جميع المباريات

إعلان

"لغز حير العالم".. كيف تهيمن مصر على الإسكواش؟

رنيم الوليلي

رنيم الوايلي

كتب – محمد عطايا:

قبل 20 عامًا، لم تكن تحظى مصر سوى ببعض لاعبي الإسكواش القلائل، ممن فازوا ببطولات دولية، والذين كان أخرهم عبد الفتاح أبو طالب، عندما ربح في منتصف الستينات ببطولة بريطانيا المفتوحة لثلاث سنوات متتالية.

اليوم، أصبحت رياضة الإسكواش في مصر، تمثل أحد أكبر الألغاز في عالم الرياضة، بعدما تمكن لاعبوها من السيطرة والهيمنة على جميع البطولات الدولية والإقليمية.

تحدثت صحيفة نيويوك تايمز في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني الجمعة عن أن رياضة الإسكواش في مصر هي الأنجح، وأن لاعبي المحروسة يسيطرون على اللعبة بشكل كامل، فالأربعة الأوائل في التصنيف العالمي مصريين، وهناك خمسة اخرين ضمن أفضل 20 على مستوى العالم.

وأضافت الصيحفة الأمريكية أنه منذ العام 2003، فاز مصري ببطولة العالم للرجال 10 مرات.

هيمنة المرأة المصرية على لعبة الإسكواش، قد تكون أكثر إثارة للإعجاب، نظرًا لقلة عدد النساء اللائي مارسن تلك اللعبة، وبرغم ذلك سيطرن بشكل كبير في ساحة اللعب، فالأربعة الأول من أفضل 5 لاعبات إسكواش، هن مصريات، والتصنيف الأول من نصيب المصرية رنيم الوليلي.

قالت نيويورك تايمز إن الأجيال القادمة أيضًا سيهيمنون على اللعبة بشكل كبير، حيث فاز المنتخب الوطني للشباب للفتيات ببطولة العالم لسبع سنوات متتالية.

قالت الويلي في تصريحات صحفية: "لطالما تعرضت لسؤال حول السر الكبير الذي نخفيه ويجعلنا نهيمن على اللعبة؟ فأخبرهم أن هذا هو سؤال المليون دولار. فلا أحد يعرف حقًا. ولكن هناك بعض النظريات".

هذا الأسبوع، تم إعادة طرح النظريات المتعلقة ببراعة اللاعبين المصريين في الإسكواش، بعدما أظهرت القاهرة براعة كبيرة خلال بطولة العالم المقامة حاليًا في مصر، ويتنافس في النهائي، الجمعة، نور الشربيني، والوليلي.

قالت الصحيفة الأمريكية، إن لعبة الإسكواش في مصر، تقدم دروسًا لأي دولة تسعى للتنافس في الرياضات الفردية.

وأضافت أن "النجاح يولد نجاح"، إلا أن المشكلة الكبرى في مصر تكمن في تباطؤ إنشاء ملاعب تغطي حاجة جميع اللاعبين.

قال عمر البرلسي، بطل مصر والعالم السابق، إنه كان يدرب أكثر من ألفي لاعب تتراوح أعمارهم بين 5 و10 أعوام في أكاديميته، فضلًا عن تدريب اللاعبين في ناديي إسكواش آخرين معروفين في القاهرة.

وأكد البرلسي: "هذا العدد يكفي للسيطرة على اللعبة على مدى السنوات العشرين المقبلة".

استثنائية الإسكواش المصري

حضر مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" ديفيد سيجال، مباريات إسكواش في القاهرة منذ أيام، لمشاهدة لاعبي ستة من أفضل الأندية في مصر، والذين كان من بينهم علي فرج، المصنف أول عالميًا، وطارق مؤمن، المصنف الثالث عالميًا، كريم عبد الجواد المصنف الرابع عالميًا، والوليلي، ونور الشربيني المصنفة الثانية عالميًا، ونور الطيب المصنفة الثالثة عالميًا، ونور جوهر الخامسة عالميًا.

وصف سيجال المباريات التي شاهدها بين اللاعبين المصريين بلعبة كرة السلة الأمريكية، التي تضم أكبر وأعظم لاعبي العالم.

وذكر أن إحدى اللاعبات اللائي حضرن لمشاهدة المباريات، كانت أمريكية، تدعى صابرينا صبحي، وهي مصنفة 61 عالميًا، مؤكدًا أنها اندهشت من هيمنة المصريين على اللعبة.

