جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: في خسارة مصر.. هل تكون "نكسة" يوليو أخر أزمات الكرة المصرية؟

مصر

منتخب مصر

المصور: محمود بكار

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

لا أجد وصفا أدق من أنها نكسة.. ليست أزمة أن تخرج مهزوما في بطولة وأن تخرج من أي دور ولكن الأزمة أنك أوجدت لنفسك مبررا تلو الأخر حتي إنتهي بك الأمر إلي نكسة يوليو.

فنيا لم يكن هناك جديد.. الكثيرين قدموا الحلول، حتى من كان لا يري ولكنه يمتلك البصيرة أكد علي أن هناك عوار في قائمة المنتخب وأن العوار أكثر وضوحا في التشكيل الأساسي ولكن من كان به صمم لم يستمع وأصر علي موقفه وقال (مش شايفينكم).

عندما تحسن الأداء علي مستوى التمركز لعشر دقائق حاول اجيري صنع شكل مميز ولكن المدير الفني ليس موجودا لإختيار شكل مميز فقط ولكنه لإدارة المباراة ككل.

عشر دقائق فيها تموضع طارق حامد بين علاء وحجازي.. تراجع فيها السعيد للخلف لصناعة الهجوم مع الغائب الغائب (النني).. تحول صلاح لجناح خطوط بدل لعبه كجناح أقرب لمهاجم ثاني.. اشياء جعلت مصر قريبة من شكل افضل ولكن في المقابل كان هناك مديرا فنيا إسمه ستيوارت باكستر.

باكستر وجد أن مصر في دور المجموعات غير قادرة علي التمركز، فتمركز بشكل جيد إنتظارا لخطأ التمرير.. في العشر دقائق الأولى كان الأمر سىء له وبالتالي إتخذ قرار بأن يضغط بشكل عالي جدا حتى تصل الكرة للشناوي ومن ثم تعود الكرة لجنوب أفريقيا من خلال الكرات الطويلة.

محاولات المحمدي للتوغل من العمق في ظل بقاء صلاح على الخطوط كانت جيدة علي مستوي تطوير الهجمة لكن الأزمة بقيت في قلب منطقة الجزاء لإنك تلعب بمروان محسن وليت الأمر إقتصر علي ذلك.

النني يتحرك لأجل خلق زيادة هجومية في قلب منطقة الجزاء.. الأمر مثير للضحك أليس كذلك؟
 
النني الذي لا يجيد أداء أدوار مركزه بات مطالبا بالتقدم لخلق زيادة هجومية وكأن الهدف سيأتي فقط من خلال تواجد لاعبين لا يمتلكون الثقة بأنفسهم وفي أسوأ مراحلهم الفنية علي الإطلاق وسيسجلون.

لاعبو جنوب أفريقيا تناقلوا الكرات بسهولة وتحركوا بسرعة أكبر، إنتشروا حول طارق حامد كما الأشباح فلم تعد تعرف الجناح من لاعب الوسط من الجناح المعاكس من ظهير الجنب كل ذلك في سهولة شديدة.. حامد بذل جهدا ثلاثيا لحماية منطقة الوسط مع غياب السعيد والنني.

إنتحار أجيري في الشوط الثاني بدأ مع التغيير المبكر دون تغير أسلوب اللعب.. احمد علي بدلا من مروان كان مقبول ولكن ما هي الفائدة من دخول وردة بدلا من عبدالله السعيد؟ ما هي الحلول التي يمكن تقديمها وردة للمنتخب؟ إذا سألت أي سؤال يتعلق بتطوير الشق الهجومي خاص بوردة أو بتريزيجيه لن تجد إلا محاولة مراوغة ظهير الجنب المنافس فقط.

منذ زمن بعيد أجد أن الإحتراف في دول مثل تركيا وبلجيكا واليونان وسويسرا إن لم يكن خطوة تقضي بها موسمين أو ثلاثة علي أقصي تقدير ثم الإنتقال لدول أخري فأنت مثال لمن قام بالرقص علي السلم فلم يراه أحد ولم يسمع عنه أحد.. مثلك مثل المئات من اللاعبين الذين يميزهم فقط الإلتزام لكن دون مستوي فني عال.

أجيري قرر أن ينهي المباراة بنفسه قبل عشر دقائق من النهاية.. وليد سليمان بدلا من النني!.. لوهلة تخيلت أن تريزيجيه سيلعب مع سليمان في العمق أمام طارق حامد وسيتكفل وردة بالجانب الأيسر.. فمن المستحيل أن يكون وردة إرتكاز علي الأقل لعب تريزيجيه في هذا المركز سابقا مع الأهلي ولكن لا وردة لعب في العمق ولا تريزيجيه ولا سليمان.. أظن أن أجيري كان علي موعد بعد المباراة  فخشي علي نفسه من الوقت الإضافي.

لا يمكن أن تقرر المغامرة باللعب بإرتكاز وحيد بذل مجهودا غير طبيعي علي مدار المباريات السابقة في ظل منافس يتحرك لاعبوه بسرعة ورشاق وتفاهم قبل عشر دقائق فقط من نهاية المباراة.. امامك وقت إضافي تستطيع فيه المغامرة ولكن ما حدث بالأمس كان تمهيدا لكتابة كلمة الخروج من البطولة.

نكسة يوليو لن تكون أخر أزمات الكرة المصرية.. فالأمر غير متعلق بإستقالة إتحاد الكرة أو ان بعضهم تراجع عن إستقالتهم في أمر معتاد منهم حيث يرون دوما أن المكسب لهم وأن الهزيمة لغيرهم دون أن يتذكروا أنهم فشلوا في إقامة دوري قوي ولا منتخب قوي وحتى على مستوى القطاعات الأقل تجد تخبطا ونتائج سلبية دون بارقة أمل.

لا تظن أن البيئة واللوائح الحالية التي تساوي بين الأهلي والزمالك ومركز شباب (س ) كصوت في الجمعية العمومية ستفرز شخصا يهدف للصالح العام ولكنها ستؤمن له مقعدا داخل أسوار الجبلاية لمدة 8 اعوام.

ذلك المقعد الذي سيجعله ضيفا علي القنوات كمحلل أو مقدم برنامج وفي بعض الأحيان يقوم بالدورين معا ولم يكتفوا بالإذاعة والفضائيات بل ومؤخرا إقتحموا الفضاء الإلكتروني وكأن الأمر ينقصهم.. حتي تصبح محاطا بهم في كل الإتجاهات.

وإن لم يكونوا علي قدر الموهبة فستجدهم مسؤولين عن لجان وغير قادرين علي تطويرها مثل لجنة الحكام يحددون تسعيرة للحكم العربي وأخري للأوربي.. وكأن الأمر أشبه بسوق الإستيراد والتصدير.

بعضهم سيكتفي بأداء أدوار داخل لجان (الكاف) وسينعمون بالبدلات الخاصة بتلك اللجان دون أن يكون لهم صوت.. ما هذا الذي أقوله ؟ دون أن نسمع نحن عن أنهم موجودين بالأساس داخل لجان الكاف.

لا تظن أن من هم خارج أسوار الجبلاية وعلى قدر الإستعداد للدخول في معركة الإنتخابات القادمة أكثر كفاءة ممن هم موجودين ستجد برامج تفتح لهم وتستضيفهم ..ستجد أصواتا صرخت بالأمس ستستضيف أناس فشلوا في أن يقدموا شيئا في كادرهم الإداري والفني  وكل مؤهلاتهم أنهم كانوا نجوما سابقين ويريدون أخذ الفرصة و(الشو) مثل غيرهم.

لن يستطيعوا إقامة لائحة تحاسب جميع من في المنظومة بعدل لإنهم يطمحون في تلطيخ الجميع وحتي يصبح الجميع مدان وتصبح ( جلسات العرب) هي المخرج من الأزمة.

لن تجدهم يقومون بعمل نص يمنع تبديل المدربين والذين يأتون من تلاعب وكلائهم بالأندية ومعهم يستمر لاعبين (بالأمر) حتي سن الخامسة والثلاثين والثامنة والثلاثين يتنقلون بين أندية وأخرى.. يقدمون نصف ساعة في المباراة وكأنهم ذاهبون لإيجار ملعب خماسي لا منافسة محلية قوية.

ستجد لاعبين لا يفرق بينهم سواء شكل (الشعر والذقن) يتنافسون علي زيادة عقودهم السنوية بمليون وإثنين ليصبح صافي عقدهم في العام 8 و 10 مليون جنيه في السنة دون أن يكونوا قادرين علي رفع (أوفر) أو إستخلاص كرة بدون (خطأ) أو التسجيل بمهارة.

أخيرا.. يمكنكم رؤية هذا المقال بنفس الأسباب والأحداث في النكسة القادمة.

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك، وعبر تويتر

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن