حكايات الكرة في المونديال.. قط بدون سبعة أرواح والسبب المونديال

حكايات الكرة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب، حلقتنا الرابعة عشر عن الحارس القط.

كثير من الصعوبات التي واجهت إنجلترا مبكرا في معسكر مونديال 1970، المعسكر كان مقاما في كولومبيا وتم فيه إتهام كابتن منتخب الأسود الثلاثه بوبي مور في قضية سرقة سنحكيها لاحقا وسافر المنتخب بدونه إلى الأراضي المكسيكه مما أربك المنتخب بسبب غياب القائد حتى بعدما وصل متأخرا عنهم بعد تدخلات الحكومة البريطانية، السير الف رامسى المدير الفني الفائز معهم بمونديال 1966 حاول تهيئة المنتخب للبطولة رغم أنهم عانوا من كراهية المشجعين المكسيكين الذين رأوا في المنتخب الإنجليزي أن تعاملاتهم مع أهل البلاد بها تكبر وتعالي فأكتسبوا كراهية كل المشجعين.

تخطت إنجلترا الدور الأول بعد أن أحتلت المركز الثاني خلف منتخب البرازيل في مجموعة ضمت معهم أيضا تشيكوسلوفيكيا ورومانيا ليلقى الإنجليز منتخب المانشافت في كلاكيت ثاني مرة بعد التغلب على الألمان 4-2 في نهائي كأس العالم 1966 في مباراة كان بطلها الحكم الأوزبكي توفيق باخراموف حامل الراية الذي أشار بصحة هدف جيف هورست الثالث محل اللغط، وهنا حانت اللحظة للألمان للأخذ بالثأر.

تسمم غذائي ومشاركة القط 

كان منتخب إنجلترا يمتلك حارس مرمى عملاق يدعى جوردان بانكس الذي جاء حسب تصنيف منظمة IFFHS  ثاني أفضل حارس في القرن العشرين بعد حارس مرمى الإتحاد السوفيتي ليف ياشين وجاء في المركز الثالث حارس مرمى منتخب إيطاليا دينو زوف، جوردان بانكس كان أحد أهم عوامل فوز المنتخب الإنجليزي بمونديال 1966 ولعب كل مباريات الدور الأول وقبل مباراة ألمانيا الغربية مباشرة في دور الثمانية تفاجأت بعثة الفريق الإنجليزى أن جوردان بانكس أصابته مشاكل في المعدة نتيجة تسمم غذائي ودخل في نوبة إسهال ولن يقدر على المشاركة في المباراة.

قبل يومين من مباراة إنجلترا وألمانيا الغريبة، جوردان بانكس تلقى عبر الهاتف خبر أن الملكة إليزابيث قررت منحه لقب سير مما أصاب اللاعب بتوتر شديد أدى إلى إصابته بمغص شديد ودخل في نوبة إسهال ولكن الرواية الرسمية تقول إن ذلك حدث بسبب تسمم غذائي.

إذا فالذي سيقوم بحراسة مرمى منتخب إنجلترا هو الحارس الإحتياطي بيتر بونيتي الملقب بلقب "القط" نظرا لرشاقته ورد فعله وكان مشهور في الملاعب الإنجليزية بلعب الكرة بيده طويلا لكي تصل إلى منتصف الملعب، بونيتي حارس مرمى تشيلسي كان إحتياطيا في مونديال 1966 لجوردان بانكس ولم يلعب أي مباراة وجاء الوقت لكي يلعب مباراته الأولى في كأس العالم ويا ليته ما لعب.

كبش فداء الأولى والأخيرة

المباراة بدأت مع سيطرة واضحة لمنتخب إنجلترا وتراجع واضح لفريق ألمانيا الغربية في درجة حرارة مرتفعة وتقدم الإنجليز بكل سهولة بهدفين عن طريق الان مولاري ومارتن بيترز وكان نجم اللقاء هو سيب ماير الحارس الألماني الذي منع العديد من الأهداف، حتى جاءت الدقيقة 68 عندما أخترق فرانز بيكنباور دفاعات الإنجليز من قلب الملعب ومن على حدود منطقة الجزاء من الناحية اليسرى لمرمى بيتر بونيتي يسدد بيكنباور بيمينه لتمر من تحت ذراعه بسهولة فيكون متسببا في الهدف الأول وفي الدقيقة 82 يقوم الألماني والهداف الكبير اوفا زيلر بإحراز هدف ولا أروع بضربة رأس خلفية في عكس إتجاه ليقف كل من في الملعب بما فيهم بونيتي لمشاهدة الكرة وهي تسكن الشباك.

تم الإحتكام لوقت إضافي ولأن المستحيل ليس في قاموس الألمان فقد تمكن جيرد موللر هداف البطولة برصيد 10 أهداف بإحراز هدف الريمونتادا في الدقيقة 108 ليفوز الألمان 3-2 وهنا الكل حمل بيتر بونيتي الهزيمة ولكن للحقيقة بونيتي لا يتحمل مسؤولية أي هدف إلا الهدف الأول ولكن الصحافة الإنجليزية جعلته كبش فداء لخروج حامل اللقب.

بعد هذة المباراة لم يلعب بيتر بونيتي أي مباراة مجددا لمنتخب إنجلترا حيث أن السير الف رامسي المدير الفني لم يثق فيه مجددا، حلم التألق في أول مباراة موندياليه صار كابوس أنهى مسيرة الحارس دوليا فليس كل شيء يتمناه المرء يدركه وإذا كانت القطط بسبعة أرواح فإن قط ستامفورد بريدج كما كان يطلق عليه وللصدفه كانت مباراة ألمانيا الغربية هي مباراته السابعة دوليا والأولى موندياليا، فصار بونتيي قطا بسبعة مباريات فقط.

فدعونا ننتظر في المونديال حارس مرمى الفراعنة وهل سيكون عثر الحظ مثل بونيتي أم سيكون قط بسبعة أرواح ويصبح نجم الشباك.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا