من أجيري إلى فيتوريا.. اتحاد الكرة والمدرب المحلي "دليلك لخداع الجماهير"
الاتحاد المصري لكرة القدم
كتب: مصطفى جمال
ما أشبه اليوم بالبارحة، تعيش الكرة المصرية سيناريو معاد بعد رحيل روي فيتوريا عن تدريب منتخب مصر، عقب وداع الفراعنة لمنافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023، بالهزيمة على يد الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح.
ورغم مرور أكثر من 4 سنوات، لكن الحل الثابت لدى اتحاد الكرة مازال موجودًا، إقالة المدرب الأجنبي وتعيين مدرب محلي، حتى مع اختلاف الأسماء على صعيد مسؤولي الاتحاد أو المدربين. لنعد بالزمن قليلًا للخلف، اتحاد الكرة كان يستعد لتجديد عقد المدير الفني هيكتور كوبر، بعدما قاد منتخب مصر لنهائيات كأس العالم 2018، ولكن بعد وداع المونديال بدون تحقيق أي فوز، من دور المجموعات، غير أعضاء الجبلاية رأيهم، وأطاحوا بالمدرب الأرجنتيني في يونيو عام 2018.
أجيري من البداية المبشرة للنهاية الكارثية
ووقع اختيار اتحاد الكرة على المكسيكي خافيير أجيري، لتولي منصب المدير الفني لمنتخب مصر، بداية من شهر أغسطس عام 2018، بعقد يمتد حتى نهاية منافسات كأس العالم 2022، براتب يصل إلى 108 آلاف يورو ( 120 ألف دولار )، والذي كان أعلى راتب لمدرب في كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد ذلك.
وكان عقد أجيري سيمنحه مكافأة كبيرة تصل إلى 500 ألف دولار، حال التأهل لنهائيات كأس العالم 2022.
وكانت بداية المدرب المخضرم مميزة في ذلك الوقت، حيث قاد الفراعنة لتحقيق 4 انتصارات متتالية في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، كان أبرزها على حساب المنتخب التونسي بنتيجة 3-2. وتميز منتخب مصر بأداء هجومي قوي في بداية فترة أجيري، ولكن انخفض مستوى الفراعنة في المواجهات الودية قبل أمم أفريقيا، وتلقى هزيمته الأولى على المنتخب النيجيري بهدف نظيف.
ونال أجيري انتقادات لاذعة بعد اختياراته المفاجأة في قائمة الفراعنة لكأس أمم أفريقيا 2019، باستبعاد عدة لاعبين رغم تألقهم، وكان منتخب مصر صاحب ثالث أكبر معدل أعمار في البطولة، بالتساوي مع المنتخب المغربي، بمتوسط 27.8 عامًا، وهذا ما ظهر على أداء الفراعنة البدني وانخفاض اللياقة في الشوط الثاني الذي لم يسجل فيه المنتخب الوطني أي هدف بالبطولة.
وظهر منتخب مصر بأداء كارثي في تلك النسخة، رغم عامل الأرض والحضور الجماهيري، وتصدر مجموعته بثلاث انتصارات لكنها كانت باهتة، ليتلقى الصدمة الأكبر بتوديع البطولة من دور الـ 16 بعد الخسارة أمام جنوب أفريقيا بهدف نظيف.
"المحلي" ورقة الإنقاذ لاتحاد الكرة.. والاختيار بـ "أسس عالمية"
لم تمض ساعات بعد الخروج الحزين للفراعنة، ليعلن اتحاد الكرة رحيل المدرب المكسيكي، بالإضافة إلى استقالة أعضاء الاتحاد من مناصبهم، في شهر يوليو 2019. وقامت اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة بعد ذلك، بتعيين حسام البدري مديرًا فنيًا لمنتخب مصر، في شهر سبتمبر 2019، وأكد عمرو الجنايني رئيس اللجنة في ذلك الوقت أن اختيار البدري جاء بـ "أسس عالمية"، من بينها توقيت المرحلة، السن والمعايير الفنية.
ربما تعرف ماذا حدث في عصر حسام البدري، ثم كارلوس كيروش، وبعده إيهاب جلال، لكي نصل إلى المرحلة الماضية مع روي فيتوريا، ويتم إعادة السيناريو بنفس التفاصيل، حتى مع اختلاف الأسماء داخل الاتحاد، لكن "الفكر" و"الرؤية" لم يتغيرا بعد.
مشروع كأس العالم.. ذهب ولم يعد
اتحاد الكرة تعاقد مع روي فيتوريا في شهر يوليو 2022، بعقد طويل الأمد حتى 2026، تحت شعار "مشروع كأس العالم" كما حدث تمامًا من قبل، وكانت البدايات سعيدة أيضًا مع المدرب البرتغالي على خطى المكسيكي خافيير أجيري، وكان راتبه يبلغ 200 ألف دولار ( وكان صاحب ثاني أعلى راتب في أمم أفريقيا بعد جمال بلماضي ).
قدم منتخب مصر مستوى مميز مع فيتوريا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، ليعوض تعثره مع إيهاب جلال، كما ظهر بشكل مميز في المباريات الودية وكان أبرزها ضد المنتخب الجزائري، لكن سرعان ما تحولت أحلام الفراعنة إلى كابوس في كأس الأمم الأفريقية 2023.
دخل منتخب مصر بطولة كأس الأمم بحظوظ مرتفعة، كأحد أبرز المرشحين للوصول إلى نهائي المسابقة، لكن الأداء كان مخيبًا للآمال منذ المواجهة الأولى ضد موزمبيق، وتأهل الفراعنة للدور التالي في الوصافة برصيد 3 نقاط، وبدون أي انتصار.
الحظ لم ينقذ الفراعنة طويلًا، ليودع منتخب مصر المسابقة من دور الـ 16 أمام الكونغو الديمقراطية، وتعلو الأصوات مطالبة بإقالة فيتوريا.
من 2019 إلى 2024.. سيناريو واحد والنجاح "صدفة"
هذه المرة لم يتقدم اتحاد الكرة باستقالته، وسينتظر لنهاية مدته بعد أولمبياد باريس 2024، ولكن الحل الدائم كان الإطاحة بالمدرب، ليتم الإعلان عن رحيل روي فيتوريا، وتعيين محمد يوسف مدربًا عامًا لمنتخب مصر الأول، لحين اختيار مدير فني أجنبي وتشكيل باقي الجهاز.
المدرب المحلي دائمًا ما كان حيلة اتحاد الكرة لتهدئة الأجواء، تغيير بعض الأسماء لحفظ ماء الوجه، واحتواء غضب الجماهير، وربما ينجح المدرب أحيانًا، مثلما حدث مع كارلوس كيروش، لكن لن يكون الأمر بناء على منظومة ناجحة وتخطيط سليم، بل مجرد صدفة، استثناء وليس قاعدة، لذلك ستحتاج الكرة المصرية ما هو أكبر من تغيير روي فيتوريا لإحداث الفارق.
فيديو قد يعجبك: