لا يوجد مباريات اليوم في كأس الأمم الأفريقية

جميع المباريات

إعلان

منقذ كوت ديفوار.. رحلة سيمون أدينجرا من "عملية احتيال" لتجنب مصير عبدالقادر كيتا

سيمون أدينجرا لاعب منتخب كوت ديفوار

سيمون أدينجرا لاعب منتخب كوت ديفوار

أنقذ سيمون أدينجرا منتخب بلاده كوت ديفوار، من توديع كأس الأمم الأفريقية، بتسجيله هدف التعادل القاتل في شباك مالي، في الوقت بدل الضائع، قبل أن يتفوق الأفيال في الوقت الإضافي بهدف قاتل آخر، ويخطفون بطاقة التأهل للدور نصف النهائي.
الجناح الصغير الذي أتم عامه الـ 22 في يناير الماضي، مر برحلة درامية تشبه المسلسلات والأفلام، حيث تحدث عن طفولته في تصريحات عبر صحيفة "dhnet" البلجيكية قائلاً: "عندما كنت طفلًا لعبت في الشارع، كنت أريد تقليد رحلة النجوم الكبار مثل ديديه دروجبا، أحد أقاربي نصحني بأنه سيكون من الأفضل لو كنت تحت إشراف مركز تدريب، ثم انضممت إلى مركز في أبيدجان حيث تدربت مرتين في الأسبوع، أيام الأربعاء والسبت".

من عملية احتيال لغسيل الأطباق.. أدينجرا يتحدى الصعاب في بنين 

وتابع: "جاء أحد الأشخاص وتحدث مع والدي أنه يعرف أكاديمية جيدة في بنين، تحتاج لمواهب كروية مثلي، وكان والدي الذي توفي بعد ذلك يحلم بأن أفعل هذا، لذلك وافق على مغادرتي".
وأكمل: "كان علينا أن ندفع مبلغًا قدره حوالي 300 يورو لهذا الرجل، وغادرت إلى بنين مع تسعة شباب إيفواريين آخرين".
وأوضح: "إلا أن هذا الرجل كان محتالًا، لقد اختلق هذه القصة وغادر بأموالنا، لم تكن هناك أكاديمية أو سكن لنا هناك، كنا 10 أطفال في بنين، وعمرنا 12 عامًا، وتركنا لوحدنا دون مساعدة أحد، لم يكن لدينا حتى المال لإطعام أنفسنا، كان هناك احتمالان: إما العودة إلى كوت ديفوار، أو الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الفرصة ستأتي، قررنا البقاء معًا والقيام بأعمال مختلفة لمحاولة كسب المال مثل غسيل الأطباق في المطاعم للحصول على وجبة ومقابل مادي".
وواصل: "في أحد الأيام، كنا نسير في الشارع وتعرف شاب درس في كوت ديفوار على لهجتنا الإيفوارية، وتفاجئ بوجود حوالي 10 شباب إيفواريين في بنين لكننا شرحنا له وضعنا، لقد فعل كل شيء ليجد لنا منزلًا آخر، وكانت لديه فكرة إنشاء أكاديمية صغيرة لكرة القدم لنا، ومع مرور الوقت، انضم لاعبون آخرون إلى المركز وأصبح أكاديمية حقيقية في بنين".

أكاديمية "رايت تو دريم" تقود أدينجرا إلى أوروبا.. والدنمارك أولى محطات التألق

وأضاف: "وفي أحد الأيام شاهد على الإنترنت أن هناك بطولة تقام في أكرا بغانا، وذهبنا إلى هناك، وما زلت على اتصال به حتى الآن؛ لقد جاء بالفعل لرؤيتي ألعب في زولت فاريجيم في بداية العام الماضي".
وأتم: "خلال البطولة في غانا، انبهر المسؤولون عن أكاديمية (رايت تو دريم أو الحق في الحلم) بأدائي، وقدموا لي اختبارًا لمدة أسبوعين في مركز التدريب الشهير الخاص بهم، وكان كل شيء احترافيًا للغاية مع تنظيم رائع ومدربين مؤهلين، حتى لو لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي في البداية، لأنني لم أتحدث الإنجليزية".
وزاد: "بقيت هناك لعدة سنوات، ولعبت مع كمال الدين سليمانا الذي يلعب حاليًا لساوثهامبتون، ومحمد قدوس نجم وست هام يونايتد".
اتخذ سيمون أدينجرا خطوته الأولى في أوروبا من بوابة انضمامه لنادي نورشيلاند الدنماركي في 2020، قادمًا من الأكاديمية الغانية المعروفة، ثم سرعان ما دفع مستواه المميز وموهبته الكبيرة، فريق برايتون الإنجليزي للتعاقد معه في عام 2012 مقابل 8 ملايين يورو.
قدم أدينجرا أداءً مميزًا مع فريقه الدنماركي، حيث سجل 12 هدفًا في 40 مباراة مع الفريق الأول، كما قدم 4 تمريرات حاسمة، وخلال تلك الفترة عمل تحت قيادة مايكل إيسيان، أسطورة غانا، الذي كان جزءًا من الجهاز الفني للفريق الدنماركي.

نصائح أسطورة غانا.. أدينجرا وطريق المجد يبدأ من برايتون 

وتحدث أدينجرا عن إيسيان قائلاً: "كان جزءًا من الجهاز الفني عندما كنت هناك، وكان دائمًا يقدم لي الكثير من النصائح، كما أعطاني الكثير من النصائح حول الدوري الإنجليزي الممتاز، وقال أيضًا إنه مكان جيد للعب مع الجماهير والأجواء في الملاعب".
وتابع: "عندما تتلقى نصيحة من شخص لعب على هذا المستوى من قبل، فإنك تولي اهتمامًا أكبر، لأنه يمكنك الوثوق بما يقوله".
تألق أدينجرا دفع فريق برايتون الإنجليزي للتعاقد معه في عام 2022، ثم قرر إعارته مباشرة لفريق يونيون سان جيلواز البلجيكي، للحصول على الفرصة في المشاركة بصفة مستمرة، لتطوير موهبته، في ظل تواجد تروسارد وميتوما بمركز الجناح الأيسر وصعوبة الدفع به في تلك الفترة. 
لعب أدينجرا 51 مباراة مع نادي يونيون سان جيلواز، وساهم فيها بـ 30 هدفًا، حيث سجل 15 وصنع مثلها، ليقرر روبرتو دي زيربي إعادته لصفوف برايتون مجددًا، خاصة بعد رحيل تروسارد نحو أرسنال.
ومنذ بداية الموسم، شارك الجناح صاحب الـ 22 عامًا، في 23 مباراة بمختلف المسابقات، أحرز خلالها 5 أهداف وصنع 3 آخرين لزملائه، ليلفت أنظار المشجعين بمهاراته وتأثيره الهجومي الفعال، حيث يجيد اللعب على الجناحين وفي عمق الملعب أيضًا كلاعب وسط مهاجم.

رغم الإصابة.. "الفيل" يرفض السقوط في أمم أفريقيا

تألق أدينجرا الأوروبي صاحبه الانضمام لمنتخب بلاده كوت ديفوار، للمرة الأولى في شهر يونيو الماضي، حيث خاض 5 مباريات دولية منذ مشاركته الأولى مع كتيبة الأفيال في شهر يونيو الماضي، وانضم لصفوف منتخب بلاده مصابًا في العضلة الخلفية قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية، وسط أنباء عن عدم لحاقه بالبطولة وأنه سيغيب لمدة 5 أسابيع، وبعدما غاب عن المشاركة في أول مباراتين، ظهر في مواجهة غينيا الاستوائية كبديل لدقائق معدودة، قبل أن يتحول لورقة رابحة حاسمة للأفيال في الأدوار الإقصائية.
وشارك أدينجرا كبديل في مواجهة السنغال بالدور ربع النهائي، وساهم في تنشيط هجوم منتخب بلاده حتى تحقيق التعادل ثم التأهل بركلات الترجيح، ليدخل متأخرًا أيضًا في لقاء مالي، ورغم ذلك نجح في تسجيل هدف التعادل بمجهود فردي مميز.
وكشف أدينجرا في حوار أجراه عام 2016، عبر موقع أكاديمية " abisport" في بنين، التي نشأ بها، عن نجومه المفضلين، والمركز الأنسب له، وأحلامه التي كان على رأسها إحضار كأس الأمم الأفريقية لمنزله.
وقال أدينجرا في حديثه: "مركزي المفضل هو الجناح الأيسر، لكن يمكنني أيضًا اللعب كلاعب خط وسط، أنا أعسر ومثل الأجنحة الحديثة أحب أن أدخل إلى عمق الملعب بقدمي القوية، أحب استلام الكرة عند قدمي، واللعب من الحركة، وأنا أيضًا أستمتع كثيرًا بالمراوغة".

حلم الليجا وأمم أفريقيا.. والجدية طريق أدينجرا لتحقيق ما لم يفعله كيتا

 

وواصل: "فريقي المفضل هو برشلونة، يعجبني أسلوبهم في اللعب، إنييستا هو لاعبي المفضل، ونيمار يبهرني بأسلوبه، لقد أعجبت بعبدالقادر كيتا لفترة طويلة، لقد كان لاعبًا رائعًا، لكن افتقاره إلى الجدية لم يسمح له بالحصول على مسيرة تتناسب مع موهبته، وهذا يبين لي اليوم أهمية أن تتعامل بشكل مناسب لتكون محترفًا جيدًا، وأن لا شيء يعتبر أمرًا مسلمًا به في عالم كرة القدم".
وأتم حديثه: "أود أن أصبح لاعبًا محترفًا وأن ألعب يومًا ما مع نادٍ كبير في أوروبا، حلمي هو أن ألعب في الدوري الإسباني، أود أيضًا أن أرتدي قميص الأفيال وأحضر كأس أمم أفريقيا إلى منزلي".
ونجح أدينجرا في تحقيق جزء من أحلامه بعدما أصبح لاعبًا في صفوف برايتون الإنجليزي، لكنه يقترب أيضًا من حلم ثمين، له ولشعبه، بحصد لقب كأس الأمم الأفريقية، على أرضه وبين جماهيره، وتجنب مصير عبدالقادر كيتا الذي خسر هذا اللقب في الدور نصف النهائي على يد منتخب مصر عام 2008، لكنه سيصطدم أولًا بعقبة منتخب الكونغو الديمقراطية في الدور نصف النهائي يوم الأربعاء المقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن