عفوا.. لا يوجد مباريات اليوم

جميع المباريات

إعلان

هادي المدني يكتب.. اتحاد "ندعم الاستثمار" لكرة القدم

هادي المدني

هادي المدني

"الجميع يعلم أن الدولة تدعم الاستثمار، ونحن أيضا ندعم الاستثمار"، ستظل تلك الجملة التي قالها عصام عبد الفتاح عضو الاتحاد المصري لكرة القدم، هي الأهم والأبرز في موسم 2018-2019 والتي لا يجب أن نتجاوزها دون فحص وتحليل شديدين في محاولة لاستيعاب ما يترتب عليها من نتائج.

دعونا نضع مجموعة من الثوابت – على الأخص بالنسبة لي ولرأيي الشخصي – قبل أن نسهب في الحديث عن "اتحاد دعم الاستثمار لكرة القدم” الكائن في شارع الجبلاية بجزيرة الزمالك وسط نيل القاهرة الخالد.

- نادي بيراميدز يمارس ضغوط على اتحاد الكرة بأساليب قوته مثل الأهلي والزمالك ويحاول أو يحقق الاستفادة بأي شكل.

- نادي بيراميدز لم يظلم أو يُظلم في بطولة الدوري الممتاز على مستوى التحكيم والأخطاء التي استفاد منها وتضرر بسببها في إطار النسب المعقولة والممكن تقبلها.

- طاقم التحكيم التونسي أدار مباراة المقاولون العرب بنزاهة ولم يكن أفضل أو أسوأ من التحكيم المصري.

أما عن اتحاد دعم الاستثمار لكرة القدم الذي أسسه عصام عبد الفتاح في اتحاد كرة القدم المصري، فبمجرد أن سمعت الجملة منه تخيلت مثلًا الاتحاد الإنجليزي يحضر حكمًا من جواتيمالا لإدارة مباراة مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي لأنه اشتكى من اضطهاده والظلم التحكيمي الذي يتعرض له.

أتخيل الاتحاد الفرنسي يستجيب لضغوط إدارة باريس سان جيرمان ويوافق على قيد لاعب اجنبي جديد معتبرًا أنه لاعب حر بالرغم من أنه قبل ساعات كان ضمن قائمة أحد الأندية الأخرى، وذلك خوفا من هروب الاستثمارات القطرية الضخمة في الكرة الفرنسية.

الحقيقة أنني تخيلت كل هذا من باب السخرية كما كان إسماعيل يس يتخيل في أفلامه أنه بطل مغوار، ثم يستيقظ يجد نفسه ملقى على الأرض مصطدما بالواقع الذي يقول "نحن ندعم الاستثمار".

دعونا نعود للخلف ونتذكر المسمى القديم لنادي بيراميدز وهو الأسيوطي – ولو أن هذا الأمر سيُغضب حسام البدري قليلًا – ونجد المستثمر الأجنبي محمود الأسيوطي – لأنه يحمل الجنسية النمساوية وعلم النمسا كان يرفرف فوق ملعب ناديه – يطلب حكام من أوروبا لإدارة مباريات الأسيوطي.

هل يمكن أن يقبل عصام عبد الفتاح بتسريب مشاعر الغضب والإحباط إلى نفس المستثمر النمساوي محمود الأسيوطي؟ أيقبل رئيس لجنة الحكام أن يتراجع حجم الاقبال من رجال الاعمال في النمسا على الاستثمار في كرة القدم المصرية؟ هل نقبل برحيل مؤسس نادي الأسيوطي عن مصر وسحب استثماراته منها؟

الحقيقة أنني في إطار خيالي أيضا أجبت بدلًا من عصام عبد الفتاح، وقلت نعم سيرحل محمود الأسيوطي وسيتمسك كابتن عصام بوطنيته والحكام المصريين لأن الدوري الممتاز مصري وسيظل مصريًا يديره حكام من مصر، بالضبط مثل نهائي كأس مصر الأخير.

الغريب في الأمر أن عصام عبد الفتاح من الأساس لم يرض نادي بيراميدز الذي كان يبحث عن حكام أجانب والسائد عندما نقول كلمة أجانب اننا نعني حكام من أوروبا، واتوقع من خلال قراءتي للمشهد أن بيراميدز لو كان قد حقق نتيجة غير الفوز لهاجم عبد الفتاح ولجنته واتحاده، وأصبح سكان الجبلاية بين شقي الرحى أغضبوا المقاولون ولم يدعموا الاستثمار.

ربما يكون أيضا أحد أساليب دعم الاستثمار هو مضاعفة العقوبة الموقعة على علاء نبيل المدير الفني للمقاولون العرب بالإيقاف مباراتين بدلًا من واحدة، وغرامة 20 ألف جنيه بدلًا من 10 ألاف، وربما يرجع السبب إلى "وجود أشخاص قادرين على تربيته"، ودعم الاستثمار أيضا.

أنا دائما أناقش نفسي في أمر هام: لماذا تتبدل كلمات الرجال؟ لماذا لا يتمسك أحدهم بكلمته؟ لماذا ترتفع قيمة اللقب على مقام الاسم في عقل حامله؟ لماذا لا يستقيل عصام عبد الفتاح ويمتسك بمبادئه؟ ولماذا تتبدل المبادئ من أجل دعم الاستثمار؟

اتحاد الكرة يجب أن يدرك أن الاستثمار في كرة القدم ليس بضعة دجاجات تتغذي على لقيمات، وتسهر بجوارها لتكبر وتبيض لنا بطولات، فإما أن تكون بالفعل تمتلك البيئة السليمة للاستثمار في كرة القدم فيأتي إليك من يأتي ويرحل من يرحل، أو لا شيء على الإطلاق.

لو لم يجد الخوف قلوبًا ليسكنها لمات..

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن