حالة من الغضب فجَّرها قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم داخل أروقة النادي الأهلي بطل القارة بإعلان استضافة المغرب للمباراة النهائية للنسخة الجارية من بطولة دوري أبطال إفريقيا.
وأعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يوم الإثنين الماضي إقامة المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا 2022 في المغرب بعد انسحاب السنغال يوم 30 مايو الجاري.
ويقترب الأهلي والوداد المغربي من الصعود للنهائي بعدما حسم الفريقان نتيجة ذهاب الدور نصف النهائي لصالحهما، وهو الأمر الذي يراه المارد الأحمر مخلا بمبدأ تكافؤ الفرص وقواعد اللعب النظيف.
وكان الأهلي وجه خطابا لكاف يوم الأحد الماضي للمطالبة بإقامة نهائي دوري الأبطال في ملعب محايد، معلنا تمسكه بالعدالة للفرق الأربعة في المربع الذهبي للمسابقة القارية.
لكن جاء قرار كاف بعد 24 ساعة من بيان الأهلي ليثير حالة من الجدل وخاصة في مصر، قبل أن يوضح في بيان جديد أن السنغال والمغرب فقط هما من تقدما بطلب لاستضافة المباراة النهائية لدوري الأبطال، فيما لم تتقدم مصر.
وجدَّد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمس الخميس، تأكيده أن نهائي دوري الأبطال سيقام على ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء المغربية، بعد التقدم باحتجاج من وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة على هذا القرار.
واتخذ الأهلي عدة خطوات بعد الإعلان عن احتضان المغرب لنهائي البطولة القارية من أجل التعامل مع الأزمة الجارية، والتي جاءت على النحو التالي:
- اتصالات مكثفة ودراسة قانونية:
جاءت البداية بإجراء محمود الخطيب، رئيس الأهلي، اتصالات مكثفة مع أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وجمال علام، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، والعديد من الجهات المعنية.
وعقد محمود الخطيب عدة اجتماعات يوم الثلاثاء بحضور العديد من المسئولين في قطاع شركة كرة القدم، ثم عقد جلسة مطولة مع الشئون القانونية بالنادي.
كما حرص الخطيب على التواصل مع بعض القانونيين من خارج البلاد والمتخصصين في القضايا الرياضية، وذلك لدراسة موقف الأهلي بعناية من الناحية القانونية، والوصول إلى تصور مبدئي لموقف النادي قبل اجتماع مجلس الإدارة.
- التصعيد للمحكمة الرياضية:
وفي اليوم نفسه أعلن الأهلي أنه قرر الاحتكام إلى المحكمة الرياضية الدولية طلبًا للعدالة في أزمة الملعب ردًا على رفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إقامة المباراة على ملعب محايد، بعيدًا عن الفرق الأربعة التي تتبارى في الدور قبل النهائي للبطولة، فضلًا عن أمور أخرى تخل بالميثاق الأوليمبي ولوائح الفيفا ولوائح الاتحاد الإفريقي ذاته.
وأكد الأهلي أنه سيقوم بالطعن على القرار الصادر في هذا الشأن، وسوف يطلب إجراءات مستعجلة للفصل في الموضوع قبل الموعد المحدد للمباراة، مشيرا إلى أن كاف أعلن عن إسناد تنظيم المباراة لملعب بعينه، وفي نهاية القرار ذاته أشار إلى أنه يدرس حاليًا إقامة المباراة النهائية بالنظام القديم ذهابًا وإيابًا.
وأوضح الأهلي أنه يأمل في حرص الاتحاد الإفريقي على عدم تعطيل العدالة وينتظر قبوله للإجراءات المستعجلة وتقديم المستندات ذات الصلة للمحكمة الرياضية الدولية حتى يتم الفصل في هذا الأمر وتحقيق العدالة.
وجاء قرار الأهلي بالتصعيد للمحكمة الرياضية الدولية بعدما رأى أن إسناد تنظيم المباراة النهائية لملعب بعينه للعام الثاني على التوالي قد يترتب عليه منح أحد الفرق أفضلية اللعب على ملعبه ووسط جماهيره، فضلًا عن مخالفات قانونية ولائحية أخرى، كما أن كاف استند إلى وجود عرض وحيد لاستضافة المباراة وتم سحب العرض الآخر دون أن يتم الإعلان عنه أو عن أسبابه.
- اجتماع طارئ:
وفي نهاية يوم الثلاثاء، دعا محمود الخطيب لاجتماع طارئ صباح الأحد المقبل لمتابعة موقف الأهلي من قرار كاف.
وجاء تحديد موعد الاجتماع لحين انتهاء الفرق الأربعة التي تتبارى في إياب الدور قبل النهائي للبطولة من مبارياتها، وتحديد طرفي المباراة النهائية بشكل رسمي.
وفي ذات الوقت كلف الخطيب الشئون القانونية بالنادي بدراسة الملف بالكامل شاملًا لوائح "فيفا" والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتقديم تقرير لمجلس الإدارة في اجتماعه المشار إليه، تمهيدًا لاتخاذ القرارات التي تحفظ حقوق النادي الفنية والأدبية.
- طلب التصعيد لفيفا:
وفي اليوم التالي، الأربعاء، أرسل الأهلي خطابًا إلى الاتحاد المصري لكرة القدم، يطلب فيه تصعيد أزمة ملعب المباراة النهائية لدوري الأبطال إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لتقام المباراة المشار إليها في ملعب محايد بعيدًا عن الفرق الأربعة التي تتبارى حاليًا في إياب الدور قبل النهائي للبطولة.
وشدد الأهلي على أن قرار "كاف" الذي صدر مؤخرًا جاء باختيار ملعب بعينه يستضيف هذا الحدث للعام الثاني على التوالي، وهو ما لم يحدث من جانب أي اتحاد قاري من قبل. لا سيما وأن القرار صدر في توقيت متأخر للغاية، وبعدما تقلص عدد الفرق المتنافسة إلى أربعة فقط.
وأشار النادي الأحمر إلى أن ذات القرار أصبح يخدم ناديًا بعينه، والذي سوف يخوض المباراة النهائية -حال تأهله- على ملعبه ووسط جماهيره.
- طلب تنظيم النهائي:
وفي النهاية، طلب الأهلي من الاتحاد المصري لكرة القدم التقدم وبشكل عاجل بطلب للاتحاد الإفريقي لاستضافة المباراة النهائية لدوري الأبطال، استنادًا إلى انسحاب السنغال من سباق التنظيم، وهو ما كان يجب الإعلان عنه منذ فترة، عملًا بمبدأ الشفافية حتى يتقدم آخرون بدلًا منها.
وأضاف الأهلي أن قرار كاف بإسناد تنظيم المباراة لملعب بعينه بوصفه العرض الوحيد، ويصبح للعام الثاني على التوالي يستضيف هذا الملعب ذات الحدث، يعتبر أمرا مخالفا للعدالة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية الأربعة، وأصبح نادٍ بعينه هو المستفيد دون غيره من قرار الاتحاد الإفريقي ويلعب النهائي -حال تأهله- على ملعبه ووسط جماهيره، وذلك يتنافى مع قواعد اللعب النظيف.
وأكد الأهلي أن هذه المطالبة للاتحاد المصري من جانب النادي، وهو الذي لم يتم التواصل معه ولا الحديث مع مسئوليه من أي جهة في هذا الشأن عند تقديم الاتحادات الأهلية (المنوطة بذلك)، لطلبات الاستضافة للمباراة النهائية لدوري رابطة الأبطال.
وجدَّد الأهلي في ذات الخطاب طلبه السابق بسرعة موافاة النادي بـ"نسخة مصورة" من كافة المكاتبات الصادرة والواردة من وإلى الاتحاد المصري من الاتحاد الإفريقي بخصوص تنظيم المباراة المشار إليها.
وشدد الأهلي على ضرورة مساندته في هذا الأمر وإمداده بكافة المستندات بما فيها الخطابات التي أرسلها اتحاد الكرة وطلب فيها إقامة المباراة النهائية على ملعب محايد. وكذلك الخطابات التي تلقاها الاتحاد من "كاف" عند إعلانه عن بدء تقديم الاتحادات الأهلية لتنظيم نهائي دوري الأبطال وشروط التقدم، للاستعانة بكل هذه المستندات في الشكوى التي سوف يتقدم بها النادي الأهلي إلى المحكمة الرياضية الدولية خلال الساعات القليلة المقبلة.