النصر والهلال.. الشفافية والنظام في خبر كان!

في عهد الشفافية والاحترافية التي يدعونها ويدغدغون بها مشاعر المتابع لاتزال الاخطاء هي ذاتها التي تتكرر منذ عشرات الاعوام، الذي يتغير فقط هو التصريحات والوعود واللجان التي يتنقل الاعضاء فيها من لجنة الى اخرى وكأنها املاكهم الخاصة بفضل صلة العلاقة والقرابة التي تحميهم وتعزز تواجدهم وتجعلهم يضربون بالنظام عرض الحائط في مناسبات ومواسم عدة.

في اللقاء الدوري بين النصر والهلال الجمعة الماضية كان يفترض ان يسير كل شيء بصورة عادية وبطريقة تنم عن احترافية وانسيابية وتوافق في كل شيء بين الناديين واعضاء اللجان المعنية في تنظيم المواجهة اذا ما وضعنا الاتحاد السعودي ولجانه ورابطة الاندية يتحدثون عن احترافية متقدمة وشفافية جديدة وضعهتم في دائرة حل اي مشكلة من دون اي ضوضاء وضجة واعتراضات واتهامات.

ولكن هذه المباراة سرعان ما اعادت التنظيم والنظام الى المربع الأول والعمل بنظام (حب الخشوم) والتنازلات على طريقة (الجاهية) التي تستخدم لحل اي مشكلة طارئة بين اصدقاء او ابناء مجتمع معين وتلك ثقافة لم نتخلص منها.

فهذا المدير التنفيذي لرابطة الاندية المتسلح بخبرة التنظيمات الاسيوية القاري ياسر المسحل الذي اشدنا به مرات عدة لنجاحات ظننا ان نراها على المستوى المحلي، يتقمص دور المندوب النصراوي الذي غاب عن الاجتماع ويقترح في مباراة تنافسية كبيرة فتح الهلال للمدرجات المخصصة لجماهيره امام انصار الفريق المنافس اذا لم يوجد لهم مكان، ثم يخرج عبر (تويتر) لينفي كل ما تفوه به اثناء الاجتماع قبل ان يأتي الرد والتأكيد على الاقتراح من احد الحضور وهو الامين العام المساعد في الهلال فهد الحميدي، وحاول المتحدث الرسمي الزميل احمد المصيبيح ان يوجد العذر للمسحل عبر الزميلة الرياضية بطريقة ذكية، ولكن العمل ونتائج الاجتماعات لاتقبل الاجتهاد في زمن يفترض ان يكون النظام حاضرا في كل صغيرة وكبيرة.

ما يحدث أمر يتكرر بين فترة واخرى من دون ان يكون هناك عمل متقن واساليب صارمة لاتخضع للمزاج والميول والعلاقات والتأثير والخوف من هذا النادي او ذاك انما للنظام فقط، ويبدو ان بعض اللجان والاشخاص في لجان الاتحاد السعودي (يخافون) لذلك يأتي عملهم وتنظيمهم منافيا لما يعدون به، بمعنى ان هناك من هو اقوى منهم خصوصا في المباريات والمناسبات الكبيرة، وهذا يعني انهم مجرد اشخاص ينفذون ما يقال لهم، وليسوا مسؤولين واعضاء مؤتمنين على تطبيق اللوائح على الكبير قبل الصغير، لذلك على اي عضو في اي لجنة او جهة كانت ان لايخرج ويعد بالشفافية واحترافية العمل ويضع نفسه في موقف صعب وزاوية ضيقة وهو لايستطيع ان يصدر قرارا واحدا ويطبق النظام مالم يعود الى مراجع هو يعرفها جيدا!

معقولة بعد التنظيمات والمؤتمرات والانضمام الى رابطة الاندية المحترفة في آسيا والاحتكاك بالكثير من الخبراء واقامة الكثير من ورش العمل والندوات والدورات وتشديد الاتحاد القاري على الاتحادات الاعضاء بتطبيق اللوائح بحذافيرها، تعيدنا مباراة النصر والهلال الى نقطة الصفر وكأنك (يابو زيد ماغزيت)، ماهذا العمل واين الاحترافية ومن المسؤول عن هذه الفوضى؟!