"سجل أهدافا أكثر من 10 لاعبين".. كيف ضرب رحيل رونالدو هجوم الملكي في مقتل؟

معاناة هجومية كبيرة، بدت واضحة على فريق ريال مدريد الإسباني في المواسم الثلاثة الأخيرة، وبالتحديد منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف فريق يوفنتوس الإيطالي في صيف عام 2018، والذي واصل عمله كماكينة تهديفية في الملاعب الإيطالية، رغم إتمامه العام السادس والثلاثين اليوم الجمعة.

رونالدو سجل حتى الآن 87 هدفًا بقميص يوفنتوس في موسمين ونصف تقريبًا، حيث هز الشباك 28 مرة في موسم 2018/2019، وسجل 37 هدفًا في الموسم الماضي، قبل تسجيل 22 هدفًا في منافسات الموسم الحالي حتى الآن.

ورفع رونالدو أهداف الرسمية في عالم كرة القدم إلى 763 هدفًا حتى الآن، ليصبح الهداف الأول في تاريخ اللعبة، بعدما تجاوز التشيكوسلوفاكي جوزيف بيكان والبرازيلي بيليه.

وباستثناء كريم بنزيما الذي كان شريكًا للنجم البرتغالي في خط هجوم ريال مدريد، فشل عشرة لاعبين حاول المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان الاعتماد عليهم في خط هجومه في تعويض القوة الهجومية التي تكفل بها رونالدو وحده.

ثنائي فقط هما البلجيكي إيدين هازار والصربي لوكا يوفنتوس أنفق ريال مدريد 160 مليون يورو للتعاقد معهما، لكن النتيجة كانت صادمة للغاية، حيث سجلا سويًا ستة أهداف في موسمين، وعاد يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مجددًا إلى ناديه السابق أينتراخت فرانكفورت الألماني، على سبيل الإعارة.

الويلزي المخضرم جاريث بيل كان الاسم الأبرز الذي عولت عليه جماهير ريال مدريد لسد الفراغ الهجومي الذي تركه رونالدو، لكنه لم يسجل سوى 17 هدفًا منذ رحيل النجم البرتغالي، لينتقل أيضًا إلى سبيل الإعارة لصفوف فريق توتنهام هوتسبر الإنجليزي في الموسم الحالي.

الثنائي البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور ورودريجيز تمنى فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد أن يمثلا سويًا حجر الأساس في مشروعه لتكوين فريق شاب، يواصل الهيمنة المدريدية الأوروبية في المستقبل، لكن الأول سجل 11 هدفًا فقط، بينما سجل الثاني عشرة أهداف.

ماركو أسينسيو الذي تعرض لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي، أبعدته لفترة طويلة عن الملاعب، سجل 11 هدفًا أيضًا، وسجل لوكاس فاسكيز 10 أهداف، كما سجل ماريانو دياز ستة أهداف، كما سجل صانع اللعب إسكو تسعة أهداف ولم يسجل خاميس رودريجيز أي هدف، ليبلغ إجمالي ما سجله عشرة مهاجمين بصفوف ريال مدريد في موسمين ونصف 81 هدفًا، وهو ما يقل بستة أهداف عن ما سجله رونالدو وحده في الفترة ذاتها بقميص يوفنتوس.

تأثير غياب رونالدو بدا واضحًا في فارق هائل بين المعدلات التهديفية للفريق في وجوده وبعد رحيله، حيث سجل ريال مدريد 175 هدفًا في موسمي 2018/2019 و2019/2020، وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بالموسمين الأخيرين للنجم البرتغالي بقميص ريال مدريد "2016/2017 و2017/2018".

وأصبح زيدان مدينًا بالكثير للمهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي تكفل وحده بتحقيق التوازن الهجومي للفريق منذ رحيل رونالدو، حيث سجل 72 هدفًا في المواسم الثلاثة الأخيرة، بينما سجل 15 هدفًا في الموسم الحالي، تمثل 32% من أهداف الفريق.

وصرح رونالدو في مناسبات عديدة بأنه يسعى لاستمرار مسيرته في المستوى الأول حتى بلوغ الأربعين من العمر، وهو ما يبدو قريبًا من تحقيقه، في ظل تجاوزه العام السادس والثلاثين متربعًا على صدارة جدول ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسم الحالي، برصيد 15 هدفًا حتى الآن.