جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. بالفيديو : فلسفة السادات .. تقود الاهلي للفوز في رادس

حسام البدري ونبيل معلول

البدري في مواجهة معلول بنهائي دوري الأبطال

تحليل - أيمن محمد:

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

الإعداد للمباريات الكبرى والتي ستحقق البطولة يجب ان يكون من نوع خاص جدا وأهم إعداد هو الإعداد النفسي وأذكر أن جميع المحللين والمدربين تكلموا عن الإعداد النفسي للبطولة ( مجرد ذكر العبارة ) ولم يذكر لنا واحدا منهم كيفية تحقيقه على أرض الواقع .. حتي ولو من باب العلم بالشيء.

والإعداد النفسي لكيفية تحقيق البطولة يختلف تماما عن النصح  بالابتعاد عن بعض المؤثرات الخارجية التي قد تعيق تحقيق البطولة ( التحكيم – الجمهور – الاستفزاز ) فتلك العناصر هي معوقات ينصح بمحاولة تجاهلها والابتعاد عنها و الجميع يعرف هذا ولكن ما لم يقله أحد هو إيجاد دافع واقعي يجعلني أنطلق بلا خوف نحو تحقيق البطولة .. ببساطة كأنك أصبت بنزلة برد فيصف لك الطبيب أن تبتعد عن أكلات معينة ولكنه لم يصف لك ماذا تأكل حتي تستعيد نشاطك.

قبل ان نبدأ في الجزء الفني لعلاج بعض الأخطاء وكيفية مهاجمة الترجي في عقر داره يجب علينا معرفة كيفية تهيئة اللاعبين أنفسهم وهذا ما سيتم شرحه في الجزء النفسي من التحليل

•فلسفة السادات .. لكي تغير العالم من حولك يجب عليك أولا أن تغير من طريقة تفكيرك ..هذه كانت فلسفته في الحرب والسلام والتي قادته لتحقيق الانتصاريين معا وهذا ما يجب فعله مع لاعبي الأهلي كمبدأ ولكن كيف ؟

•أول شيء يجب أن يتخلص اللاعبون من فكرة تكرار سيناريو رادس بل يجب أن يضعون المباراة كتحدي شخصي لهم ويجب عمل سيناريو جديد يفاجأ الترجي نفسه الذي سيتوقع أن يهاجم الأهلي ولكن طريقة الهجوم ذاتها ستكون مختلفة  .. لأن فكرة تكرار سيناريو معين وحدها كفيلة بإضافة ضغط زائد عليك خاصة لو تغير أي معطي مبكر كطرد أو إصابة أو هدف في مرماك.

•ماذا ستفعل لو كنت مكان البدري ؟  قبل أن تجيب سأخبرك ..الأغلب أنك ستلجأ إلي التأمين شيئا ما في البداية حتي لا يستقبل مرماك  هدفا  ثم تحاول خطف هدف وأن تكون متوازنا أغلب أوقات المباراة إما بالدفع بليبرو أو بارتكاز ثالث وربما تلجأ إلي أسلوب جوزيه في 2006 بالهجوم الشرس في اخر المباراة فقط .. ولكن هل معلول لم يري هذا السيناريو ؟ .. إنسي كل هذا.

•لكي نطبق فلسفة السادات يجب أن تجيب على هذا السؤال .. ماذا يحتاج الأهلي من المباراة ؟ .. إذا كانت إجابتك هي الفوز فأنت على لم تجب الإجابة الصحيحة.

•ما يحتاجه الأهلي أولا  هو إحراز هدف أيا كان توقيت الهدف ..ولكن وضع هذا الهدف إما أن يكون هدفا للفوز للبطولة أو هدف العودة إلي البطولة .. ما هو الفارق ؟

•الفارق كبير عزيزي القارئ ..فالأهلي منذ أن يطلق الأحرش صفارة البداية هو خاسر للقب بحكم نتيجة مباراة الذهاب لذلك يجب عليه أن يحرز هدفا كي يعيد ترتيب الأوراق مرة ثانية لذلك يجب عليه الهجوم بشراسه كي يعود للبطولة.

•لازلت لم أجب عن الفارق .. فالأهلي إذا هاجم بشراسه ولا قدر الله دخل مرماه هدف سيكون مهزوما ..وكما قلت في النقطة السابقة أنه قبل انطلاق المباراة هو خاسر للبطولة ..فإذن لن يحدث فارق كبير في النتيجة الإجمالية.

