بالفيديو .. قصة مكالمة محمد صلاح لأطفال مستشفى المنصورة

كتب - رامي القناوي :

داخل وحدة صغيرة في مستشفى الأطفال الجامعي بمدينة المنصورة، يتجمّع 80 طفلًا وأسرهم، بحثًا عن أمل الشفاء من مرض الفشل الكلوي.

أصحاب الجسد النحيل والصغير في جلسات أسبوعية، ينتظرون تحقيق حلمهم بالشفاء، وباستكمال وحدة علاج الكلى بالمستشفى، وتحويلها إلى مركز متكامل لزراعة الكلى.

ورغم كل الصعوبات السابق ذكرها تحولت أحزانهم إلى أفراح للحظات، عندما أخبرهم الدكتور أحمد الرفاعي، مدير المستشفى، أن نجم مصر، اللاعب محمد صلاح، سيتحدث معهم في مكالمة هاتفية.

"اللاعب محمد صلاح على التليفون، وعاوز يكلمكم يا ولاد".. هكذا أدخل الدكتور الرفاعي، الفرحة والأمل في قلوب الأطفال المرضى، لدرجة أن بعضهم انتفض ببراءة معهودة من على الأسرّة مهرولين نحو الهاتف ليجدوا نجمهم المفضل على الشاشة عبر مكالمة فيديو، بابتسامته المعهودة.

"مصراوي" انتقل إلى المسشفى، والتقى بعض الأطفال الذين تحدّثوا مع اللاعب محمد صلاح، كان من بينهم الطفل محمود محمد الكيلاني، 15 سنة، والذي يتلقى العلاج داخل المستشفى منذ أكثر من 8 سنوات، بعد أن أُصيب بمرض الفشل الكلوي، وهو في سن التاسعة، ليواصل المكوث بالمستشفى لإجراء عملية الغسيل الكلوي مرتين أسبوعيًا.

وقال "محمود" إنه كباقي أقرانه بالمستشفى، يرى محمد صلاح، عبر مبارياته التي تبث عبر التلفزيون سواء في الدوري الإنجليزي، أو أثناء مشاركته كلاعب بمنتخب مصر، وتحقيقه الانتصار الغالي، بالصعود إلى كأس العالم في مباراة مصر الأخيرة مع غانا.

وأضاف "محمود" أنه أعجب كثيرًا باللاعب، وارتباطه بالأطفال، والأعمال الخيرية، فقرر أن يطلب من الدكتور أحمد الرفاعي، مدير المستشفى أن يتواصل مع اللاعب ليأتي إلى المستشفى، ويلتقي بهم.

وأشار الطفل المريض أنه فوجئ بعد يومين من طلبه، بدخول كل من الدكتور الرفاعي، والدكتورة نيرفانا المسؤولة بالوحدة، عليه ممسكين بالهاتف، ويقولون "صلاح على التليفون"، فهرول الطفل نحو الهاتف.

وعن حديثه مع "صلاح" قال: إن الحديث بدأ بسؤاله عن أحوالنا ثم طلب أن نستكمل العلاج، ووعدنا مع أول زيارة له إلى مصر أن يأتي إلينا للقائنا.

وتابع "محمود" قائلًا إنهم يعانون من كثرة جلسات الغسيل الكلوي، وإن المكالمة كانت راحة للأطفال داخل الوحدة، وأنهم في انتظار نجم منتخب مصر، ولفت إلى أنه أعدّ مفاجأة له ليهديها إليها بمجرّد وصوله المنصورة ولقائه.

من جانبه قال الدكتور أحمد الرفاعي، مدير مستشفى الأطفال الجامعي، إنه رأي منذ فترة عبر مواقع التواصل الاجتماعي طلب طفل إنجليزي يُدعى "أوسكار" تي شيرت اللاعب محمد صلاح، وهو ما تحقق بالفعل بزيارة اللاعب له داخل منزله .

وأكد مدير المستشفى أن الأطفال طلبوا أن يأتي إليهم "صلاح لزيارتهم، فكتبت "بوست" عبر صفحتي الشخصية أطلب من اللاعب محمد صلاح أن يأتي إلى المستشفى، وأن يرسم البسمة على وجوه الأطفال، وبعد يومين استطاعت إحدى الطبيبات أن تصل إلى هاتف اللاعب بانجلترا، وطلبت منه التواصل مع الأطفال، فاستجاب فورًا، وطلب التواصل معهم.

وقال "الرفاعي" إنه لم يصدق موافقة "صلاح" على طلب الدكتورة نيرفانا إلا حينما حدثه هاتفيًا، وطلب التواصل مع الأطفال، وحينما رأى سعادة الأطفال بالمكالمة، وشعر بتأثيرها الشديد عليهم.

وأضاف أن معظم وقته داخل المستشفى يكون بجانب الأطفال، وأنه شعر بمعاناتهم المستمرة خاصة مرضى زراعة الكلى الأطفال، مشيرًا إلى الحاجة الماسة للدعم، لاستكمال مشروع تحويل الوحدة، إلى مركز لزراعة الكلى بالمنصورة، آملين أن يتحقق ذلك بحضور نجم مصر، وبدعم كافة أبناء الخير بمصر لتحقيق نسب شفاء عالية بين الأطفال وإنقاذ أرواحهم.