ما بين "الجنون" وتجربتي أرسنال والأهلي.. هل تحتاج مصر لطبيب نفسي؟

لا يزال مصير استعانة الفرق الرياضية بالطب النفسي في البطولات الهامة غير مستقراً، فالبعض يرى ضرورة وجوده والآخر يظن أنه لا حاجة له خاصة إذا وجد جهاز فني بإمكانه القيام بنفس الدور، وهو ما يزيد من حدة المنافسة بين الطرفين.

نادي أرسنال الإنجليزي تعاقد مع الطبيب النفسي كيري إيفانز لمساعدة اللاعبين على الفوز بالبطولات، وهي التجربة التي سبق وأن ظهرت في مصر إبان تولي البرتغالي مانويل جوزيه لتدريب الأهلي.

إيفانز -الذي قاد نيوزيلندا للفوز ببطولة العالم للرجبي عامي 2011 و2015- سيتولى مهمته مع أرسنال في ظل رؤية مسؤوليه لضرورة تواجده من أجل إنهاء حالة سوء التوفيق والنفسية السيئة التي تبعد الفريق عن البطولات.

"نجد صعوبة في أداء عملنا" هكذا بدأ باري كريبس الخبير الإنجليزي حديثه عبر موقعه الرسمي عن دور الطب النفسي في الرياضة، حيث برر الأمر بقوله: "اللاعب يخاف على موقعه في الفريق، والمسؤولون يخشون تسريب المعلومات للإعلام، ولذلك لا يريدون الحديث معنا عن مشاكلهم".

منتخب مصر لكرة القدم بات قريباً من المشاركة في كأس أمم أفريقيا في يناير القادم، وهو نفس الشهر الذي سيشهد مشاركة فراعنة كرة اليد في كأس العالم بفرنسا، في ظل رؤية البعض بضرورة وجود طبيب نفسي مع الفريقين.

ويقول عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة السابق في حديث تليفزيوني: "لابد من وجود طبيب نفسي، فاللاعبون يتأثرون بالسلب لاحساسهم الزائد بالشهرة بسبب وسائل التواصل الإجتماعي، خروج المنتخب الأولمبي من تصفيات الأولمبياد الأخيرة خير دليل على ما أقوله".

ويعود كريبس للرد عندما يقول: "المدربون يقولون ماذا سيفعل الطبيب النفسي من أجل تسجيل الأهداف أو منعها، ولكننا نتعامل مع الإنسان أولاً ثم اللاعب، فإذا أحسنت من حال الإنسان فستحصل على أضعاف مجهوده داخل الملعب".

وعادة ما تستعين الأجهزة الفنية في مصر بالشق النفسي من أجل تأهيل اللاعبين قبل المباريات الهامة، وهو ما فعله حسن شحاتة المدير الفني السابق للفراعنة في الفترة من 2004 وحتى 2010 عندما استمع مع لاعبيه للأغاني الوطنية، قبل أن يظهر محمود فايز مساعد هيكتور كوبر الحالي بتصمميه لعدد من المقاطع المصورة التاريخية والمُحفزة للاعبين.

إلا أن النادي الأهلي كان له تجربة مع الطبيب النفسي عندما استعان بأحمد فكري عضو الجمعية الرياضية العالمية للطب النفسي لتأهيل اللاعبين مرتين، كانت الأولى عام 2009، والأخيرة بعد حادث بورسعيد 2012 مباشرة، حيث توج الفريق في نفس العام بلقب دوري الأبطال الأفريقي.

وحرص محمد كيتا مدرب فريق شباب الضبعة على مشاهدة مباراة مصر أمام البرازيل في كأس القارات 2009 مع لاعبيه قبل مواجهة الزمالك في كأس مصر، حيث أكد على ما فعله ساهم في النتيجة التي آلت إليها نتيجة المباراة.

وقال كيتا: "الجميع بعد القرعة توقع خسارتنا بنتيجة كاسحة أمام الزمالك، إلا أننا قدمنا مباراة لن تنسى وخسرنا بهدفين فقط بعد أن حفزت اللاعبين بمواجهة مصر أمام البرازيل، هكذا فعلت".

ويرد محمد أبو العلا طبيب منتخب مصر عبر يلاكورة قائلاً: "نقوم بشحن اللاعبين وبجرعات معينة، حالة التحفيز إذا زادت عن الحد ستكون نتائجها عكسية، ففي أوروبا يتعاملون مع مدرب حياتي يلجأون له لتنسيق اليوم وتحديد كيفية التعامل مع كافة الأمور".

"هل أنا مجنون؟!"، هكذا أضاف أبو العلا، قبل أن يوضح: "هذه أول جملة ستقال عندما تطلب من أي فرد الجلوس مع طبيب نفسي، يجب أن نراعي الثقافة المصرية في هذه الأمور، وهو ما سيحدث حتى من اللاعبين المحترفين".

حديث أبو العلا عن ثقافة الفرد تجاه الطبيب النفسي يؤكدها كريبس، عندما يقول: "اللاعبون والمدربون لا يريدون إظهار ضعفهم وقلقهم أمامنا".

وشدد أبو العلا على أن الاستعانة بالطبيب النفسي يجب أن تكون أثناء فترة التحضير قبل البطولات خاصة أن معاناة اللاعبين تكون تراكمية وليس وقتية، مشدداً على استحالة حدوث أية أزمات تستدعي وجوده أثناء المسابقات.

كريبس عاد ليعلق على الأمر، عندما قال: "اللاعب يجب أن يكون مؤهلاً للصدمة، مانشستر يونايتد كان على بعد دقائق من خسارة دوري أبطال أوروبا 99 أمام بايرن، إلا أن هذه الصدمة تحولت لطاقة إيجابية جلبت لهم البطولة في الوقت بدلاً من الضائع ".

فقدان منتخب مصر لفرصة التأهل لكأس العالم 2010 على يد الجزائر في مواجهة أم درمان الشهيرة بعد الإفراط في فرحة الفوز بالقاهرة قبلها بأربعة أيام قد تكون دليلاً على حاجة الفريق لتواجد طبيب نفسي حينها لتأهيل اللاعبين بعد الانتصار.

وكذلك نتائج منتخب كرة اليد في الأولمبياد الأخيرة والتي تراجعت لخسائر أمام بولندا وألمانيا وتعادل مع البرازيل -بعد تقدم كبير- عقب الفوز على العملاق السويدي تثبت حاجة اللاعبين لتأهيل بشكل محدد من أجل القدرة على استكمال المسابقة بنجاح.

للتواصل مع الكاتب عبر..

فيسبوك.. اضغط هنا

تويتر.. اضغط هنا