاشية.. يتلقفها السفهاء من الناس.. حتى يتحقق النصر المؤزر بمقاييس ضيقة وتافهة جدا!

للأسف.. أصبح مجتمعنا الرياضي مستنقعا للكثير من الرجال الذين تسببت تصرفات الصبية والصغار في إخراجهم عن طورهم.. وخرق وقارهم ومهابتهم.. وقفزوا على الكثير من القيم على الهواء.. حتى إن الجماهير الرياضية وصلت لمرحلة متقدمة جدا من التعصب.. والاحتقان.. والتشنج.

ومن اليوم سأبدأ الحرب على مثل هذه النماذج المهترئة التي بدأت تعيث فسادا في رياضتنا!

نقلاً عن "شمس" السعودية