وقالت اللاعبة الأمريكية خلال زيارتها مصر، "لقد جئت لحل لغز هيمنة المصريين على اللعبة"، إلا أنها سرعان ما تعلمت شيئًا كبيرًا، وهي استثنائية الإسكواش المصري.

يوجد في الولايات المتحدة عدد كبير جدًا من لاعبي الإسكواش، يبلغ عددهم حوالي 1.7 مليون، وحوالي 3500 ملعب، وفقًا لإحصائيات رسمية.
بينما يوجد في مصر حوالي 400 ملعب فقط، وأقل من 10 آلاف لاعب، إلا أن القاهرة أصبحت مهيمنة تمامًا بالرغم من الفارق العددي الكبير.

يقول دانييل كويل، مؤلف كتاب"The Talent Code" أو "شفرة الموهبة"، الذي لاقى انتشارًا كبيرًا في عدد من البلدان، إن اللاعبين الطامحين عليهم أن يتعلموا من أساتذة اللعبة القدامى، ويحاكونهم في طريقة معيشتهم وأكلهم.

ولكن كيف أنتجت مصر الكثير من المواهب؟

بدأ تاريخ اللعبة في هارو، وهي مدرسة خاصة بالمملكة المتحدة، في القرن التاسع عشر، وتم تصديرها إلى مستعمراتها من خلال أندية ضباط بريطانيين.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه حتى اللحظة، يسجل اللاعبون المصريون ويحكمون مبارياتهم باللغة الإنجليزية، مضيفة أنه لسنوات، كانت رياضة الإسكواش لفئة خاصة فقط في مصر، إلا أنه في العام 1996، كسر اللاعب الدولي أحمد برادة القاعدة، بأداء مذهل في بطولة الأهرام المفتوحة للإسكواش، التي أقيمت بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.

خسر برادة المباراة النهائية، لكن أدائه القوي، جعله بطلاً قوميًا، حتى أن جريدة الأهرام حينها نشرت عنوان الصفحة الأولى: "نجم مولود".

وفاز برادة بنهائي بطولة الأهرام عام 1998، ليحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي. واعتزل اللعبة عام 2001، بعد سنة من طعنه بالقرب من منزله في القاهرة، في جريمة لم تُحل حتى اللحظة.

سجل بعد ذلك برادة ألبومًا لأغاني "البوب"، وقام ببطولة الفيلم الكوميدي الرومانسي "حب البنات".

وقال برادة في تصريحات صحفية: "أراد الجميع أن يكونوا مثلي".

وفي العام 2003، حظيت مصر بأول بطل عالمي للإسكواش منذ عقود، وهو عمرو شبانة، الذي يجمع بين السرعة التي لا مثيل لها وبين "الضربات المذهلة مثل الحيل السحرية".

فاز شبانة بلقب بطل العالم ثلاث مرات.

الفتاة المعجزة

منذ العام 2008، حصلت بريطانيا على 75 ميدالية ذهبية في ثلاث دورات أولمبية صيفية، في الألعاب الرياضية المتنوعة مثل الملاكمة والغوص والتنس وهوكي الميدان والسباحة والتايكوندو والمضمار والميدان، بينما لم تفز مصر بأي ميدالية ذهبية في تلك الرياضيات، حيث لم تكن الإسكواش أبدًا رياضة أولمبية، ما أثار غضب الجماهير بشكل كبير.

أصبح الإسكواش ثاني أعرق رياضة في مصر، بعد كرة القدم، لديها الكثير من المريدين، بالدرجة التي وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمر، بأن لاعبة مثل نور الشربيني، الملقبة بـ"الفتاة المعجزة" في الولايات المتحدة، والحاصلة على بطولة العالم 3 مرات، كان لابد لها أن تمارس اللعبة.

تقول الصحيفة إن المصريين غيروا طريقة اللعبة، وأصبحوا يقودونها، حتى أن اللاعبة الدولية المصنفة الثالثة عالميًا، قالت خلال استراحة بعد المباراة للصحيفة "هل رأيت الطريقة التي نقود بها اللعبة؟"

لا توفر لعبة الإسكواش المبالغ الضخمة للاعبيها، فمتوسط ربح اللاعب المحترف الذي يربح بطولات دولية، يبلغ 100 الف دولار في السنة، وهو مكسب لاعب تنس يصل إلى دور الـ16 في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة.

إلا أن الإسكواش لديه ميزات أخرى، لأنه يكون غالبًا فرصة لشق الطريق لإحدى الجامعات الأمريكية أو المدارس الإعدادية، إذ هناك أربعة لاعبين مصريين في جامعة هارفارد المرموقة، بحسب النيويورك تايمز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن