أنطوان جريزمان.. لاعب دون دور محدد وأمل فرنسا أمام الأرجنتين (تحليل رقمي)

يعتبر أنطوان جريزمان لاعب المنتخب الفرنسي، أحد أبرز اللاعبين خلال بطولة كأس العالم 2022 التي تقام في قطر، بسبب الدور الجديد الذي ظهر عليه مع منتخب الديوك.

ويستعد جريزمان للمشاركة مع منتخب فرنسا في المباراة النهائي لمونديال قطر، للمرة الثانية على التوالي، عندما يصطدم بنظيره الأرجنتيني، مساء الأحد على ملعب "لوسيل".

جريزمان لم يسجل بعد في كأس العالم 2022، لكنه لعب دورًا مهمًا في جميع مباريات المنتخب الفرنسي حتى الآن.

ويلعب جريزمان في خط الهجوم، وفي السنوات الخمس التي قضاها مع أتلتيكو مدريد الإسباني، ازدهر كمهاجم ثانٍ وابتعد عن مركز رأس الحربة التقليدي، وخلال تلك الفترة مع أتلتيكو حقق جريزمان متوسط ​​19 هدفًا في الدوري الإسباني و27 هدفًا في جميع المسابقات.

واستلهم ديدييه ديشامب مدرب فرنسا من شكل وطريقة دييجو سيميوني في اللعب 4-4-2، واستخدم ديشامب، جريزمان بطريقة مماثلة، حيث جعله يلعب في الهجوم مع أوليفييه جيرو في يورو 2016، وحقق وقتها جريزمان الحذاء الذهبي بستة أهداف، وتم استخدامه مرة أخرى في روسيا في كأس العالم 2018، حيث ساعد جريزمان في دفع فرنسا للفوز باللقب، وسجل أربعة أهداف إلا أن هاري كين حقق الحذاء الذهبي بـ6 أهداف.

ويعتبر جريزمان أكثر أهمية بالنسبة إلى فريق ديشامب الآن، حيث يلعب دوراً مهماً في طريقة لعب المنتخب الفرنسي، ليعوض اللاعبين الغائبين وأبرزهم بول بوجبا ونجولو كانتي.

جريزمان (وفقاً لشبكة أوبتا للإحصائيات الرقمية) أصبح يلعب دوراً مهماً مع المنتخب الفرنسي ولذلك حصل على رجل المباراة في لقاء منتخب المغرب في نصف نهائي كأس العالم، حيث تسبب تمريرته إلى منطقة الجزاء في حالة من الذعر للخصم.

وابتعد اللاعب صاحب الـ31 عاماً عن تسجيل الأهداف، وأصبح يعتمد الآن على دور أكثر إبداعًا لمنتخب بلاده، حيث يستخدمه ديشامب في دور أعمق الآن، حيث يعتبر جريزمان الآن هو الرابط بين الخط الدفاعي والهجومي لمنتخب البلوز.

وخلق جريزمان عدد فرص وصل إلى (21 فرصة) وصنع (3 أهداف)، كما أنه يمتلك معدل صناعة أهداف متوقع يصل إلى (3.54) في البطولة، ولم يتخط أي لاعب فرنسي هذا العدد من خلق الفرص سوى ألان جيراس الذي صنع (24 فرصة) في 1982 و1986، ولكن لا يزال أمام جريزمان مباراة النهائي ليخلق عدد فرص أكثر، ويعتبر الأرجنتيني دييجو مارادونا هو الأقرب لجريزمان من حيث معدل صناعة أهداف متوقعة يصل إلى (3.46).

ويحتل جريزمان المركز الأول في العديد من الإحصائيات بالبطولة في نسخة قطر 2022 وهو الموضح في الصورة أدناه من شبكة "أوبتا":

ويعتبر لاعب أتلتيكو مدريد هو واحد من أربعة لاعبين فقط صنعوا فرصًا تزيد قيمتها عن ثلاثة أضعاف في نسخة واحدة في كأس العالم، بجانب مارادونا ويوهان كرويف (3.23) وتشافي (3.19).

وتحدث جريزمان عن دوره الجديد في تشكيل منتخب فرنسا: "أنا حر تمامًا في هذا الدور الجديد، يجب أن أكون حلقة الوصل بين الدفاع والمهاجمين، أمامي ثلاثة لاعبين (مبابي وجيرو وعثمان ديمبيلي)، لذا أصبح لدي المزيد من الخيارات - لذا فالأمر أسهل بالنسبة لي".

وأوضحت شبكة "أوبتا" مثال على الدور الذي يقوم به جريزمان في أرض الملعب، وهو ما تحقق في مباراة المغرب في نصف نهائي المونديال.

في الصورة الأولى، يتواجد جريزمان في الجانب الأيمن من الملعب في وسط الملعب، وتمركزه هذا يمنع الظهير الأيسر من القدرة على اندفاعه وقطع تمريرة محتملة إلى ديمبيلي على خط التماس، ولا يمكن لمدافع المغرب الضغط على جريزمان بسبب التهديد الذي يمثله الجناح الأيمن.

وأثناء لعب وبناء المنتخب الفرنسي الهجمة من الخلف، وعند تمرير أورلين تشواميني الكرة إلى جريزمان نراه في الصورة الثانية أصبح في منطقة مركزية سمحت له تمرير الكرة بسهولة وخلق فرصة هدف لزميله كيليان مبابي، ولكن في هذه الفرصة نجح أشرف حكيمي لاعب منتخب المغرب في قطع الكرة.

ولكن هذه الفرصة تأتي كلها نتيجة دخول جريزمان في وضع خطير يجب أن يخلقه، وهذا ما كان يفعله طوال بطولة كأس العالم الحالية.

ويأتي جريزمان في المركز الثالث خلف مبابي (23) وميسي (19) وهما اللاعبان الوحيدان اللذان حققا المزيد من فرص اللعب المفتوح والفرص الثانوية مجتمعة في كأس العالم 2022، وهذا يوضح إن اللاعب الفرنسي يتماشى مع أكثر لاعبين يتمتعان بلياقة عالية في العالم في الوقت الحالي، وهو يفعل ذلك من مركز لم يبدأ اللعب فيه إلا في وقت سابق من هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد.

وشرح ديشامب أسباب تحول مركز جريزمان: "لا توجد تضحية من جانبه، لأنه كريم للغاية لدرجة أنه يسعد عندما يلمس الكرة وعندما يمررها".

وأضاف: "سيسجل بالتأكيد عددًا أقل من الأهداف، لكنه يحب التدخل واستعادة الكرة، بقدمه اليسرى يكون قادرًا على القيام بأشياء جميلة ويمكنه تسديد الكرات الثابتة جيدًا إلى حد ما، لديه كل شيء ليلعب بشكل أعمق.. الرؤية، اللمسة، الطاقة والذكاء".

تستقبل فرنسا في المتوسط​ (0.83 هدفًا) فقط من كل 90 هدفًا في نسخة كأس العالم الحالية، بزيادة طفيفة عن (0.66) التي استقبلت شباكها قبل النهائي في عام 2018 ولكن وقتها كان يحتوي الفريق على بوجبا وكانتي، إلا أن هذا الفريق يكاد يطابق هذا المعدل بثلاثة منهم هم جريزمان وتشواميني وأدريان رابيو.

وفي مباراة المغرب، أجرى جريزمان تدخلات أكثر من تشواميني واعتراضات كثيرة مثل يوسف فوفانا الذي حل محل رابيو.

ويعتبر جريزمان أحد أساطير فرنسا، لقد كان أساسياً في وصول فريق ديشامب إلى ثلاث نهائيات من آخر أربع نهائيات متاحة - اثنان في كأس العالم وواحد في بطولة يورو، سيعزز الاحتفاظ بكأس العالم إرثه كواحد من أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص فرنسا على الإطلاق.

وفي حالة تسجيل جريزمان في النهائي أمام الأرجنتين، فسيصبح خامس لاعب في التاريخ يسجل في نهائيين منفصلين، بعد فافا (1958 و1962)، بيليه (1958 و1970)، بول برايتنر (1974 و1982)، وزين الدين زيدان (1998 و2006).

وأثبت جريزمان في بطولة كأس العالم الحالية، إنه لاعب بدون دور محدد قادر على التسجيل والإبداع والدفاع، إنه ما يحلم به كل مدرل عندما يقوم بتجميع الفريق، إنه لاعب قادر على أن يكون الرجل الرئيسي أو جزءًا من الفريق.. وفي الوقت الحالي، قد يكون جريزمان أفضل أمل لفرنسا للتتويج يوم الأحد.