تحقيق..الأسكواش المصرى ينتصر على "عشوائية" اتحاده

سطر أبطال الأسكواش تاريخاً ومكاسب غير مسبوقة فى الموسم الحالي بالفوز بالخماسية التاريخية مسيطراً على جميع المراكز الاولي للرجال والسيدات ، الناشئين والناشئات ، بموسم استثنائى للأسكواش عاني خلاله الأبطال من اتحادهم المحلي الذى اثقل عليهم ووضعهم فى أزمات خلال الموسم العصيب ليزيد العبىء على كاهلهم وكاهل اسرهم بعشوائية أجهدت الجميع ورغم ذلك انتصروا .

السيطرة على العالم فى الاسكواش بدأت من مصر بفوز كريم عبد الجواد ببطولة العالم للرجال التى نظمها وادي دجلة فى نهاية العام الماضى وفوز منتخب السيدات ببطولة العالم بفرنسا ثم فوز نور الشربيني ببطولة العالم للسيدات التى اقيمت بمنتجع الجونة أبريل الماضى قبل أن يحقق الزوجي المصري الشاب "روان رضا العربي" و"مروان طارق" الرباعية بالفوز ببطولة العالم للرجال والسيدات للناشئين منذ ثلاثة أيام.

الأمر ينتهي كل موسم بالتقاط اتحاد الأسكواش للصور التذكارية بعد الفوز ببطولات عالمية ينسب لنفسه التخطيط والرؤية والإنتصارات ولكن هذا الموسم تحدث الأبطال والاسر التى لعبت دور الإتحاد وتحملت المشاق والصعاب وعشوائية القرارات لينفجروا بعدها وتتعالي الإنتقادات الصريحة والعلانية .

وضع " العقدة فى المنشار" أول الأزمات التى وضعها اتحاد الأسكواش أمام أبطاله العالميين ، وللعام الثالث علي التوالي يتم تحديد بطولة الجمهورية لتتعارض مع بطولة هيوستن المفتوحة - واحدة من البطولات الهامة بعد أن تعارضت بطولة الجمهورية 2015  مع موعد بطولة الجونة المفتوحة 2015 والمصنفة من اقوى 7 بطولات فى العالم باللعبة فيما تعارضت بطولة الجمهورية 2016 مع بطولة سويسرا المفتوحة 2016 .

بطولة الجمهورية التى استضافها نادي سبورتنج فى الفترة من 20: 26 ابريل تعارضت مع موعد بطولة هيوستن المفتوحة التي اقيمت فى الفترة مابين  17 : 23 من ابريل اثارت حفيظة نجوم الأسكواش وطالبوا بحل هذه الأزمة التى تعرقل مسيرتهم سواء مع أنديتهم أو فى تصنيفهم العالمي.

وقال كريم عبد الجواد المصنف الأول على العالم فى مايو الماضى وبطل العالم والمصنف الثاني حالياً تعليقا على أزمة التعارض الذى تسبب فيها اتحاد الأسكواش هذا العام  : " شئ مؤسف عندما نرى كل الدول تهتم بأن تقوم بتنظيم بطولة الجمهورية في توقيت لا يوجد بها بطولات دولية حرصاً لمشاركة كل ابطالهم في بطولة كبيرة مثل هذه البطولة ، ولكن إتحاد أكثر دولة بها ابطال لا يهتم بمشاركة ابطالهم فيها" .

طارق مؤمن المصنف التاسع على العالم أيضاً علق على هذه الأزمة قائلاً "كل سنة نتحايل على الاتحاد لو سمحتوا ابعدوا عن البطولات الكبيرة وبردو مفيش فايدة ، أنا شايف اننا كلعيبة محتاجين نغير اسلوب التحايل بتاعنا شوية، جايز لما نطلب عكس اللي احنا عايزينه نوصل فى الآخر للي عايزينه ".

أزمة التعارض امتدت إلى بطولات الناشئين والناشئات وسببت لهم ضغطاً نفسياً وعصبياً ، بطولة الجمهورية تقام فى نهاية الموسم لتتعارض مع امتحانات الناشئين والناشئات وهو ما لاقي استنكاراً كبيراً بين أولياء الأمور الذين وجدوا ابنائهم بين مطرقة بطولة الجمهورية وسندان العام الدراسي.

يلا كورة تواصل مع مجموعة من أولياء الأمور وقال أحدهم " لمصلحة من تقام بطولة الجمهورية اقوى بطولة محلية فى نهاية الموسم واثناء الإمتحانات؟ ".

ولية أمر اخري قالت ليلاكورة " ما يحدث يسبب ارهاقاً شديداً على الأولاد الصغار، ابنتي يومياً من المدرسة للتدريب ، تؤدي واجبتها فى السيارة وتبكي لعدم القدرة على اداء مهامها ، اتمني الرحمة من اتحاد الأسكواش وان يعدل موعد البطولات لتقام فى الأجازة الصيفية ".

عبد العزيز النمر استاذ ورئيس قسم التدريب الرياضى بكلية التربية الرياضة جامعة حلوان والمتخصص فى الإعداد البدني بدوره قال ليلاكورة " أقوى بطولة فى نهاية الموسم ووسط ضغوط الإمتحانات له عواقب وخيمة وقد يعرض اللاعبين للإصابة ويجعلهم غير قادرين على الأداء بمستواهم ، هذا الوضع بالنسبة للمحترفين فبما بالك بالناشئين الذين يحتاجون إلى تعامل مختلف "

واضاف " أمر مؤسف ما اسمعه عن اجبار اللاعبين على أداء المباريات وهم يعانون من الإصابة بسبب اللوائح "

تعارض بطولة الجمهورية ليست الأزمة الوحيدة التى تسبب فيها اتحاد الأسكواش بل شهد هذا الموسم ولأول مرة اقامة بطولتين بنفس التصنيف يجري قرعتهم فى نفس اليوم ثم اقامة ثلاث بطولات بنفس التصنيف وقرعتهم تجرى فى نفس اليوم ايضاً.

اللاعب الذى يتعرض لإصابة من حقه الإعتذار قبل البطولة بعد تقديم "شهادة مرضية" فى حالة ادراج اسمه فى قرعة البطولة (من حقه الإعتذار عن بطولة واحدة فقط) ولكن اتحاد الاسكواش احكم ملاحقته وتسبب فى أداء ناشيئن للبطولات وهما يعانون من الإصابة لتجنب اعتبارهم منسحبين .

ولي أمر يقول ليلا كورة " تعرضت ابنتي لإصابة فى الكتف قبل بطولة منطقة الاسكندرية ، تم قبول اعتذارها بعد تقديم التقرير الطبي ، ولكنها اعتبرت منسحبة من بطولة الأهلي رغم عدم شفائها من الإصابة .

ولية أمر حدث معها موقف أخر وكشفت "ابنتي اضطرت أن تلعب بطولة الأهلي وهي مصابة حتى لا تعتبر منسحبة ولذلك لأنها اعتذرت عن بطولة المعادي لإصابتها ".

رغم الصعوبات السابقة إلا ان وزارة الرياضة لم تتدخل فى حل الأزمات حيث إن اتحاد الأسكواش اللعبة غير الأولمبية يخضع لها وليس للجنة الأولمبية .

يقول أحد المسئولين عن الاسكواش فى أحد الاندية الكبيرة ليلا كورة "عاصم خليفة رئيس اتحاد الاسكواش طلب قبل 4 سنوات زيادة الدعم للعبة العالمية التى تحقق نتائج ولكن الوضع الأن هو خفض الدعم ".

واضاف المسئول الذى اشترط عدم الكشف عن اسمه " قانون الرياضة يمنع أن يعمل أحد اقارب مجلس الإدارة فى الأندية التى يتولون إداراتها فكان الأولي بوزير الرياضة أن يصدر قراراً بتغير رئيس الإتحاد الذى يرتبط معه بصلة قرابة ووضع اسم أخر من الشباب قادر على إدارة اللعبة ".

وانهي " أمير وجيه قدم مشروعاً متكاملاً ، واحد من الشباب وابناء اللعبة ، اغلقوا كل الأبواب فى وجهه ليسافر إلى أمريكا ، كريم درويش يقدم نجاحات مع دجلة فلماذا لا نستعين بمثل هؤلاء الابطال ابناء اللعبة فى إدارة لعبتهم؟ ".

يلا كورة من جانبه حاول الوصول لعاصم خليفة رئيس اتحاد الأسكواش ولكنه فشل فيما وافق مسئول أخر من اتحاد الاسكواش علي الرد مشترطاً عدم ذكر اسمه أو ومنصبه.

وقال المسئول تعليقا على أزمة موعد بطولة الجمهورية " لن نرضى الجميع ، هناك من يفضل المشاركة فى البطولات الخارجية عن المشاركة فى بطولة الجمهورية وهذه ليست اول مرة ".

وأضاف " غضب هولاء يرجع لخصم أنديتهم جزء من مستحقاتهم ولكنهم فى نفس الوقت لا يذكرون المكاسب التى يجنوها من المشاركة فى البطولات الخارجية".

وتسائل " هل يريدون الحصول على كل شىء؟ ".

وحول تخفيض الدعم المقدم لإتحاد الاسكواش قال " اتجاه دولة وليس اتحاد الأسكواش ، نحن تحفظنا على هذا القرار ووزارة الرياضة اتخذته من الأساس بسبب الأزمة المالية التى تعاني منها البلاد  ".

واستطرد " وزارة الرياضة تتحمل 80% من قيمة الرواتب وطالبتنا بخفض رواتب المدربين ".

وأنهي " لا أدعي الكمال ، هناك أخطاء ولكن ما يحدث غريب ، انتقادنا على الملأ ونحن نشرف على اعظم فترات الاسكواش ".

وتبقي الأزمة قائمة والصراع البارد يشتعل بين الحين والأخر بتعليقات يخفف من حدتها اللقاءات الفاترة اثناء تكريم الفائزين البطولات العالمية وسط برقيات تهاني وصمت من الجهة المنوط بها التدخل للفصل وإعادة تصحيح المسار للتسهيل على أبطال اللعبة العالمية.

الحل البسيط هو التنسيق بين الأندية واللاعبين والإتحاد من جهة ومراعاة الأجندة الدولية فى تحديد موعد البطولات المحلية وتعديل اللوائح بما يلائم ويناسب الجميع من الناحية الفنية والنفسية والبدنية ، طلب بسيط واجرائى ينتظره عشرات اللاعبين والأبطال من أجل المصلحة العامة .