جميع المباريات

إعلان

سياسيون ولكن.. ضيوف في ملعب جورج.. وفي مصر لم ينجح أحد

جورج وايا ، طاهر ابو زيد

جورج وايا رئيس ليبيريا، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق

بعد المسيرة المليونية في ملاعب كرة القدم، يأتي القرار الأصعب للاعبين، كيف سيكملون حياتهم بعيداً عن ملايين الأوراق النقدية وملايين المُحبين والعُشاق؟، بعضهم يرتكن إلى أقرب حائط يجادل رأسه، والبعض الأخر يرتفع سقف طموحه إلى ما هو أكبر من ملايين كرة القدم.

الانتصار الأكبر للاعبي الكُرة خارج حدود المستطيل العُشبي الأخضر كان في عام 2017، عندما نجح جورج وايا في استثمار شهرته وقيمته في بلاده ليصل إلى كرسي حكم ليبيريا بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية.

خطوة جورج وايا يبدو أنها ألهمت الكثير من رموز كرة القدم الإفريقية، خاصة وأن اللاعبون المميزون في القارة السمراء معروفون في كل العالم، في حين أنه لا أحداً يعرف اسم رئيس ليبيريا السابق أو السنغال إلا القليل.

الحاج ضيوف الذي طارد مصر في تصفيات كأس العالم 2002 وكأس الأمم الإفريقية في نفس العام، وكان اسمه ثقيلاً على نفوس المصريين، وكذلك الفرنسيين بعد أن ساهم في فوز بلاده على حامل لقب المونديال مرحلة المجموعات في بطولة كوريا واليابان، أصبح حالماً بحُكم السنغال.
 
تحول لاعب ليفربول الأسبق إلى مُرشح رئاسي في السنغال في محاولة لاستنساخ تجربة جورج وايا في ليبيريا، وسط ترقب من نجوم أخرين عظماء أمثال صامويل إيتو وديديه دروجبا وكانوتيه، أساطير الكاميرون وكوت ديفوار ومالي، آملين ألا يظلوا ضيوفاً في ملعب جورج.

وقبل التجارب الإفريقية كانت كرة القدم قد وقعت بالفعل في براثن السياسة، لكن بعيداً عن البلاد العُظمى، يحدث تارة في أوروبا الشرقية، وتارة أخرى في أمريكا اللاتينية، لكن الأمر خارج إطار التفكير في دول مثل روسيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، حيث يعترف هناك اللاعبون بأن قيمتهم أقل كثيراً من قيمة الأطباء.

وربما يُحيي ذلك تساؤلاً حول مدى أهمية لاعبي كرة القدم للبشرية، هذا سؤال طرحه جوزيه مورينيو على نفسه ثم أجاب بأن لا أهمية لهم حتى لو كان الحديث عن ليونيل ميسي ورونالدو، مشيراً إلى أن الطبيب أو العالم أكثر إفادة من اللاعبين، كان هذا اعتراضاً على وجود ليونيل وكريستيانو في قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.

مانويل جوزيه قالها لعماد متعب ذات يوم، في محاولة تقريع وتأديب، :"من تظن نفسك؟ أنت مجرد لاعب كرة قدم، نحن مثل المهرجون مهمتنا إسعاد الناس، لست طبيباً أو مهندساً تفيد البشرية كي تتعامل بهذا التعالي مع الأخرين".

لكن في البرازيل الوضع كان مُختلفاً، رأى أسطورة كرة القدم في البلد اللاتيني أنه مؤهلاً للمناصب السياسية فقبل مهمة وزير الرياضة، وجاء رونالدينيو أحد أمهر من لمس الكرة في التاريخ لينقل اللاعبون البرازيليون لمنطقة متقدمة أخرى في السياسة بالانضمام لحزب سياسي وعزمه خوضه الانتخابات والوصول إلى أبعد مدى!

 لكن ماذا عن مصر؟ هل يعتبر المجتمع المصري أن لاعب كرة القدم مؤهل لدخول عالم السياسة وتولي مناصب رفيعة المستوى؟، حدث ذلك بالفعل بتنصيب طاهر أبو زيد وزيراً للرياضة في تجربة لم تدم طويلاً، بعد فشل متكرر في الفوز بأصوات الناخبين في دائرته للحصول على مقعد في البرلمان.

"مصر تمتلك الكثير من الأطباء والمهندسون، ولكنها لا تملك سوى 500 لاعب كرة قدم فقط في الدوري الممتاز"، هكذا يحفز علي ماهر مدرب الأسيوطي لاعبيه مُفضلهم على الأطباء والمهندسون، مضيفاً:"على اللاعبين أن يعرفوا قيمة المكانة التي وضعهم فيها الله".

ويبدو أن ذلك لم يكن رأي علي ماهر فقط، فقد اتجه أكثر من لاعب مصري إلى البؤرة السياسية في أعقاب ثورة يناير، نادر السيد انضم لحزب الوسط وخاض الانتخابات لكنه لم يوُفق، أحمد حسن انضم لحزب سياسي أسسه الداعية الإسلامي عمرو خالد، ولكنها تجربة لم تكتمل، محمد عبد المنصف حاول الانضمام لائتلافات الشباب الثورية عام 2011 قبل أن تتفكك كُلِها وتندثر، لتنتهي تجارب تحويل اللاعبين إلى سياسيين بفشل ذريع يمنع أي محاولات أخرى قريبة.

هذا عن اقتحام المجال السياسي، أما الذين أدلوا بأرائهم فقط فهم كُثر، أبرزهم محمد أبو تريكة أسطورة النادي الأهلي ومنتخب مصر، ومحمد زيدان نجم بروسيا دورتموند السابق، وحسن شحاته المدير الفني الأسبق المُتوج ببطولة أمم إفريقيا 3 مرات توالياً.

وسيظل ملعب السياسة بمُغرياته جاذباً لنجوم كرة القدم المعتزلون، الذين لن يجدوا شيئاً يُضاهي شهرتهم في الملاعب ويحافظ على قيمتهم وأهميتهم عند الجماهير إلا المنصات السياسية.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن