إنجاز تاريخي وحلم بعيد.. كاب فيردي من لدغة الأسود لقروش مفترسة تهدد الفراعنة

فجر منتخب كاب فيردي أولى مفاجآت كأس الأمم الأفريقية 2023، ليس لفوزه أمام غانا فقط، بل لحسمه صدارة المجموعة الثانية، وتأهله رسميًا إلى الدور ثمن النهائي.

قبل البطولة أجزم المحللين أن هذه المجموعة سيتأهل منها مصر وغانا، وستظل حظوظ كاب فيردي وموزمبيق قائمة لاحتلال المركز الثالث وحجز مقعدًا بدور الـ 16، إلا أن القروش الزرقاء كان لهم رأي آخر.

كاب فيردي أول منتخب حجز مقعده رسميًا في ثمن نهائي أمم أفريقيا، بينما ستنتظر مصر وغانا إلى الجولة الثالثة لحسم موقفهما من الصعود.

المدرب الوطني

المدرب الوطني بوبيستا، كلمة السر وراء المستوى الذي وصل إليه كاب فيردي، والذي يقود القروش الزرقاء منذ 4 سنوات، بدأت في يناير 2020.

1451 يومًا، تحسس خلالهم بوبيستا الطريق حتى لامس المجد بنفسه، وهزم غانا ثم لقن موزمبيق درسًا، وتنتظره مواجهة هامة أخيرة ضد مصر.

بدايته لم تكن الأفضل، حيث إنه لعب 4 مباريات خلال 2020، فاز مرة واحدة فقط، وخسر مثلها وتعادل مرتين، ثم بدأت الرحلة في التعمق رويدًا رويدًا، ليخوض 9 لقاءات في 2021 (8 منها رسمية)، فاز 5 مرات أحدهما ضد الكاميرون (3-1) وخسر مرتين وتعادل في مباراة واحدة.

التجربة دخلت ذروتها خلال 2022، والتي بدأت بالمشاركة الثالثة في كأس الأمم الأفريقية، وحصد وقتها 4 نقاط فقط ليتأهل ضمن أفضل ثوالث، ثم ودع المنافسات من دور الـ 16 أمام السنغال، لتُنهي لدغة أسود التيرانجا أحلام القروش.

عقب أمم أفريقيا، خاض كاب فيردي 7 مباريات (5 منها ودية)، وفاز في 5 مواجهات وخسر مرتين فقط، وكان أكبر انتصاراته أمام ليختنشتاين (6-0).

خلال السنة الماضية، 2023، لعب كاب فيردي 9 مباريات (3 منها ودية)، واستطاع التعادل مع المغرب (0-0) بينما خسر أمام الجزائر (5-1)، هذا العام شهد انتصار القروش الزرقاء 3 مرات والتعادل والخسارة في مثلهم بالضبط.

بروفة خادعة

قبل انطلاق أمم أفريقيا بـ 3 أيام، خاض منتخب كاب فيردي مواجهة ودية ضد تونس، وخسر (2-0)، والتي استضافها ملعب حمادة العقربي، رادس سابقًا.

هذه المباراة الودية أظهرت براعة كبيرة لتونس وكشفت عن قوام متواضع لكاب فيردي، إلا أن انطلاقة غانا المهتزة زادت من افتراس القروش، التي توهجت واكتسحت موزمبيق (3-0) اليوم.

بينما على النقيض، ظهرت تونس بمستوى دون المنتظر، وخسرت لأول مرة تاريخيًا أمام ناميبيا (0-1) في أولى مباريات دور المجموعات.

حلم أمم أفريقيا

منتخب كاب فيردي الذي يضم بين صفوفه 25 محترفًا من أصل 26 لاعبًا، يتطلع للوصول لأبعد نقطة في كأس الأمم الأفريقية، بالمشاركة الرابعة تاريخيًا، وكسر عقدة تعطل القطار بأول مرحلة بعد دور المجموعات.

القروش الزرقاء قدموا أفضل مشاركة لهم في أمم أفريقيا، عام 2013، في الظهور الأول، بحصد 5 نقاط من فوز وتعادلين، إلا أن المشوار انتهى بدور الثمانية وأمام غانا بالخسارة (0-2).

ويأتي بعدها مباشرة نسخة 2021 الماضية، حيث إن كاب فيردي احتلت مركز الوصافة أيضًا ولكن بـ 4 نقاط، من فوز وتعادل وخسارة، ثم ودعت أمام السنغال من دور الـ 16.

بينما المشاركة الأسوء كانت في الظهور الثاني، خلال نسخة 2015، حيث جمعت كاب فيردي 3 نقاط فقط، من 3 تعادلات، وودعت البطولة من دور المجموعات.

القروش الزرقاء سنت الأنياب وظهرت بوجه مغاير هذه النسخة من أمم أفريقيا، وخطفت فوزًا مفاجئًا من غانا (2-1) بعدما أحرجت البلاك ستارز فنيًا داخل المستطيل الأخضر، ثم حصدت 3 نقاط جديدة أمام موزمبيق وآمن صدارة المجموعة لأول مرة في تاريخه.

بينما مباراة مصر المقبلة، فهي أصبحت خارج التوقعات، ما بين كاب فيردي الذي يقدم مشاركة تاريخية ومنتخب الفراعنة الباحث عن تصحيح انطلاقته ومواصلة المشوار الأفريقي بتحقيق الانتصار أمام القروش الزرقاء.

فهل تُلحق مصر الهزيمة الأولى بالقروش الزرقاء بالنسخة الحالية من أمم أفريقيا أم تواصل كاب فيردي مسلسل المفاجآت وتستمر في كتابة التاريخ؟