رئيس الهلال.. وصبر الأعوام الأربعة!

عندما يخرج رئيس الهلال ويقول "أعاننا الله على الأعوام الأربعة المقبلة"، فهذا لا يعني انه يقصد وجود أحمد عيد وتوليه رئاسة اتحاد الكرة وان الرجل ضد ناديه، وانما استمرار الفوضى العارمة التي تسود الوسط الرياضي وحولته الى اجواء تطرد السمين وتستقبل الغث وترحب بكل من يستهويه العبث.

 فلا يدري المتابع من صاحب القرار ومن لديه القدرة على ايقاف المهازل التي تحدث؟، كل لجنة تعتبر نفسها هي "الآمر الناهي" من دون حسيب ولا رقيب، وكل عضو يصرح ويوعد ويتوعد ويرى في نفسه انقاذ السفينة من الغرق بينما الكرة عموما والاندية لا تزال تصرخ والجماهير تحتقن واللاعبون يخرجون عن النص والساحة تشتعل بالتصريحات والتجاوزات والاخطاء، والسبب مع الاسف غياب العدل والحزم واستمرار الوضع (على طمام المرحوم).

ما تمهد له بعض الاقلام من اجل التقرب الى احمد عيد وحثه على الاستمرار على نهجه الخاطئ وصداماته مع بعض الاندية هو من سيسقط الرياضي العريق ويضعه في ورطة كبيرة، فهم يصورون له عكس الواقع ويحفزونه الى المضي قدما في سياسته التي لم توجد لنا حتى الآن اتحادا قويا ولجانا حازمة ومرجعية كروية تفرض النظام على الكبير قبل الصغير.

هؤلاء لا يمكن لهم العيش والتعايش والانتعاش الا وسط اجواء مليئة بالمنغصات وخالية من العدل بعيدا عن الموضوعية، فهم يدفعون الرجل الطيب والانسان الذي نظنه حريصاً كل الحرص على مصالح الرياضة والاندية الى الطريق الخاطئ والاتجاه المعاكس، لا يهمهم إنْ سقط ولا يعنيهم ان رحل ولن يذرفوا دمعة واحدة إنْ غادر كرسي المسؤولية محملا بالفشل، يعنيهم فقط ان يلتزم الصمت خدمة لمصالحهم وانديتهم ومحاربة الاندية الاخرى وتصويرها امامه بأنها هي صاحبة الحظوة قبل مجئه لذلك يجب محاربتها وهضم حقوقها وتجاهل مطالبها.

 وهذه الخدمة لن تتحق بالنسبة لهم الا بترك الحبل على الغارب والعبث باللوائح وتجاهل الانظمة وتطبيقها بطريقة يغلب عليها التفاوت والتغاضي والتغافل ان كانت لصالحهم والحزم والضرب بيد من حديد ان كانت ضد المنافسين.

من زيّن الاوضاع لأحمد عيد ويسعى الى ان يضع بينه وبين السلبيات غشاوة هم "المنتفعون" و"المتمصلحون" في اكثر من اتجاه، ومن يمتدحه ويدافع عن مسيرته ويشيد بعمله من دون نتائج هم من يريدون خدمة مصالحهم، وعند مخالفته لسياستهم وتوجهاتهم سينقلبون عليه 180 درجة.

العام الماضي دافعنا عن الرجل عندما رأينا ان هناك من يريد ان يحمله اخطاء غيره، بل ان هناك اعضاء يعملون معه الان احرجوه قبل ان يعلموا انه سيكون رئيس الاتحاد القادم في وقت كان يقود المهمة بصورة مؤقتة ولم يتولاها بصفة رسمية، اما عندما احتل المنصب من خلال الانتخابات ورسم الوعود والتعديل والتبديل والتغيير الى الافضل والتصدي للأخطاء والتجاوزات خطوطا عريضة لحملته الانتخابية ومرحلته الرئاسية فمن الواجب على كل غيور تجاه الكرة في بلده ان يصارحه فإن قبل ونجح فذلك ليس بالغريب لانه رجل خبرة والمؤمل منه اكثر.

اما ان سار على النهج الحالي فلابد ان توضح الصورة له من خلال النقد وازالة الحجاب بينه وبين عدم رؤية الاخطاء الكوراثية التي يرتكبها الاتحاد وتقع فيها اللجان وان لم يقتنع فعليه دفع ضريبة العمل الضعيف والنتائج السيئة.