الإثنين 14 مايو 2018
04:39 م
في ظهوره المونديالي الأول بعد غياب 56 عامًا، أبى المنتخب المصري إلا أن يبهر العالم في مواجهته الافتتاحية بكأس العالم 1990، عندما نجح في السيطرة على أحد أفضل الأجيال في تاريخ كرة القدم.
بعدما تأهل بشكل مثير على حساب المنتخب الجزائري في المرحلة النهائية من التصفيات، أوقعت قرعة كأس العالم 1990 المنتخب المصري في المجموعة السادسة، إلى جانب منتخبات هولندا، إنجلترا وأيرلندا.
مجموعة شرسة للغاية، جعلت معظم المتابعين واثقين من خروج المنتخب المصري برصيد خال من النقاط، وزادت صعوبة المهمة بمواجهة المنتخب الهولندي بطل أوروبا في المباراة الأولى، التي احتضنها ستاد لافافوريتا في مدينة باليرمو.
لم تكن ليلة الثاني عشر من يونيو 1990 عادية في الأراضي المصرية، مزيج بين البهجة بالعودة للأجواء المونديالية بعد غياب طويل، والقلق من مواجهة منتخب يضم مجموعة من أبرز نجوم العالم في ذلك الوقت.
لكن المنتخب المصري بقيادة مديره الفني محمود الجوهري خاض المواجهة بشجاعة استثنائية، وبدا ذلك واضحًا من البداية، عندما قرر المدرب المصري خوض المواجهة بثلاثي في خط الهجوم.
لعب المنتخب المصري بتشكيل مكون من أحمد شوبير في حراسة المرمى، إبراهيم حسن، ربيع ياسين، هاني رمزي، هشام يكن وأحمد رمزي في خط الدفاع، الثنائي إسماعيل يوسف ومجدي عبد الغني في خط الوسط، ولعب أمامهما أحمد الكأس، ليساند المهاجمين جمال عبد الحميد وحسام حسن.
وقف المنتخب المصري ندًا لنظيره الذي تلاعب بمنتخبات أوروبا وتوج باللقب القاري قبل عامين من تلك المواجهة، إلا أن خبرة الهولنديين منحتهم التقديم في الدقيقة الثامنة والخمسين عن طريق المهاجم فيم كيفت.
لم ينل الهدف الهولندي كثيرًا من عزيمة المصريين، الذين حاولوا بقوة إدارك التعادل، وأهدروا أكثر من فرصة، قبل أن تشتعل المدرجات المصرية في باليرمو ومعها المنازل والمقاهي في الأراضي المصرية، بركلة جزاء احتسبها الحكم الإسباني إيميليو سوريانو لمصلحة منتخب الفراعنة.
من كرة طولية للمدافع هشام يكن، نجح المهاجم حسام حسن في اختراق الدفاع الهولندي، ليضطر رونالد كومان أحد أفضل مدافعي العالم في ذلك الوقت لجذبه من قميصه، ولم يتردد سوريانو في احتساب ركلة جزاء للمنتخب المصري.
"عدالة السماء، نزلت على ستاد باليرمو" هكذا صرخ المعلق المصري محمود بكر، عند تسجيل مجدي عبد الغني لهدف التعادل المصري في الدقيقة الثالثة والثمانين، معتبرًا أن تعادل المنتخب المصري جاء بعدالة إلهية، بعد مباراة بطولية للمصريين، لم يستحقوا خلالها الخسارة.
دقائق مرت كالساعات على الجماهير المصرية، وفي المقابل مرت كالثواني على أبطال أوروبا، الذين أصابهم الذهول في مباراة ظنوا أنها مضمونة، وأن الهدف خلالها سيكون تسجيل أكبر عدد من الأهداف بالشباك المصرية، قبل أن يطلق سوريانو صافرة النهاية، معلنًا عن انطلاقة تاريخية للمنتخب المصري في كأس العالم 1990.
"الرياح الأفريقية هبت بقوة على الأراضي الإيطالية"، هكذا تحدثت الصحافة العالمية عن آداء المصريين بعد اللقاء، خاصة وأن المواجهة جاءت بعد مفاجأة تاريخية فجرها منتخب الكاميرون، بالفوز على المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب في المباراة الافتتاحية.
خرج المنتخب المصري من الدور الأول بعد التعادل 0-0 مع منتخب أيرلندا، والخسارة 1-0 أمام المنتخب الإنجليزي، إلا أنه ترك بصمة مميزة، ومباراة حُفظت في مكانة خاصة بتاريخ الكرة المصرية.