تقرير.. سوبر كلاسيكو الأرجنتين.. الأساطير الكوميدية تنتهي بدراما حقيقية

على مدار أسابيع، ومنذ الإعلان عن مواجهة فريقي بوكا جونيورز وريفر بليت الأرجنتينيين في نهائي كوبا ليبرتادوراس "كأس أمريكا الجنوبية للأندية الأبطال" انتشرت العديد من الأساطير غير الحقيقية حول المواجهة المثيرة.

وتأهل قطبا بوينس آيرس إلى نهائي كوبا ليبرتادوراس، وكان مقررًا أن تقام مواجهة الذهاب في العاشرة مساء اليوم السبت في ستاد "لا بومبونيرا" الخاص بفريق بوكا جونيورز، على أن تقام مواجهة الإياب في الرابع والشعرين من نوفمبر الجاري في ستاد "مونيمينتال" الخاص بفريق ريفر بليت.

وتداول العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العديد من المعلومات غير الصحيحة، استنادًا إلى شراسة المنافسة بين قطبي بوينس آيرس، والتاريخ الغني بالمواقف المثيرة لمواجهاتهما في البطولات المختلفة.

أبرز الأساطير التي تداولها بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في رفض 88 حكمًا إدارة المواجهة، رغم أهميتها وقيمتها الكبيرة في الكرة اللاتينية، وهو ما يمثل دافعًا كبيرًا للعديد من الحكام في أمريكا الجنوبية للرغبة في إدارة المواجهة.

كما تم تداول أسطورة أخرى ليس له مكان على أرض الواقع، تقول أن صحفيًا طالب بإقامة مواجهتي نهائي كوبا ليبرتادوراس بدون جمهور نظرًا للخصومة الكبيرة بين جماهير الفريقين، وتم اختطافه وقتله عقب المؤتمر الصحفي الذي طالب فيه بذلك.

ودفعت تلك المعلومات المبالغ فيها حول الـ "سوبر كلاسيكو" العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تناول معلومات "كوميدية" حول اللقاء، مستخدمين أساطير الأفلام السينمائية وبعض الشخصيات الكارتونية الشهيرة، للتهويل من المواجهة بطريقة ساخرة.

لكن رغم تلك الأساطير، تبقى مواجهة بوكا جونيورز وريفر برليت بالفعل واحدة من أشرس مواجهات الديربي في عالم كرة القدم، ولا تخلو في كثير من الأحيان من دراما حقيقية، تزيد من اشتعال المواجهة التي لديها ما يكفي من الأسباب التاريخية التي تجعلها استثنائية.

وتكفي العودة إلى آخر مواجهات الفريقين في كوبا ليبرتادوراس لإدراك قيمة "دراما السوبر كلاسيكو"، حيث التقيا في دور الستة عشر قبل عامين فقط، وانتهت مواجهتهما بالشكل الذي كان يخشاه الجميع، حيث تقرر إلغاء مباراة الإياب قبل بداية شوطها الثاني.

وفاز ريفر بليت ذهابًا بهدف نظيف في السابع من مايو 2015، على ملعبه "مونيمينتال"، قبل أن يستضيف ملعب "بومبونيرا" الخاص بفريق بوكا جونيورز مواجهة الإياب بعد أسبوع واحد، وهي المواجهة التي انتهى شوطها الأول بدون أهداف، لتزداد منافستها اشتعالًا.

وعند دخول لاعبي ريفر بليت إلى أرض الملعب قبل شوط المباراة الثاني، قامت بعض جماهير بوكا جونيورز بمهاجمتهم برش "ماء الفلفل الحار" على وجوههم، والتقطت الكاميرات بعض لاعبي الفريق الأرجنتيني يمسكون بوجوههم، وحاول زملاؤهم رش المياة على وجوههم.

قرر الحكم الأرجنتيني داريو هيريرا إلغاء المواجهة، وأجرى اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول" تحقيقًا حول الواقعة، قبل أن يتخذ قرارًا بإقصاء بوكا جونيورز من البطولة بعد إدانة مشجعيه، وتأهل ريفر بليت مباشرة إلى الدور ربع النهائي.

وتعود منافسات الفريقين إلى 105 أعوام، لعبا خلالها 246 مرة، وتشير الإحصائيات التاريخية إلى التقارب الشديد بينهما، حيث فاز بوكا جونيورز 88 مرة في مختلف المسابقات، بينما فاز ريفر بليت 81 مرة، وسجل الأول 322 هدفًا، بينما سجل ريفر بليت 298 هدفًا.

وشهدت مواجهة الفريقين في الثالث والعشرين من يونيو عام 1968 الكارثة الأسوأ في تاريخ الكرة الأرجنتينية، حيث توفي 71 مشجعًا بسبب تدافع حدث في ملعب "مونيمينتال" الخاص بفريق ريفر بليت، وكان معظمهم من المراهقين، حيث بلغ متوسط عمر الضحايا 19 عامًا.

وقبل أيام من انطلاق المواجهة، هزت واقعة مدينة أبوستليس بمحافظة ميسيونيس الأرجنتينية، بعدما انتهى جدال عصيب بين اثنين من مشجعي الفريقين حول أفضلية أحدهما على الآخر باحتراق منزل كانا يقيمان فيه سويًا.

وذكرت صحيفة "إل تيريتوريو" الأرجنتينية، أن مشادة نشبت بين الصديقين أرتورو وأسكار في مدينة أبوستليس بمحافظة ميسيونيس الأرجنتينية، بسبب السوبر كلاسيكو المنتظر، وانتهت بصورة درامية، حيث دخلا في نقاش حاد تطور إلى مشادة، قبل أن يشعل أوسكار النار في المنزل، وفتحت الشرطة بمدينة أبوستليس تحقيقًا حول الحادث.

وتدخل القدر ليكمل الأجواء الدرامية للمواجهة، بعدما أغرقت الأمطار ملعب "بومبونيرا" اليوم، وانتظر متابعو اللقاء قرارات اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم حتى ساعتين فقط قبل الموعد الرسمي للمواجهة، ليقرر "كونمبيول" في النهاية تأجيلها إلى التاسعة مساء الغد، وسط حسرة المشجعين الذين استعدوا للقاء المرتقب.