تحليل.. بركات .. اللاعب الذي لم يلتفت

كتب - هاني عز الدين:

قبل تسع سنوات من الآن.. لم يلتفت محمد بركات.. لما شن عليه من نقد عند توقيعه للأهلي، وذلك حين وجه له سؤال في حديث صحفي.. يقال إنك لم يعد لديك جديد لكي تقدمه بالخارج لذلك وافقت على العودة لمصر؟

رد بركات فعلياً وعلى أرض الواقع وليس بالكلمات التي دافع به عن نفسه وقتها، بما قدمه من إنجازات سابقة بقميصي الدراويش وأهلي جدة، ولا بتوضيح سبب عدم النجاح في قطر مع العربي، رد بركات جاء بتسع سنوات من البطولات مع الفريق الأحمر، كان أخرها هدف التتويج بكأس السوبر الأفريقي في شهر فبراير الفائت على حساب ليوبار الكونغولي.

وكانت مباراة الترسانة في الأسبوع الثاني لموسم 2004-2005 هي شهادة الانطلاق الأهلاوية الأولى للاعب بقميص الأهلي، قبل أن يسجل في مرمى طلائع الجيش بالجولة العاشرة هدف الفوز، وأول هدف أحمر له.

وظلت قصة انتقال محمد بركات لصفوف الأهلي حلم يراود الإدارة الحمراء لما يقارب الثلاث سنوات منذ بزوغ نجم ملك الحركات بقميص الإسماعيلي.

يحسب لبركات دوماً سواء مع الإسماعيلي أو الأهلي أنه كان يشارك زملائه التألق والابداع دون الالتفات للمقارنات السطحية التي تجرى تارة بينه وبين جون أوتاكا وأخرى مع محمد أبو تريكة.

حين تدقق في تصريحات أو ردود فعل محمد بركات عقب الخسارة أو تحقيق الانتصارات، ستجد نفسك أمام شخص لا يبخس منافسيه حقهم ولا يدس السم في العسل، ولا يعمل إلا على نفسه دون الالتفات للغير.

بركات الذي ترك مدرجات ملعب الكلية الحربية وقت كان التعادل 1-1 يحسم نتيجة لقاء الأهلي وطلائع الجيش، في مايو 2009 مما يعني ضياع الدرع من فريقه، يثبت دوماً أنه لا يلتفت حتى للحظات الانكسار بل يرحب بها قبل أن تحدث، كونها جزء من منطق الحياة.

في أحدى المرات، تحدث بركات عن نصيحة من والده : "لا تفكر إلا في عملك ولا تلتفت لما يقال، لأنك لو فكرت به لن تعمل من الأساس.".. وتبقى مثل هذه الوصايا ، لمن يعمل بها، ما يساعد على بناء شخصية الانسان وتجعله يسلك طريقه في الحياة مستنداً على مبدأ، يعيش عليه بقية عمره.. ويبقى أنفع من مانشتيات عريضة واهية ، لا تغن عن الحق شيئاً.

مما قد يتم وضعه في الخانة السلبية لمحمد بركات هذا اللاعب الذي لا يكل عن بذل الجهد طوال المباريات التي يتواجد بها، مسيرته الدولية التي لا تتناسب مع ما حققه من أرقام وبطولات.

ودخل بركات فعلياً في خلافات مع المعلم حسن شحاتة المدير الفني السابق لمنتخب مصر بسبب أزمة ملعب الترتان وما وصفه شحاتة أيضاً بأنه هجوم اللاعب عليه، وجعله يصرح في سبتمبر من عام 2008 بأن الزئبقي لن يكون أبداً لاعباً في المنتخب طالما هو المدرب وهو ما تراجع عنه شحاتة نفسه خلال تصفيات كأس العالم 2010.

ومن الأشياء التي أتخذها عليه أيضاً انزلاقه لمهاترة بشأن الهدف الذي سجله الأهلي في شباك الزمالك (لقاء 2-2) والرد على تهمة غياب الروح الرياضية، وهي مسألة لا ترتق لأن تدون في سجل تاريخ الزئبقي.

ملحوظة.. رغم أن بركات يظل لم يحقق التألق الدولي المنوط بلاعب بمثل إمكانياته فأنك لو نظرت لقائمة منتخب مصر التي تواجد بها بركات عام 2004 في تونس.. سيكون الزئبقي هو المتبقي الوحيد من جيله ومن الجيل الذي جاء بعده.