غانا في بحر الشك.. ثغرة وأزمة واعتراف يمنحون الفراعنة "روشتة الانتصار" (تحليل)
غانا
كتب: مصطفى جمال
سقطت "النجوم السوداء" الغانية في بحر الشك بعدما وقعوا كفريسة لـ "قروش" كاب فيردي، في افتتاح مشوارهم بكأس أمم أفريقيا، لتصبح مواجهة منتخب مصر مصيرية بالنسبة لهم، ليس للمنافسة على الصدارة كما كان متوقعًا قبل البطولة، بل للحفاظ على آمالهم في التأهل، وعدم تكرار كارثة النسخة الماضية.
كريس هويتون المدرب المخضرم للبلاك ستارز، كان على وشك الرحيل قبل نهاية عام 2023، بعد خسارة مباراتين وديتين ضد الولايات المتحدة والمكسيك خلال التوقف الدولي في شهر أكتوبر، وتعرض للهجوم من جانب أحد المشجعين في فندق الإقامة عقب الخسارة من كاب فيردي، لكن نجحت قوات الأمن الإيفوارية في إنقاذه.
يبدو أن الأمور داخل المعسكر الغاني سيئة خلال الفترة الماضية، عكس الاستقرار الذي كان يعيشه روي فيتوريا مدرب الفراعنة، قبل التعادل المفاجئ أمام موزمبيق، لذلك قد تقع الضغوط بصورة أكبر على عاتق المدرب الإيرلندي السابق لنادي برايتون.
قدم منتخب غانا أداءً هزيلًا على الصعيد الدفاعي ضد كاب فيردي، في سيناريو مكرر لما حدث له في لقاء جزر القمر بتصفيات كأس العالم، والذي خسره بهدف نظيف، وكذلك مواجهة مدغشقر رغم الانتصار بهدف قاتل في الثواني الأخيرة.
اعتمد كريس على طريقة 4-2-3-1 في مواجهة كاب فيردي، ودفع بمجيد أشيميرو كارتكاز مساند، بجوار إدريسو بابا لاعب الوسط المدافع الأبرز في قائمة غانا، بعد غياب توماس بارتي، الذي يمثل ضربة قوية في عمق ملعب النجوم السوداء.
ثغرة الجبهة اليمنى صداع في غانا.. ومرموش ورقة رابحة للفراعنة
يعاني منتخب غانا من 3 نقاط ضعف، قد تمثل الفرصة لمنتخب مصر من أجل حصد الثلاث نقاط، وتعويض ما حدث في مواجهة موزمبيق.
ويأتي على رأس أزمات غانا المساحات خلف الأظهرة، خاصة الجبهة اليمنى، حيث عانى الظهير الأيمن دينيس أودوي في مواجهة كاب فيردي، مع تواضع مستواه وغياب المساندة سواء من الجناح أو خط الوسط، وكذلك الجبهة اليسرى رغم أداء جيديون مينساه الجيد هجوميَا لكنه لا يمتلك نفس القوة على الصعيد الدفاعي.
ويظهر في الهدف الأول لكاب فيردي تمركز أودوي الخاطئ منذ بداية الهجمة، وسهولة اللعب في المساحات خلفه، أو وضعه في موقف 1 على 1 والذي لن يحسن التصرف فيه.
ومع تحرك ظهير غانا الأيمن بشكل متأخر أحيانًا وغياب المساندة الدفاعية له، سيظهر دور لاعب الوسط الأيسر في مصر، والذي كان حمدي فتحي خلال المواجهة الماضية، وشارك إمام عاشور في هذا المركز خلال الدقائق الأخيرة، لذلك يجب استغلال تلك المساحة والانقضاض عليها، لصناعة أو تسجيل هدف.
وربما قد يمثل عمر مرموش حلًا جيدًا للفراعنة في مواجهة الغد، نظرًا لتميزه في الدخول لمنطقة الجزاء كمهاجم ثاني، وهو ما قد يتسبب في ارتباك دفاع غانا، واستغلال تلك المساحة سواء في استقبال الكرات العرضية، أو الدخول لها والتسديد على المرمى، وتلك النقاط قد يتفوق فيها مرموش على تريزيجيه.
حاول كريس هوتون حل هذه الأزمة من خلال تحرك المدافع أليكساندر دجيكو في تلك المساحة للتغطية، وقدم اللاعب أداءً مميزًا للغاية، جعله يحصد جائزة رجل المباراة، رغم خسارة منتخب بلاده، لكنه سجل الهدف الوحيد، وكان المدافع الوحيد الذي حاول إنقاذ البلاك ستارز من الهزيمة.
باعتراف نجم غانا.. تباعد الخطوط سر السقوط ضد كاب فيردي
وفي المقابل تظهر نقطة الضعف الثانية في قلب خط الوسط، حيث يحاول الدفاع الغاني التقدم أحيانًا بسبب المساحات الكبيرة التي يتركها ثنائي خط الوسط خلفهم، وهذا ما يتضح في الخريطة الحرارية لتمركز اللاعبين في اللقاء.
أداء ثنائي الوسط مجيد أشيميرو وإدريسو بابا لم يكن جيدًا في مواجهة كاب فيردي، ونال الأخير قسطًا كبيرًا من الانتقادات، حيث لم ينجح مجيد في عمل أي تمريرة تقدمية للأمام ( أي تقطع مسافة 10 ياردة للأمام أو تكون داخل منطقة جزاء الخصم ) بشكل صحيح طوال اللقاء، لذلك اختفت حلقة الوصل بين الوسط والهجوم خلال المباراة.
هذه المشكلة تحدث عنها دينيس أودوي في تصريحاته بعد المباراة قائلًا: "كانت الخطوط متباعدة للغاية، وكان بإمكان فريق كاب فيردي العثور بسهولة على لاعبيه بين الخطوط".
أزمة خط الوسط.. هجوم منتخب غانا في عزلة
أداء خط الوسط أوضح الأزمة الثالثة لغانا، وهي انعزال خط الهجوم بشكل كبير، وسط عدم امتلاكهم لمهاجم صريح مميز يستطيع خلق الخطورة المنتظرة، وغياب الانسجام بين اللاعبين وبعضهم البعض.
لعب أنطوان سيمنيو وإينياكي ويليامز في مركز المهاجم خلال أحداث اللقاء، ولمس الثنائي معًا الكرة 3 لمسات فقط داخل منطقة الجزاء، لم ينجح كريس هويتون في إيجاد الطريق لمساندة لاعبيه، خاصة مع غياب النجم الأبرز محمد قدوس.
عودة قدوس وتحركات سيمنيو أبرز نقاط قوة غانا
وفي المقابل على صعيد نقاط القوة، ستمثل عودة محمد قدوس إضافة منتظرة لخط هجوم منتخب غانا، خاصة مع تألقه هذا الموسم في وست هام، وقدرته على التقدم بالكرة واختراق دفاع الخصوم، واهتمامه باللعب الإيجابي على المرمى.
وكانت أبرز مصادر خطورة غانا ضد كاب فيردي عن طريق العرضيات، وذلك بفضل اقتحام رانسفورد يبواه لمنطقة الجزاء كمهاجم ثاني، حيث أهدر فرصتين في الشوط الأول، كما أهدر جوزيف بانتسيل فرصة خطيرة بنفس الشكل في الشوط الثاني.
تحركات سيمنيو خارج منطقة الجزاء أحيانًا صنعت الفارق، لكن افتقد منتخب غانا لوجود مهاجم آخر داخل منطقة الجزاء، وهذا ما قد يمنح الفرصة لـ إينياكي ويليامز للمشاركة في مواجهة منتخب مصر، لحل هذه الأزمة مع عودة قدوس.
وسيكون على الفراعنة الحذر من الزيادة الهجومية لمنتخب غانا خلال الكرات العرضية، والتي استقبل منها منتخب مصر هدفًا في لقاء موزمبيق، حيث سيحتاج أبناء روي فيتوريا لشراسة أكبر في الضغط على لاعبي غانا بالخط الأمامي، لمنع تكرار سيناريو أسوأ مما حدث أمام موزمبيق.
ويمتلك منتخب مصر فرصة لتقديم أداء هجومي أفضل ضد غانا، وذلك حال وجود تعديلات في التشكيل الأساسي خاصة بالجبهة اليسرى، وذلك رغم قوة البلاك ستارز فرديًا، وتفوقهم على موزمبيق، لكن ستكون المباراة مفتوحة، لأن التعادل لن يكون مرضيًا للطرفين.
فيديو قد يعجبك: