جميع المباريات

إعلان

تقرير.. المقاطعات التي شوهت تاريخ الدورات الأولمبية

اولمبياد

افتتاح دورة أولمبية سابقة - صورة أرشيفية

لم يكن غريبا تماما أن تلقى اللجنة الأولمبية الدولية بالكرة في ملعب الاتحادات الدولية الرياضية لتحديد الموقف النهائي من مشاركة الرياضيين الروس في دورة الألعاب الأولمبية المقررة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية من الخامس إلى 21 أغسطس 2016 .

ورغم توصيات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بالحظر الشامل على روسيا واستبعاد بعثتها تماما من أولمبياد ريو بعد فضيحة المنشطات التي تفجرت قبل شهور ، جاء قرار اللجنة الأولمبية الدولية صادما لكثيرين من المتابعين والعاملين في حقلي الرياضة ومكافحة المنشطات فيما تنفس الرياضيون الروس الصعداء بعدما ظلت بارقة الأمل قائمة في مشاركتهم بالأولمبياد في انتظار قرار الاتحادات الرياضية الدولية المختلفة.

وبعيدا عن موقف الاتحادات الدولية ، التي ستحسم مشاركة كل رياضة روسية في الأولمبياد على حدة ، أثار قرار اللجنة الأولمبية الدولية كثيرا من الجدل فيما رأى البعض أن اللجنة وضعت في اعتبارها الآثار السلبية التي ترتبت سابقا على المقاطعات التي شهدتها دورات الألعاب الأولمبية وأن القلق من حدوث موجة مقاطعات جديدة قد يكون وراء هذا القرار.

والحقيقة أن الحركة الأولمبية تأثرت وابتليت منذ بدايتها بالسياسة ولكن المقاطعة لم تنجح أبدا في منع إقامة الدورات الأولمبية أو تغيير مواعيد إقامتها كما لم تنجح في تغيير الأوضاع السياسية التي حدثت من أجلها.

وشاركت المجر على سبيل المثال ببعثة مستقلة في أولى الدورات الأولمبية في العصر الحديث وهي الدورة التي استضافتها العاصمة اليونانية أثينا عام 1896 رغم كون المجر آنذاك جزءا من الإمبراطورية النمساوية المجرية.

وأشار الفرنسي بيير دي كوبرتان مؤسس الدورات الأولمبية الحديثة إلى ذلك بقوله "السياسات الجغرافية الأولمبية التي تبطل سيادة الدولة".

ولكن الوحدة الأولمبية تلاشت بالفعل عندما حرم الخاسرون في الحرب العالمية الأولى ألمانيا والنمسا والمجر وبلغاريا وتركيا بقرار حكومي من المشاركة في أولمبياد 1920 في أنتويرب ببلجيكا كما حرمت ألمانيا من المشاركة في أولمبياد 1924 بباريس.

وحدث نفس الشيء بعد الحرب العالمية الثانية حيث حرمت ألمانيا واليابان من المشاركة في أولمبياد لندن 1948 .

واستغل الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر أولمبياد برلين 1936 كوسيلة لاستعراض مبادئ النازية والدعاية لها.

وقال سيجفريد إدشتورم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك إن المقاطعات بدأت من عام 1952 فصاعدا خلال سنوات الحرب الباردة "بعد أن أدت مشاركة الاتحاد السوفيتي إلى تسييس الدورات الأولمبية".

وفي عام 1956 ، قررت كل من أسبانيا وهولندا وسويسرا عدم المشاركة في أولمبياد ملبورن بسبب القمع السوفييتي الوحشي للثورة الشعبية في المجر.

كما قاطعت مصر والعراق ولبنان الدورة الأولمبية نفسها احتجاجا على مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر.

أما أكثر الفصول المظلمة في تاريخ الدورات الأولمبية فكان عام 1972 عندما هاجم متشددون فلسطينيون مقر البعثة الإسرائيلية المشاركة في أولمبياد ميونيخ وقتلوا اثنين من أفراد البعثة.

وبعدها لقى تسعة آخرين من الرهائن الإسرائيليين مصرعهم بالإضافة لأحد رجال الشرطة الألمانية وخمسة من المتشددين الفلسطينيين بسبب التنفيذ الخاطئ لعملية الإنقاذ من قبل الشرطة الألمانية.

وأكد أفري برونداج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك خلال مراسم الحداد التي أقيمت في الاستاد الأولمبي بميونيخ "يجب أن تستمر الدورة".

وغادرت 28 دولة أفريقية مونتريال قبل حفل افتتاح أولمبياد 1976 مباشرة احتجاجا على رفض اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد نيوزيلندا من المشاركة في الدورة بسبب زيارة المنتخب النيوزيلندي للرجبي إلى جنوب أفريقيا الموقوفة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية ذاتها عن المشاركة في الدورات الأولمبية ما بين عامي 1964 و1988 نتيجة سياسة العزل العنصري التي انتهجتها حكومة جنوب أفريقيا.

وبعدها بأربع سنوات فحسب ، قادت الولايات المتحدة 42 دولة لمقاطعة أولمبياد موسكو 1980 بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان فيما انقسمت دول الغرب حول هذا الشأن حيث قررت بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى المشاركة في تلك الدورة.

ولم يكن غريبا أن يرد الاتحاد السوفييتي ومعظم حلفائه على ذلك بمقاطعة أولمبياد لوس أنجليس 1984 وإن شاركت كل من رومانيا والصين حيث وجدت الصين استقبالا مدهشا في أول مشاركة لها بالدورات الأولمبية.

ورغم ذلك ، لم ينسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بسبب مقاطعة الولايات المتحدة لأولمبياد 1980 كما استمرت سياسة العزل العنصري في جنوب أفريقيا لأكثر من عقد من الزمان بعد أولمبياد 1976 .

ولم تشهد الدورات الأولمبية بداية من أولمبياد سول 1988 فصاعدا أي مقاطعة كما لم تعلن أي دولة مقاطعتها لأولمبياد بكين 2008 رغم قضية إقليم التبت ومخاوف أخرى أحاطت باستضافة الصين لهذه الدورة بسبب حقوق الانسان.

ولم يوجه دالاي لاما الزعيم الروحي لإقليم التبت أو منظمات حقوق الانسان أو الحكومات أي دعوة لمقاطعة أولمبياد بكين وإنما كان الجدل الوحيد بشأن مقاطعة حفل افتتاح أولمبياد بكين.

واعترف البلجيكي جاك روج الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية بوجود أزمة عندما واجهت مسيرة الشعلة الأولمبية العديد من الاحتجاجات ضد الصين ولكن أعرب بثبات عن أمله في أن تحدث أولمبياد بكين تغييرات لصالح الألعاب الأولمبية مثلما حدث في أولمبياد سول 1988 .

وقال روج وقتها : "الألعاب الاولمبية قوة نحو تحقيق الخير... إنها عامل مساعد في التغيير ولكنها ليست دواء لكل الأمراض".

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن