جميع المباريات

إعلان

مرافق النسور.. عمر طارق.. أهداه أوبي ميكيل ميداليته.. وكرمته نيجيريا بأسبوع في بلادها

عمر طارق

عمر طارق

"أحببتكم كثيرًا لقد كان تواجدي معكم من أفضل التجارب في حياتي وجدتكم متواضعين وودودين.. شكرًا للوقت الذي أمضيته بينكم وللفرصة التي منحتوني إياها سأظل أتذكر دائمًا هذه الأيام".. بهذه الكلمات كان يعبر عمر طارق عن امتنانه لمنتخب نيجيريا خلال كلمته لبعثة النسور في مرانهم الأخير في ملعب إيروسبورت ليلة مباراتهم أمام تونس لتحديد صاحب المركز الثالث بكأس أمم أفريقيا.

علاقة عمر طارق بمنتخب نيجيريا بدأت بالتحديد في أبريل الماضي عند قدوم مديرهم الفني والإداري ضمن وفدهم للقاهرة لحضور قرعة كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر.

فعمر ـ صاحب الـ 29 عامًا ـ كان قد تقدم للعمل متطوعًا في تنظيم بطولة كأس الأمم التي تستضيفها بلاده:"أفضل شيء أفادني في حياتي هو العمل التطوعي".

درس عمر التسويق في أحد الجامعات الخاصة ثم أصبح يمتلك شركة تسويق خاصة بالإعلانات واللاعبين كما شارك في تنظيم بعض الأحداث الرياضية الهامة مثل مباراة الأهلي والوداد والأهلي أمام النجم الساحلي والبطولة العربية؛ حيث تعرف على عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري الذي رشحه للتواجد في مباراة أوغندا التي تأهلت مصر بعدها لكأس العالم بخلاف عمله لتسويق اللاعبين في مجال الإعلانات وغيرها من النشاطات المرتبطة بالرياضة.

كل ذلك دفع عمر للتواجد في الحدث الأبرز في بلده رياضيًا، كأس أمم أفريقيا:"قابلت محمد فضل وخضعت لـ 4 لقاءات تم اختباري خلالهم من حيث اللغة والتعامل والمعرفة وأشياء كثيرة حتى انضممت لفريق المتطوعين في البطولة ولم أفكر أنني لدي شركة فلماذا لا أحاول خدمتها في مثل هذا الحدث بقدر رغبتي في المشاركة أحب العمل التطوعي كثيرًا".

فأسندت اللجنة المنظمة له دورًا في حفل القرعة ـ الذي أُقيم في منطقة الأهرامات ـ وهو مرافقة الوفد النيجيري الذي أُعجب خلال الساعات التي أُقيمت خلالها القرعة بذلك الشاب المثقف رياضيًا الذي يساعدهم فتبادل الإداري مع عمر الأرقام.

عمر واصل عمله ضمن كتيبة المتطوعين لتنظيم البطولة قبل أن يتواصل معه إداري منتخب نيجيريا ويخبره أنهم قرروا تنظيم معسكرهم الاستعدادي للبطولة في مصر وبالتحديد في مدينة الإسماعيلية ويحتاج لمساعدته.

ومن هنا زادت الأحاديث بين عمر ومسؤولي منتخب نيجيريا:"في هذه الفترة تكونت صداقة بيننا وأخذت أساعدهم في تنظيم أمور معسكرهم في الإسماعيلية وأُعجبوا بنشاطي ومساعدتي لهم فطلبوا حين وصولوهم مصر أن أكون معهم رسميًا وهو الأمر الذي وافقت عليه".

مسؤولو منتخب نيجيريا تحدثوا مع اللجنة المنظمة ليكون عمر مرافقهم في معسكر الإسماعيلة الاستعدادي ومشوارهم في البطولة وهو ما تم.

عمر بدأ عمله سريعًا بتوفير لهم الخطوط الهاتفية فور وصولهم للإسماعيلية وغيرها من متطلباتهم في المعسكر هو ومساعد له:"استعنت بأحد العاملين في أحد شركات تقديم خدمة الاتصال لتوفير أكثر من 40 خط".

ولا ينسى أول مران مع نيجيريا حين قدمه الجهاز الفني للاعبين الذين قابلوا الأمر بالتصفيق والمساندة:"في البداية طلب مني وليام تروست خدمة وبعدما نفذتها له فاجئني بمنحه القميص الخاص به أعجبني الموقف كثيرًا وكذلك الهدية وتفاجئت بمنح إداري الفريق لي الزي الكامل للتدرب والخروج الذي حصل عليه اللاعبين جعلوني أشعر فعليًا أنني جزء منهم".

عمر تفاجأ بتعاملهم معه ولكنه لم ينبهر في تعامله مع نجوم منتخب نيجيريا:"لدي أصدقاء كثيرين من اللاعبين المشهورين مثل محمد النني، محمود حسن تريزيجيه، هشام محمد، أيمن أشرف، مروان محسن وغيرهم فكنت أتعامل بصورة عادية".

جلس عمر على مقاعد البدلاء في الودية التي خاضها منتخب نيجيريا أمام السنغال في معسكر الإسماعيلية ولكنه في البطولة كان يحضر معهم لملعب المباراة ولكن يجلس في المدرجات.

انتهت المهمة الأولى لعمر في معسكر الإسماعيلية وبدأت الخطوة الثانية وهي السفر إلى الإسكندرية قبل أيام من بدء البطولة:"كنت متشوق لأول صافرة في البطولة أريد أن أرى ما كانوا يفعلوه في التدريبات أمامي ليظهروا به في البطولة كنت سعيد جداً لتواجدي معهم".

الأوقات في معسكر الإسكندرية كسابقه في الإسماعيلية لا يغلب عليها المران طوال الوقت فكونّ عمر صداقات مع بعض اللاعبين:"كنا نجلس سويًا في الفندق أتذكر مرة تحدثنا عبر خاصية فيديو كول أنا وأيوبي ومحمد النني.. الأوقات كانت رائعة وسطهم عند تناول وجبة  الإفطار صباحًا مصافحة اللاعبين لبعضهم البعض جميعًا والمران والأحاديث ليلاً كانوا ودودون للغاية".

وكذلك لا ينسى صديقه جون أوبي ميكيل الذي كان من أول المرحبين به في معسكر النسور بالإسماعيلية:"كان يأتي من الوقت والأخر مازحًا يسألني إذا كان هناك لاعبًا ضايقني أو شيئًا ما يُزعجني".

فعمر عاش كفردًا منهم؛ حيث شهد أزمة المستحقات المالية ـ التي أعتقد البعض أنها ستعيد لاعبي نيجيريا لبلادهم قبل مباراتهم الأولى في البطولة ـ :"لم أشك في بقائهم فكانوا يريدون عمل شيء لبلادهم هم يحبون بعضهم كثيرًا وبلادهم أيضًا ولكنهم كانوا يشعرون بالضيق لعدم تنفيذ وعدَا لهم.. أتذكر حين أجلسني مسؤول البعثة بجواره وهو يتحدث لمسؤولي بلاده لحل الأزمة كانوا يقدرونني وكانت هذه الأمور تسعدني وتدفعني لمساعدتهم بكل طاقتي".

النسور تستهل مشوارها بفوز أمام بوروندي ثم غينيا:"كنت في غاية السعادة فكنت أعيش معهم الحلم بالمعسكر وكانوا يتحدثون عن أهمية كل مباراة بمفردها وتركيزهم بها لذا شعرت بحزن كبير بعد الهزيمة المفاجئة أمام مدغشقر ولكنني كنت أشجعهم أن لازال الطريق أمامهم وهم كانوا يؤمنون بذلك أيضًا".

صعد منتخب نيجيريا لدور الـ 16 وكذلك منتخب مصر الذي كان يتابع عمر أخباره حتى ولو يستطع مشاهدة مبارياته لظروف عمله في معسكر النسور.

الاحتفالات تسود معسكر النسور بالفوز على نظيرهم الكاميرون بدور الـ 16 ولكن ليست الفرحة مماثلة عند عمر:"كنت حزين لهزيمة مصر أمام جنوب أفريقيا.. أتذكر رسالة إداري الفريق لي لمواساتي لخروج مصر وموقف اللاعبين معي".

عمر كان يتمنى مواجهة مصر وهو بصفوف نيجيريا:"تمنيت ذلك كنت أريد مواجهة فريق بلدي وكذلك أصدقائي بالفريق كنت متطلع لهذا الأمر كثيرًا ولكن للأسف خرجنا من دور الـ 16".

ولكن هذا لم يؤثر كثيرًا على عمر الذي كان يواصل عمله في معسكر النسور استعدادًا لمباراتهم أمام جنوب أفريقيا بدور الـ 8:"سافرنا إلى القاهرة قبل الفريق بـ 6 ساعات لتجهيز مقر إقامتنا والتدريب.. والحمدلله فزنا وكان إحساس رائع الحلم يقترب تأهلنا لدور نصف النهائي الكل كان سعيد".

ولم تستمر سعادتهم؛ حيث هُزموا بهدف قاتل أمام الجزائر في نصف النهائي:"لم نكن نستحق الهزيمة ولكن هذا ماحدث.. حزنت كثيرًا فقد كنت أعيش الحلم معهم وجلست في أحد جنبات غرفة الملابس بالملعب صامتًا ولكنهم كانوا يجلسون معي ويخبرونني أننا لم نمت بعد ولدينا فرصة في مباراة تونس للحصول على المركز الثالث".

وفي المران الأخير قبل المباراة طلب عمر التقاط صورة تذكارية مع الفريق، :"المدير الإداري طالب اللاعبين بالحضور وأخبرهم هذه صورة لأجل عمر.. قبل أن أطلب أن أقول كلمة شكر لهم لما فعلوه معي".

"استعدوا جيدًا للمباراة كنا نعلم أننا سنفوز أمام تونس".. عمر يتحدث عن استعدادات النسور لمباراة تحديد المركز الثالث.

وبالفعل فاز منتخب نيجيريا بهدف نظيف ليصعدوا على منصة التتويج بالميداليات:"كانوا يطلبون مني الصعود معهم للحصول على ميدالية كوني أحد أعضاء الفريق ولكنني كان دوري تنظيمي فلم أصعد إيجالو وأحمد موسى تقدما اللاعبين وكانوا يريدون صعدوني ولكنني لم أفعل ففوجئت بجون أوبي ميكيل بعدما التقط صورة له بالميدالية البرونزية ينزعها عنه ويمنحها لي".

"أبقيها معك ثم أعيديها لي".. هكذا تحدث أوبي ميكيل مع عمر الذي التقط صورة مع الميدالية قبل أن يُعيدها له سريعًا خلال عودتهم بالحافلة للفندق:"ماحدث كبير بالنسبة لي لم أتوقع ذلك.

ولكن محاولات شكر بعثة النسور لعمر لم تتوقف عند ذلك فطالبوه بالسفر معهم لبلادهم وقضاء أسبوعًا هناك؛ حيث تكريم الفريق:"سعيد جدًا ولا أجد الكلمات التي توصف شعوري وممتن لهذه التجربة كثيرًا".

 

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن