أصبحت زجاجة المياه، عامل حاسم في ركلات الترجيح بالعصر الحديث، حيث يستخدمها حراس المرمى، بكتابة الزوايا المفضلة لكل اللاعبين الذين سوف يسددون الركلات بواسطة محللي الأداء، ومراجعتها قبل كل ركلة، وهذا ما كان كلمة السر وراء تألق محمد أبوجبل حارس منتخب مصر في النسخة الماضية من كأس الأمم الأفريقية، قبل أن يتحول الأمر إلى لغز في النسخة الجارية، بعدما ودع المنتخب الوطني البطولة على يد الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح.
وفشل محمد أبوجبل في التصدي لأي ركلة، بعدما سدد لاعبو الكونغو الديمقراطية 9 ركلات، أهدروا ركلة وحيدة سددها ماسوكو فوق العارضة، وسط إصرار من الحارس المصري على الاتجاه للزاوية اليمنى في 8 ركلات، رغم تركيز لاعبي الكونغو على التسديد يسارًا أو في المنتصف.
وكان أبوجبل قد تصدى في النسخة الماضية لكأس أمم أفريقيا، لأربع ركلات ترجيحية ضد كوت ديفوار، الكاميرون والسنغال، كما تصدى لركلة جزاء في المباراة النهائية أمام ساديو ماني.
ونشر أحد الصحفيين الأفارقة، صورة زجاجة أبوجبل بعدما تركها في الملعب التي استعان بها أبوجبل في المباراة النهائية ضد السنغال، والتي كتب عليها أين يسدد كل لاعب في الزوايا المختلفة بالمرمى، ورغم خسارة الفراعنة لكن نال "جاباسكي" الإشادة، وتواجد في الزاوية الصحيحة بـ 4 ركلات من الخمسة، كما تصدى لركلة بونا سار ولكنها لم تكن كافية لحصد اللقب.
وكشف جيرارد مور محلل أداء الفراعنة السابق عن تفاصيل تلك الزجاجة في حديثه لصحيفة ليفربول إيكو، مشيرًا إلى أنه يتم وضع صورة صغيرة للشباك ويحدد فيها الأماكن التي يسدد فيها لاعب الخصم.
وفي النسخة الجارية، ظهر أبوجبل ممسكًا بالزجاجة أيضًا، ولكن وفقًا للصور التي ظهرت لها، تحتوي فقط على كلمة يسار أو يمين مع رقم كل لاعب، ولا نستطيع التحديد إذا كان المقصود بها الزاوية التي يسدد بها كل لاعب أو قدمه المفضلة، لأن الأمرين قد تحققا بالفعل.
ورغم ذلك لم يكن أبوجبل في المكان المناسب، لأن اللاعبين سددوا بالفعل وفقًا لما كتب في الزجاجة، سواء كان المقصود بها هو الزاوية أو القدم المفضلة، لينال قسط كبير من الانتقادات بعدما أهدر هو أيضًا ركلة الترجيح التي ساهمت في خروج الفراعنة من البطولة.
تناول البعض أن زجاجة أبوجبل ظهر بها تفاصيل قليلة، وقد يكون المجهود المبذول لتجهيزها ضعيفًا، ربما تكون المعلومات المتاحة حول ركلات لاعبي الكونغو الديمقراطية أقل من المنتخبات الثلاث بالنسخة الماضية ( كوت ديفوار، الكاميرون والسنغال )، بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب يتبعه بعض الحراس أيضًا.
وظهر ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد بهذه الزجاجة مرتين، أحدهما كانت ضد فياريال في نهائي الدوري الأوروبي، لكنه استقبل 11 ركلة صحيحة في مرماه، كما أهدر ركلته ليحرم فريقه من تحقيق اللقب، في سيناريو مشابه لما حدث مع أبوجبل.
وظهرت صورة لزجاجة ديفيد دي خيا في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بالموسم الماضي، والتي أوضحت وجود بعض الملاحظات التفصيلية، مثل مكان وارتفاع تسديدة كل لاعب، ورغم أنه لم يتصدى مجددًا، لكن هذه الورقة كانت أسلوبًا مشابهًا مع معلومات أكثر عما كان على زجاجة حارس الفراعنة.
ولا يعتبر دي خيا من الحراس المميزين في التصدي لركلات الجزاء، حيث تصدى فقط لـ 13 ركلة من أصل 73 ممكنة، لذلك حتى مع الزجاجة لم يكن موفقًا.
ويأتي تيم كرول على رأس الحراس المميزين باستخدام هذا الأسلوب، حيث قاد فريق نورويتش سيتي للتأهل إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2020، على حساب توتنهام بركلات الترجيح، بعدما تصدى لركلتين من لاعبي السبيرز.
واستخدم كرول زجاجة أظهرها بعد نهاية اللقاء للجماهير، كتب عليها اسم كل لاعب ورقمه والزاوية التي يسدد بها.