المعركة بين بلاتر وأوروبا مستمرة

كان جوزيف بلاتر سعيدا كالطفل الصغير الذي سمح له بالاحتفاظ بلعبته المفضلة ، بعد انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمرة الخامسة.

وفي نفس الوقت ، يبدو أن بلاتر صاحب الـ79 عاما يخطط لخطوته المقبلة والتي ستكون مباشرة ضد أعدائه الرئيسيين من أوروبا ومن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم/يويفا./

وقال بلاتر في البدايةإنه بصدد تشكيل لجنة جديدة لكرة القدم الاحترافية في الفيفا .. وفور انتخابه أضاف خطة جديدة لرفع عدد الأعضاء في اللجنة التنفيذية التي تتخذ القرارات لتعزيز التمثيل النسائي والاتحادات الصغيرة.

والأمر الوحيد الذي لم يتم اخذه بعين الاعتبار هو إعادة توزيع مقاعد كأس العالم عامي 2018 و.2022

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو القوة التي تقود حملة خلع بلاتر من منصبه بعدما تراجع عن تعهده في عام 2011 بانه لن يرشح نفسه في انتخابات هذا العام والأكثر من ذلك مزاعم الرشوة والفساد والقبض على مسؤولين بارزين والتي هزت الفيفا في الأيام الماضية.

وحقق الاتحاد الأوروبي ومرشحه الأمير علي بن الحسين نجاحا جزئيا في اجتماع الجمعية العمومية (الكونجرس) بعدما فرضوا جولة ثانية للتصويت لاختيار رئيس الفيفا قبل أن ينسحب الأمير بن علي.

وضحك بلاتر في النهاية وظهر جاهزا للمعركة التالية على الرغم من التهديدات الأوروبية بدراسة كل خياراتها في الأيام والأسابيع المقبلة ، والتي من ضمنها الانسحاب من بطولات الفيفا.

وقد تكون لجنة كرة القدم الاحترافية بمثابة الصفعة في وجه الاتحاد الأوروبي.

وتعتبر الفيفا أكثر من مشرف على الرياضة بينما اللعبة الاحترافية تشكل قلب الدوريات الأوروبية الغنية ومسابقاتها التي تدار من قبل الاتحاد الأوروبي مثل دوري أبطال أوروبا.

ولكن بلاتر قال :" سننشئ ادارة خاصة لكرة القدم الاحترافية" تضم مندوبين من الأندية ، ومن البطولات ومن لجنة اللاعبين المحترفين.

ووصف البطولة الرئيسية للفيفا (واحترافية كرة القدم) ، كأس العالم ، "بالإوزة التي تبيض بيضه ذهب" لأنها مصدر معظم دخل الفيفا.

واقترح بلاتر زيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية لتصل إلى 30 عضوا بدلا من الـ27 التي تضمهم حاليا ، حيث تضم اللجنة حاليا 23 عضوا من الاتحادات بينهم ثمانية من الاتحاد الأوروبي ، وثلاث سيدات بالإضافة للرئيس.

وقال بلاتر :" لابد أن يكون هناك تمثيل أفضل للاتحادات".

وزيادة عدد مقاعد اللجنة التنفيذية ثلاثة مقاعد سيسعد الاتحادات القارية الصغيرة مثل أوقيانوسيا الذي لا يملك ضمانة المشاركة في بطولة كأس العالم ولكن سيتم تمثيلهم بصورة جيدة من خلال هذه الطريقة ، ومن خلال بطولات الشباب.

وقد يغير زيادة أعضاء اللجنة التنفيذية ميزان القوة بها لكن بلاتر أصر بقوله :" الذين لديهم مقاعد أكثر عليهم التنازل عن شيء".

واستشعر فولفجانج نيرسباخ الخطر إزاء زيادة مقاعد الاتحادات من 23 إلى 26 مقعدا لأن أوروبا وأمريكا الجنوبية ،وهما القارتان اللتان احتكرت منتخباتها ألقاب الـ 20 نسخة الماضية من كأس العالم ، قد تعيش ظروفا أصعب في ظل تمثيلها ب11 عضوا.

وقال نيرسباخ :" لو ظلت مقاعد اوروبا ثمانية فقط ولم يكن هناك أي خطة لزيادة مقاعدها ، ومن خلال ما تم استخلاصه من الماضي بأن هناك تحالفا قويا مع اتحادات أمريكا الجنوبية ،عندئذ فإن القارات صاحبة الفرق الأقوى في اللعبة لن يكون لديهم الأغلبية .. لا أستطيع أن أجزم بان هذه استراتيجية أو أن هذا التصرف مقصود".

وستظهر أول إشارة للعلاقة في وقت لاحق من اليوم السبت خلال اجتماع طارئ للجنة التنفيذية .. وتعهد ديفيد جيل العضو الإنجليزي الجديد في اللجنة بعدم حضور الاجتماعات لو تم اعادة انتخاب بلاتر.