جميع المباريات

إعلان

حكايات علي هامش الجونة .."محمد صلاح الاسكواش" الذي لا يعرفه أحد

محمد صلاح

محمود الكريم

بقي من الزمن دقائق معدودة ويبدأ حفل تتويج الأفضل بالدوري الإنجليزي يمني الجميع انفسهم بانتهاء مباراة مروان الشوربجي والفرنسي ماثيو كاستنييه الملتهبة ببطولة الجونة المفتوحة للأسكواش للتجمع في المقاهي بوسط المنتجع لمتابعة فصل من قصة كفاح أسطورية يكتبها محمد صلاح .

انتهت المباراة وتجمع الجميع وانطلقت الصيحات من الحناجر احتفالا بفوز صلاح ليس لكونه مصريا فذا حقق ما لم يحققه غيره فحسب ولكن لارتباط واحترام عائلة الإسكواش له فالملك المصري لم ينس دعمهم ببطولة العالم في مدينة مانشستر الإنجليزية ديسمبر الماضي ليحتل مكانة مميزة بينهم.

ووسط هذه الفرحة حكي المذيع وائل عبيد أحد المهتمين بكرة القدم كلماته عن محمد صلاح أخر كافح في زمن أخر علي نفس الأرض ، بطل يدعي محمود الكريم.

القصة الكاملة القادمة علي لسان عبيد:

محمود كان ولد صغير بيشتغل boy في ملاعب تنس نادي الجزيرة زمان ، وزمان ده يعني زمان قوي ، سنة ١٩٣٩ و ال boy ده شغلته يلم الكور للناس اللي بتلعب تنس و كان أيامها بياخد مليم اجر عن التايم و التايم يعني ساعة لعب ، يعني يشتغل عشر ساعات يقبض في آخرهم قرش صاغ.

و في يوم من الايام كان بيلم كور لاتنين انجليز من اعضاء النادي و في اخر اللعب واحد منهم اداله مضرب تنس قديم مشروخ و فتلته مقطعه ، محمود فرح قوي بالمضرب و مشي يضرب في الهوا ، وهو مروّح من النادي فات علي ملاعب الاسكواش فطلع يبص بصه لقي الراجل الانجليزي نفسه بيلعب لوحده ، شافه الراجل فقال له انزل العب معايا ، فدخل محمود يلعب معاه اسكواش لأول مره في حياته بمضرب تنس مشروخ و فتلته مقطعه، الراجل فهمه أصول اللعبه و لعبوا الماتش وطبعا الراجل غلبه تسعه تلاته.

محمود زعل جداً ازاي الراجل الانجليزي يغلبني تسعه تلاته صحيح دي اول مره العب لكن ازاي يعني يغلبني تسعه تلاته؟! 

تاني يوم، محمود راح النادي قبل ميعاد شغله و دخل ملعب فاضي و قعد يتمرن علي لعبة الاسكواش و يستعد علشان لما يشوف الراجل يتحداه ، لكن الراجل ماجاش يومها ولا الايام اللي بعدها ، فضل محمود كل يوم متحفز و يروح يتمرن و يستني الانجليزي علشان يلاعبه و يهزمه ، لكن اللي ماكانش يعرفه ان الحرب العالميه الثانيه قامت و ان الراجل ده كان ظابط إنجليزي كبير و أتنقل مع قوات بريطانيه لقبرص. 

فضل محمود بيغلي، و قعد يتمرن في الملعب لوحده كل يوم ، وبالقروش اللي حوّشها اشتري مضرب اسكواش وأجاد فنون اللعبه، وبعد سنين جه النادي واحد اسمه عبد الفتاح باشا عمرو الباشا كان سفير مصر في إنجلترا و كان لاعب اسكواش ممتاز ، وكانت الحرب العالمية خلصت و رجعت بطولة إنجلترا تتلعب بعد توقف ست سنوات وكانت البطوله وقتها بتتلعب بنظام التحدي فمحمود بعد ما غلب يستني ظهور الراجل الانجليزي قرر انه ياخد ثأره من بطل العالم نفسه - الانجليزي الأسطورة جيمي دير! وتوسط بعض اعضاء النادي من الوجهاء لدي عبد الفتاح باشا كي يتقدم بطلب التحدي للاتحاد الانجليزي للاسكواش و قد كان.

سافر محمود عبد الكريم لإنجلترا علشان يلاعب جيمي دير و وصل وقعد في غرفة إيجارها بسيط لانه ماعندوش فلوس وسال عن عنوان السفارة المصريه وذهب لمقابلة عبد الفتاح باشا و تذكرته بموعد المباراة، وكان الباشا مشغولاً و لكنه وعده بالحضور و تمني له حظاً طيباً و سأله لو محتاج حاجه. 

محمود ماكانش معاه غير بس ثمن ايجار الغرفه اللي حينام فيها ، وعزت عليه نفسه يطلب من الباشا اَي حاجه، كفاية انه توسط له علشان يلعب المباراة، اصل مش اَي حد كده يروح يتحدي بطل العالم! لكن اللي لازم تعرفوه ان عبد الفتاح باشا كان كسب بطولة العالم للهواه سنة ١٩٣٧و بالتالي يعرف مسئولي اللعبه في إنجلترا كويس ، فمحمود قال مش مهم يمشي لحد البيت و مش مهم انه يأكل ، المهم انه يركز في الهدف اللي جه علشانه: انه يلعب الماتش و يثبت نفسه.

و يوم الماتش كانت لندن في عز البرد، محمود راح علي رجليه و وصل نادي لانسداون من بدري و قعد يستني ، وعلي الظهر ابتدت الناس توصل، الإنجليز طول عمرهم مهتمين بلعبة الاسكواش وبيعتبروا نفسهم اسياد اللعبه، فجت الناس تتفرج علي بطل الأبطال بتاعهم جيمي دير و هو بيسحق واحد كعادته ، ووصل اعضاء الاتحاد بقبعاتهم العالية والسيدات بازياءهم الراقية و الاطفال واقفين علي جانبي المدخل علشان يحصلوا علي توقيع بطل الأبطال، و جت الصحافة علشان تكتب الامجاد.

واخيرا وصل جيمي دير و الدنيا هاصت، الكل جه يشجع جيمي، بص محمود في كل الوجوه و لم يجد وجه الشخص الوحيد اللي يعرفه، لم يحضر الباشا، و اثناء خروجه من النادي قابل الباشا داخلا بسيارته متأخراً اربعين دقيقة فسأله الباشا: انت رايح فين؟ مش حتلعب الماتش؟ 

فرد محمود: انا لعبت يا باشا و اديني مروح. 

عم محمود هو اللي حكالي الحكايه دي سنة ١٩٩٦ لما عملت معاه حديث للتليفزيون المصري بمناسبة إقامة بطولة العالم للفرق في مصر ، حكي لي القصة كلها حتي توقف عند رده علي الباشا: "انا لعبت و اديني مروح". ثم غمز لي بعينه الزرقاء و قال: "ضربت لك جيمي دير ده (تسعه مافيش - تسعه مافيش - تسعه واحد) في ثلاثين دقيقة. 

سحق محمود عبد الكريم بطل الأبطال و حامل وسام الامبراطورية البريطانية في عقر داره و وسط جمهوره. و توج الصبي اللي ابتدا بمليم اجره بطلا علي العالم لخمس سنوات من ١٩٤٧ ل ١٩٥١. و تهافتت الصحافة علي تصويره و الحصول علي احاديث معه، و ظهرت صورته علي أغلفة المجلات الكبري و أرسل الملك فاروق له ببرقية تهنئة و تشجيع قال له فيها انه فخور به و يعتبره من الان سفيراً لمصر في مجال الرياضه. 

و قامت احدي شركات الأدوات الرياضيه بتصنيع مضرب اسكواش اسمه "محمود كريم" عليه امضاء البطل المصري و كانت له امجاد.

و سألته في نهاية لقاءنا عما تعلمه في هذا المشوار. و ما هو سر النجاح؟ هل هو الإصرار؟ ام العزيمه؟ ام التدريب الجيد؟ ام الإمكانيات؟ فجاء رده في كلمة واحده: "الأخلاق".

فلما طلبت مزيداً من الايضاح، نظر الي بنظرة الأب الذي خبر الحياة و أراد الخير لابنه و قال: "الأخلاق يا بني هي اللي بتودي البني آدم لقدام و هي اللي بتجيبه ورا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

ما قبل المباراة
الهلال

الهلال

- -
الفتح

الفتح

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن