تقرير.. أنشيلوتي مدريد .. بين حلم العاشرة .. والفشل المحلي المعتاد

رحل كارلو أنشيلوتي المدرب الإيطالي الأنجح في دوري الأبطال الأوروبي عن ريال مدريد بعد موسم بلا ألقاب وهو ما يرفضه نادي بحجم ريال مدريد.

يقول فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد في المؤتمر الصحفي للإعلان عن إقالة المدرب المتوج بدوري الأبطال الأوروبي: "هو قرار صعب للغاية.. ولكن ريال مدريد يطلب الكثير ووجدنا أنه حان الأمر لمحرك جديد.".

قبل عامين وبالتحديد في عشرين من مايو 2013 قرر بيريز في مؤتمر صحفي مشابه يوم اثنين أيضاً إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو قبل أن يتم الإعلان عن كارليتو مديراً فنياً للفريق في الخامس والعشرين من الشهر التالي.

أما تجربة مورينيو في ثلاث سنوات فكان حصادها لقباً لليجا ومثله للكأس وآخر للسوبر المحلي أما أوروبياً ودولياً فلم يتحقق شيء.

ومقارنة بالاستثنائي سنجد أن الإيطالي لم يحقق محلياً إلا لقب كأس الملك ولكن أوروبياً توج بدوري الأبطال الأوروبي وكأس السوبر ودولياً حقق كأس العالم للأندية.

حلم العاشرة

ظل ريال مدريد يبحث عن الكأس العاشرة منذ تتويجه باللقب الأوروبي التاسع في عام 2002 بالهدف الشهير للأسطورة الفرنسية الحية زين الدين زيدان في شباك هانز يورج بوت حارس مرمى باير ليفركوزن.

وتوقف الفريق الملكي أمام محطات عديدة خلال هذه المسيرة فكانت المرحلة الأولى مرحلة ريال مدريد البطل الذي يفشل في المراحل الأخيرة ففي 2003 وفي مربع الذهب خسر في الوقت الإضافي أمام يوفنتوس تورينو بنتيجة 4-3 بعد وقت إضافي، أما في العام الذي تلاه فخرج في مرحلة مبكرة في ربع النهائي تحديداً في أحد أغرب بطولات المسابقة أمام موناكو الفرنسي حين حول لاعبو ديديه ديشامب الخسارة 4-2 ذهاباً لفوز 3-1 إياباً.

أما المرحلة الثانية فكانت من 2005 وحتى 2010 وهي مرحلة الخروج من دور الستة عشر أو مرحلة ما قبل مورينيو الذي أعادهم لمصاف أندية المربع الذهبي في الشامبيونز ليج.

في 2010 استضاف ملعب سنتياجو بيرنابيو المباراة النهائية وكان الفريق قد عزز صفوفه بضم كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا أفضل لاعبي العالم في 2008 و2007 وتشابي ألونسو المتوج بالشامبيونز في 2005 لكن أمام العقدة القديمة أولمبيك ليون خرج الفريق من ثمن النهائي أيضاً ليقام نهائي الشامبيونز في البيرنابيو بدون مدريد رغم أن الحارس الذي خسر أمامهم في 2002 خسر في هذا النهائي أيضاً بعد أن إقصاءه ليون الذي أقصاهم، ليتعاقد بيريز مع جوزيه مورينيو.

هنا جاء مورينيو وخاض نصف النهائي ثلاث مرات متتالية إنجاز عاير به البرتغالي الفريق الملكي عند رحيله، مقارناً بين أرقامه وأرقام كل مدربي الريال في تاريخ دوري الأبطال بالنظام الحديث ومتسائلاً عن مدرب تأهل ثلاث مرات لنصف النهائي علماً بأن إنجازات مدرب مثل فيسنتي ديل بوسكي بطل 2000 و2002 والمتأهل للمربع الذهبي في 2001 و2003 تفوقت عليه بلا مقارنة.

ثم نجح كارلو أنشيلوتي المتوج مع ميلان بدوري الأبطال في 2003 و2007 ووصيف 2005 والمتأهل لنصف نهائي 2006 في إحراز اللقب في الموسم الأول مع ريال مدريد.

وأقصى أنشيلوتي حامل اللقب بايرن ميونخ بقيادة المدرب جوسيبي جوارديولا الذي ألحق هزائم تاريخية بريال مدريد وقت توليه المسئولية الفنية لبرشلونة بنتيجة تاريخية 5-0 منها رباعية نظيفة في ملعب إليانز آرينا.

وفي المباراة النهائية بالعاصمة البرتغالية لشبونة وقت كان الفريق الملكي يتأخر بهدف في الدقيقة 93 نجح سيرخيو راموس في تعديل النتيجة قبل أن يفوز ريال أنشيلوتي بالعاشرة بالفوز 4-1 في الوقت الإضافي.

الفشل المحلي المعتاد

حين تقارن نجاح أنشيلوتي الأوروبي المذهل بالتتويج ثلاث مرات بلقب دوري الأبطال الأوروبي والخسارة في النهائي في مرة والتواجد بنصف النهائي ست مرات في مسيرة أقل من عشرين عاماً ثم تقارن هذا بمسيرته الأوروبية ستذهل.

المدرب الذي درب في أندية السيري إيه والليجا والبريمير ليج والليج وان لم يحقق لقب الدوري في عشرين سنة تدريب إلا أربع مرات، على مدار ثماني مواسم مع إيه سي ميلان لم يتوج باللقب المحلي إلا مرة.

مع ريال مدريد في عامين لم يحرز اللقب، وتوج ببطولة الدوري في فرنسا والثنائية الوحيدة في تاريخ تشيلسي بلقب الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي في 2010.

وعلى مستوى الكؤوس المحلية حقق كارليتو ثلاثية مع ريال مدريد وقبلها تشيلسي وبدايتها ميلان.

وجاء فشل أنشيلوتي في التتويج بالليجا في عامين مع ريال مدريد رغم الاستمرار في المنافسة حتى المراحل الأخيرة كل مرة ليؤكد حقيقة أن أنشيلوتي ليس مدرب الدوري ولكنه مدرب الشامبيونز.

النهاية.. أنشيلوتي توج تاريخاً مع ريال مدريد في أهم البطولات الأوروبية والعالمية على مستوى الأندية وسطر تاريخاً إيجابياً وفشل أمام عقدتي يوفنتوس والحفاظ على اللقب..