•إذا أحرز الأهلي هدفا بعد ذلك ستكون النتيجة هي التعادل.. وستعود البطولة إلي ارض الملعب بفرص متساوية للفريقين بل أن فرصة الأهلي ربما تكون أكبر إذ أن هدفا أخر يحرزه يجعل الترجي مطالب بتسجيل هدفين وهكذا ؟ .. هل أدركت الفارق الان.

•مغزي حديثي السابق كله أن يلعب الأهلي بهجوم شرس منذ البداية لآنه في كل الأحوال يحتاج لهدف مبدئي لذلك يجب التخلي عن فكرة امتصاص حماس الجمهور وحمي البداية لصاحب الأرض ..إلخ .. "لكي تغير العالم من حولك ..يجب أن تغير من طريقة تفكيرك" رحم الله السادات.

•قوة علماء علم النفس والمدربين في علم اكتساب الطاقة  تأتي من قدرتهم على توضيح الصورة الموجودة بداخلك ولكنك لا تراها بالوضوح التام ..كل ما سبق ربما  يكون قد أدركه المدير الفني واللاعبين داخل أنفسهم وربما كان يدور بذهنك أيضا عزيزي القارئ ولكن الحديث المباشر عنه بالصورة التي تم شرحها بالتأكيد قد غير من حجم الطاقة الداخلية لديك وإحساسك بالرغبة أكثر في الفوز بعدما تخلصت من كل الضغوط التي يمكن أن تواجهك .. فما بالك لو تغير  حجم الطاقة المبذول والتركيز لدي اللاعبين ...هل عرفت الأن الفارق بين كيفية إيجاد الدافع وبين التخلص من المعوقات  ؟.. النقطة التالية لماذا يجب الحديث مع كل اللاعبين بهذه الطريقة وفي وقت واحد ؟

•لان قوة احتمال اللاعبين للضغوط العصبية غير متساوية والكرة لعبة جماعية لذلك أنت تحتاج لتركيز من يملك الكرة ومن يقف بعيدا عنها ..لذلك فتوضيح الصورة للجميع في وقت واحد قد يساعد من لديه قلة في تحمل الضغوط العصبية على رفع طاقته وإزالة كافة السلبيات عن عاتقه.

علاج الأخطاء الفنية الدفاعية   

•مشكلة الكرات العرضية هي أهم ما يؤرق الأهلي في مباراة رادس وتبقي فسلفة السادات أيضا طريقا للحل ..فهناك ببساطة أن تتخلص من المشكلة بنسفها وهنا تتحدد المسئوليات فالكرات العرضية مسئولية بين الدفاع وحارس المرمي ..لذلك يجب تحديد من صاحب النسبة الأكبر في تحمل المسئولية وأعتقد من وجهة نظري ووجهات نظر الأخرين أنه حارس المرمي ..لذلك يمكنك الاعتمادي على البديل.

•"تريد أن تقوم بالدفع بالحارس البديل في مباراة نهائية وخارج أرضك يا لك من مجنون" ربما كان هذا انفعالك المبدئي تجاه العبارة السابقة  .. ولكن أنظر للنتيجة إما أن تكسب حارسا جديدا يخلصك من هذه الأزمة أو أنك ستظل تعاني من نفس المشكلة ( في كل الاحوال أنت تعاني منها في الأساس ) ولكن لو تم الدفع بالبديل ستتواجد ولو نسبة ضئيلة في أن تتخلص منها.

•للتاريخ ..جوكوتشيا قاد الأرجنتين لنهائي كأس العالم 1990 بعد إصابة بومبيدو في الافتتاح .. وفوزي شاوشي قاد الجزائر للمونديال في أول مباراة دولية يلعبها أمام مصر في السودان والقائمة تطول.

•هناك سيناريو اخر اعتمده مانويل جوزيه في نهائي 2007 أمام النجم الساحلي في تونس  بأن يضع اربعه من  أقصر وأسرع اللاعبين عند خط المنتصف تماما  وبذلك سيجبر لاعبي المنافس على وضع خمسة لاعبين على الأقل لمراقبتهم وإن كنا نعرف أن تميز لاعبي الترجي في الضربات الحرة من  المدافعين  سواء في التنفيذ ( شمام ) أو في الارتقاء ( الهيشري وبن منصور والمولهي ) فإن هذا يعني ان الترجي سيصبح بلا عمق دفاعي في المرتدات.

•الفكرة ذاتها قد تشل من تفكير معلول وقد تصيب لاعبي الترجي بالاضطراب وهنا يقل تركيزهم عن المعتاد كما أن فكرة مراقبة أربعة أو خمسة لاعبين ستكون أسهل من مراقبة سبعة مثلا.

•الفكرة الأكثر جنونا والتي قد تنسف المشكلة تماما .. أن يتواجد لاعبي الأهلي كلهم داخل منطقة الستة ياردات وليس منطقة ال18 ... لكي يخنقوا المساحة تماما أمام لاعبي الترجي وتصبح مهمة فريق باب سويقة مستحيلة في تنفيذ عمليات الخداع .. صحيح أن هذا سيجعل الترجي يغير من طريقة التنفيذ بالتسديد مثلا أو بلعب الكرة للخلف ولكنها في كل الأحوال خطط لمواجهة ما تعاني منه بالأساس وقد فشلت معه كل الحلول التقليدية .. مهلا ألم تلاحظ شيئا؟

•سيجعل الترجي يغير من طريقة التنفيذ .. قلتها في العبارة السابقة وهذا وحده سيقلل من درجة كفاءة الفريق في تنفيذ لعبة جديدة غير متفق عليها.

كيف يخترق الأهلي دفاع الترجي ؟

•مشكلة الأهلي الأكبر في تنفيذ 4-2-3-1 كانت في عدم اختراق لاعبي الأطراف كثيرا للدفاع المحكم وذلك بسبب محاولة اختراق سليمان أو السعيد من أمام الظهير وهو أيضا يخنق كثيرا المساحة المتوافرة أمام ظهيري الجنب.

•في مباريات دوري أبطال أوربا وتحديدا في مباراة الريال وبروسيا دورتموند حاول مورينيو ضرب تكتل دفاع دورتموند بأن حول مركز رونالدو من الجناح البعيد عن منطقة الجزاء والذي يتسلم الكرة عند خط التماس  إلي shadow striker  يتسلم الكرة ما بين قلب الدفاع وبين الظهير المواجه له ثم بعد ذلك كان دي ماريا في الشوط الثاني وكاييخون .. الفيديو التالي يوضح كيفية تنفيذ هذه اللعبة :

•مما سبق سنجد وليد سليمان أو جدو( جناحي الفريق الاٌقرب لتنفيذ هذا الدور ) داخل المنطقة تخلصا من شمام وبن عمر ( ظهيري الجنب ) ويواجهان الهيشري وبن منصور ( يسهل مراوغتهما فقط بمحاولة التمويه .. تذكر لعبة  فتحي وحمدي في الذهاب  ) مما يمكنهما من محاولة اكتساب ضربات جزاء .. الأهم أنهما بهذا سيقللان من الرقابة على رأس الحربة إضافة أنك ستترك المساحة إلي فتحي وشديد للتقدم ( واللعب  ضد بلايلي أو بوعزي في مساحة تتجاوز 20ياردة ) علما بأن بلايلي مثلا لا يجيد الأدوار الدفاعية. 

•ببساطة تتحول الطريقة من 4-2-3-1 إلي 4-2-1-3 والفارق كبير بين الطريقتين وهو ما اعتمده مورينيو في أوقات كثيرة في الإنتر عندما كان يلعب بإيتو وباندييف كأجنحة وميليتو في العمق وورائهم ويسلي سنايدر. 

•ربما تكون الإضافات الفنية ليست كثيرة بعدما قمنا بكشف كافة أوراق الترجي قبل لقاء الذهاب وودت اللعب على العامل النفسي حتي في الجزء الفني لأن الفروق التي ستحسم اللقاء هي قدرات فردية والأخيرة مرتبطة بالاتزان العصبي في الأوقات الصعبة .. وما أصعب لقاء رادس.

•أخيرا من الصعب أن تغير من قناعات شخص بأداء خططي مخالف لتفكيره تماما .. ولكننا نحاول أن نجد الحلول من خلال الاعتماد علي نفس تكتيكه الخططي ولكن بمحسنات ( للأسف لا يستطيع هو أن يراها ).

لمناقشة الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن