جميع المباريات

إعلان

حكايات الكرة في المونديال.. البرازيل تحقق اللقب الأول في وجود الأعرج والمشوه

البرازيل

منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم 1958

حكايات الكرة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب، وحكايتنا السابعة عن كيف فازت البرازيل باللقب الأول بعد أستفزازات المدير الفني للسويد.

تناولنا في الحلقة السابقة قصة مأساة الحارس البرازيلي باربوسا وتوابع خسارة نهائي كأس العالم 1950، حيث أرجع البرازيليون أسباب عار كأس العالم 1950 إلى طريقة لعبهم تحديدا، في وجود المدرب فلافيو رودريجز كوستا الذي أجبر اللاعبين على التخلى عن "لعب الشوارع"  كما أسماه لحساب الطريقة الأوروبية فى اللعب، والتحرك داخل الملعب بشكل جماعى وليس فرديا، وهو ما ووجه بمقاومة من اللاعبين الذين لم يتعودوا على ذلك وتحدث كتاب الهرم المقلوب للكاتب الانجليزي جوناثان ويلسون عن هذة الجزئية، وكان الحديث يدور على أن المدير الفني للبرازيل كان سبب الفشل الذريع في مأساه الماراكانا في نهائي كأس العالم 1950 وخاصة بسبب التغيير المفاجيء لطريقة اللعب من القطريه بالملعب إلى طريقه WM بعد التعادل مع سويسرا 2-2 في دوري المجموعات وكانت تلعب بطريقة 1-3-3-3 وهي نفس الطريقة التي لعبت بها المدير الفني الأورجواياني خوان لوبيز فونتانا  في النهائي للتغلب على أبناء السامبا .

زيزينهو نجم البرازيل قال عندما فزنا بكوبا أميركا عام 1949 لم نلعب بطريقه WM وهي 3-2-2-3 ثم فوجئنا بالمدير الفني فلافيو كوستا يلزمنا بطريقة لم نكن نعتاد عليها في أخر أربعة مباريات فكانت الخسارة المذلة. 

ما هي الكابويرا والجينجا؟ 

طريقة اللعب البرازيلية المتعارف عليها مستمدة من أحد الفنون القتالية التى ابتكرها العبيد الذين تم جلبهم من إفريقيا للعمل فى المزارع، للدفاع عن أنفسهم، فإبتكروا "الكابويرا والجينجا"، وتجمع بين القتال والرقص والموسيقى، ويمارس خلالها المتنافسان حركات قتالية بشرط عدم لمس أحدهما للآخر، وبذلك لا يكتشف السادة أنهم يتدربون على القتال ويعتقدون أنهم يمارسون رقصا إفريقيا، وعندما انتشرت كرة القدم مارسها السود بمنطق "الجينجا"، لعب استعراضى ومهارة فردية ومراوغة بالجسد ومتعة ورقصة خاصة بالكرة، وهو ما منح الكرة البرازيلية طعمها الخاص.

كيف أكتسب البرازيلين المهارة؟ السبب العنصرية

عندما بدأت كرة القدم في البرازيل واجه اللاعبين الملونين عنصرية شديدة وهناك شهيرة عن لاعب يدعى (كارلوس البيرتو) الذي كان أبن أحد المصورين وكان يلعب لصالح نادي فلومنينسي البرازيلي في أوائل القرن الماضى وﻻنه كان ملون البشرة مثله مثل كل الملونين كان ممنوع من لعب كره القدم نظرا للتفرقه العنصرية التي عانى منها وقتها أول أساطير كره القدم البرازيليه " ارتور فريدنريتش " الذي منع من اللعب لمنتخب البرازيل بعد أن جلب لهم بطولة كوبا امريكا 1919 وكانت أول بطولة في تاريخ البرازيل وارتور فريدنريتش كان أبن مهاجر ألماني وأم برازيلية سوداء ولم يكن في مظهره ما يشير إلى عرقه الأسود إلا شعره المجعد والذي كان قبل كل مباراه يستخدم الزيوت لتنعيم شعر رأسه .

نعود للاعب صاحب الحكاية فقد كان يتحايل لإخفاء لون بشرته اﻻسود برش " دقيق اﻻرز " على وجه ليبدو أبيض اللون وكان ذلك في عام 1914 .... ومع بدايه المباريات تدريجيا كان يزول اللون الأبيض مع العرق؛ فكان يصرخ الجمهور بقول " دقيق اﻻرز " حتى أصبح الإسم الشعبي لنادي فلومنينسي هو نادي دقيق الأرز والأن الجمهور يحرص على رش بودره التلك في الهواء وعلى وجوههم قبل المباريات تيمنا باﻻعب كارلوس البرتو لجلب الحظ.

أيضا كانت العنصرية تبدو واضحة من الحكام تجاه اللاعبين الملونين، فعند أي التحام عادي مع لاعب أبيض يحتسب خطأ على اللاعب الملون فقام اللاعبين الملونين للجوء المهارة لتفادي لمس الخصم الأبيض وعدم إحتساب أخطاء ومن هنا ولدت المهارة البرازيلية المميزة في المراوغة نظرا لإستخدام طريقة (الكابويرا والجينجا) المتعارف عليها في الرقص.

ماذا قال مدرب السويد قبل المباراة النهائية؟

فريق البرازيل كان "فوضويا" وهو التعبير الذى أستخدمه الإنجليزي جورج راينور المدير الفني لمنتخب السويد في المؤتمر الصحفي الذي سبق نهائي كأس العالم 1958 بين البرازيل والسويد، مشيرا إلى أن الظهير دجيلما سانتوس يده محطمة بسبب حادث تعرض له عندما كان يعمل في أحد المصانع، أما الجناح الأيمن جارينشا فلديه تشوه خلقي بالعمود الفقري كما أن إحدى ساقيه أقصر من الأخرى "أعرج"، وكاستيلهو مصاب بعمى ألوان وفقد أحد أصابع يده.

هذا الفريق الذى سخر منه السويديين، إستطاع عندما استخدم أسلوب "الجينجا" فى العودة بكأس العالم 1958 للديار، فهم ومهما فعلوا لن يصبحوا أوروبيين، لأنهم ببساطة من البرازيل، وهو ما جعل المدير الفني للبرازيل الإيطالي فيسينتي فيولا الذي ناضل طويلا فى تعليمهم الطرق الحديثة يطلب منهم العودة "للعب الشوارع" والإستمتاع بالمهارات الفردية في المراوغة للرد على المدير الفني المتغطرس للمنتخب السويدي، وشارك بيليه الذي كان إحتياطيا في آخر ثلاث مباريات في هذه البطولة، أمام الإتحاد السوفييتي السوفييتى وفرنسا والسويد، وتخلى زملائه عن مناداته بـ"ديجو" وإستخدموا إسم "بيليه" الذي تقبله أخيرا بصدر رحب، بعد سنوات من رفضه والغضب من مجرد ذكره.

فاز البرازيلين في نهائي كأس العالم 1958 على السويدين 5-2 في عقر دارهم بفضل الكابويرا والجينجا فقد كانت اللحظة الفارقة التي منها بدأ إنتشار سحر بلاد السامبا ورد المشوهون على جورج راينور المغرور الرد الأمثل.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن