جميع المباريات

إعلان

في إيطاليا أستوري ليس الأول.. حكاية تاكولا الذي مات بسبب مدربه!

استوري

صورة أرشيفية

كرة القدم ليسَت مُجرد 90 دقيقة تنتهي بفوز فريق وخسارة الآخر، كرة القدم أكثر من مُجرد لعبة، عالم ملئ بالإثارة والمُتعة والدراما، وذو علاقة وطيدة بالعالم السياسي، ويُمكن إيجاز مُقدمتنا في مقولة الكاتب البرازيلي نيلسون رودريجيز "في كرة القدم، العمى الحقيقي أن ترى الكرة فقط"، وعن عالم كرة القدم سَتكون بدايتنا اليَوم ودراما كرة القدم التي لا تتوقف.

ولعل حديث الساعة هو وفاة ديفيد أستوري قائد فريق فيورنتينا، وذلك بعدما وُجد مُتوفياً على فراشه داخل إحدي غرف فنادق مدينة أوديني في أثناء إقامته مع فريقه إستعداداً لملاقاة فريق أودينيزي، وبعدما هزّت المفاجأة عالم الكالشيو تقرر إلغاء جميع مواجهات اليوم من السيريا A الإيطالية بما فيها (Derby della madonnina) بين الإنتر والميلان.



مما أعاد ذاكرتي إلي العديد من الحكايات التي إرتبطت فيها الدراما بكرة القدم الإيطالية، ومن الممكن تخصيص العديد من المقالات للحديث عنها فلكل منها حكاية مغايرة، وقد قرأت عنها في العديد من المصادر مثل كتاب (the history of calico) للكاتب الإنجليزي جون فوت، وكتاب   (inverting the pyramid) للكاتب الإنجليزي جوناثان ويلسون.

في حقبة الستينات من القرن العشرين كانت الكرة الإيطالية متوجهة بفرق مثل الإنتر الذي حقق بطولة أوروبا عامي 1964 و 1965 والميلان الذي حقق البطولة أيضا في مناسبتين 1963 و 1969 و الفضل كله يرجع لشخصين من الأسماء العظيمة في تاريخ التدريب هما الأرجنتيني هيلينو هيريرا مع الإنتر والإيطالي نيرو روكو مع الميلان، ومن هنا نبدأ الحكاية مع مأساة وفاة لاعب كان سببها هيلينو هيريرا.

قصة اليوم كان أول مَن فتح فيها ملفات أغلقت منذ زمن بعيد هو فريكو مازولا أبن أسطورة إيطاليا الخالدة فالانتينو مازولا كابتن منتخب إيطاليا والجراندي تورينو الذي توفي أيضا في كارثه جوية تدعى كارثة السوبراجا التي راح ضحيتها مع فريق الجراندي تورينو في عام 1949 وهو الفريق الذي حكم إيطاليا في الخمسينيات من القرن العشرين وفريكو مازولا هو شقيق ساندرو مازوﻻ أحد أهم لاعبي الجراندي إنتر في الستينيات الذين سطرو تاريخ النيراتزوري بحروف من ذهب، نعود إلى فريكو الذي فتح جروح كانت قد نسيت وتحدث عن هيلينو هيريرا بكل سوء ومن هنا فمعرض الحديث سيكون من كتاب الإنجليزي جوناثان ويلسون "الهرم المقلوب".

قال فريكو مازولا في حديثة مع مجلة L'espresso الإيطالية الاسبوعية "أن تاكولا هو ضحية هيلينو هيريرا بسبب المنشطات التي كان يفرضها عليهم" وهو ما نفاه أخيه ساندرو نجم الإنتر .



عندما أنتقل هيلينو هيريرا لتولي مسئولية فريق العاصمة في عام 1968 بعد سنوات من النجاح مع النيراتزوري، كان فريق العاصمة يضم مهاجم يافع في الرابع والعشرين من عمره الكل يتنبأ له بمستقبل باهر وهو جوليانو تاكولا، بدأ موسم 1969/1968 بخسارة 1-2 لفريق روما في الاوليمبيكو من فريق فيورنتينا بطل النسخه لاحقا وفيها سجل تاكولا في الدقيقة الأولى وأستمر في التهديف حتى بلغ مجموع أهدافه 7 أهداف في 12 مباراة ولكنه بدأ يعاني من مشاكل صحية مثل فقدان الوزن ومشاكل بالجهاز التنفسي وزيادة معدل ضربات القلب ورغم ذلك لم يلتفت هيريرا لكل هذا وجعل اللاعب يستمر في اللعب.

بورنيتش نجم الإنتر ناسيونالي كان قد تحدث عن هيلينو هيريرا وقال "أنه رجل منزوع القلب ولا يرحم" وهذا ما ظهر بوضوح في علاقته بكل لاعبي الإنتر في أواخر عام 1967 الذي خسر فيه النيراتزوري لقبي بطولة أوروبا والدوري الإيطالي في أسبوع بخسارة من سيلتك ومونتوفا على الترتيب وذلك بسبب أن اللاعبين كانو في مشاكل بسبب صرامة هيريرا وعلى سبيل المثال لويس سواريز ميرامونتس وارماندو بيتشي.

نعود إلى قصة تاكولا الذي ذهب إلى المستشفى في يوم 25-1-1969 بسبب مشاكل في اللوزتين وأثبتت الفحوصات أنه يعاني من تضخم في القلب وقام بإجراء جراحة في الخامس من فبراير، وعاد للملاعب في مباراة سامبدوريا يوم 2 مارس في ملعب لويجي فيراريس التي أنتهت بتعادل سلبي وخرج مصابا في قدمه بعد 45 دقيقة وقد بدى عليه الإعياء الشديد، وبعد أسبوعين تم أصطحاب تاكولا مع الفريق خارج الديار إلى سيردينيا للعب مباراة كالياري في يوم 16 مارس رغم تحذير الأطباء، ولم يكن في نية هيريرا أن يلعب تاكولا المباراة وفي صباح يوم المباراة تقرر أن يتدرب مع باقي الفريق على الشاطئ رغم البرد القارس وسرعة الرياح الكبيرة، وشاهد تاكولا تعادل فريقه روما السلبي مع كالياري في الأسبوع الثاني والعشرين ونزل غرفة الملابس حيث فارق الحياة بعد أن سقط مغشيا عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات.

هيريرا كان حاضراً مراسم تشيع جنازة تاكولا وهنا تكلمت زوجة اللاعب بإنه يجب التحقيق مع هيريرا من جانب السلطات الإيطالية لأنه أحد أهم أسباب وفاة زوجها، ولكن السلطات لم تجد الدليل الكافي لإدانة الأرجنتيني هيلينو هيريرا، أدارة روما في العام التالي أقالت المدرب هيريرا تحت ضغوط من الجماهير رغم نجاحه في تحقيق كأس إيطاليا عام 1969، وحتى عند وفاة أرماندو بيتشي كابتن الجراندي إنتر عام 1971 وهو بعمر 35 عاما وهو يقود اليوفينتوس فنيا ذهبت أصابع الإتهام إلى هيريرا لأن ذلك ناتج تراكم مفعول أستخدام العقاقير الطبية المنشطة مع لاعبية رغم أن بيتشي توفى بداء السرطان.

عانى ديفيد أستوري وهو بصفوف كالياري من مشاكل في القلب وتوفي اليوم وهو على فراشه صبيحة مباراة فريقه فيورنتينا مع أودينيزي، ليفتح على الجماهير الإيطالية دراما حدثت من قبل سنذكرها لاحقا في مقالات قادمة. هذا المقال إهداء إلى كل روح مرت إلى السماء في عالم كرة القدم بداية من الإنجليزي ويليام كروبر الذي مات في عام 1889 حتى أستوري الذي وافته المنية اليوم.

مصَادر الكاتب

•كتاب Number 9. Giuliano Taccola: the broken tip.Rome and Rome in the 60s للكاتب الإيطالي روبرتو موراسوت الذي صدر عام 2016.

•كتاب الهرم المقلوب للكاتب الإنجليزي جوناثان ويلسون والذي صدر عام 2007.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن