عبد المنعم.. جوهرة كيروش التي صقلها كولر.. وتوهجت في سماء المغرب

توج محمد عبد المنعم، مدافع الأهلي، بأول لقب دوري أبطال أفريقيا له بعد أن تعادل فريقه مساء أمس الأحد، بهدف لمثله مع الوداد المغربي.

وكان الأهلي قد أنهى مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا مع الوداد البيضاوي المغربي بالتعادل بنتيجة 1-1، ليتوج بطلًا للبطولة الـ11 في تاريخه، مستفيدًا من فوزه في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1 في القاهرة.

أحد أهم أسباب فوز النادي الأهلي في الموسم الحالي بمعظم ألقابه سواء المحلية أو القارية، هو وجود محمد عبد المنعم، وبالأخص بطولة دوري الأبطال التي أحرز فيها 4 أهداف.

الأهلي كان قد تأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا في النسخة الماضية لمواجهة الوداد، ولكن أسند الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، استضافة المباراة للمغرب لتكون كفة الفريق البيضاوي أثقل أمام الأهلي وبالتالي حقق الفوز بنتيجة 2-0 بهدفي لزهير المترجي.

وبعد نهاية المباراة، رفض معظم لاعبي النادي الأهلي ارتداء الميدالية الفضية معبرين عن غضبهم، حيث أكد أكثر من لاعب ومسؤول في الفريق الأحمر بعد المباراة أنه لو كانت الظروف طبيعية لحقق الأهلي الفوز على الفريق المغربي وتوج باللقب القاري.

وكان محمد عبد المنعم ضمن اللاعبين الذين رفضوا ارتداء الميدالية الفضية، وأكد لجماهير الوداد أن الأهلي سيعود أقوى ويتوج باللقب القاري من أرض محمد الخامس بالدار البيضاء.

قد تكون مفارقة غريبة لأن الوداد عانى في النسخة الحالية من أجل الوصول لنهائي دوري الأبطال، وكان قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء بالأخص أمام فريق صنداونز الجنوب أفريقي في الدور نصف النهائي.

لكن شاء القدر أن يتأهل الأهلي والوداد من جديد إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، ولكن في هذه النسخة أعلن "كاف" أن نظام النهائي سيكون من مباراتين ذهابًا وإيابًا وحقق الأهلي الفوز بنتيجة مقلقة 2-1، لتنتشر الصدمة بين لاعبي الفريق الأحمر، حيث كانوا يمنون النفس بتحقيق نتيجة كبيرة في الذهاب قبل لقاء الإياب الذي سيكون مدججًا بالجماهير المغربية.

وقد كان، الأهلي لعب مباراة الأمس في حضور عدد جماهيري ما لا يقل عن 60 ألف متفرج، وطوال الـ90 لم تهدأ الجماهير المغربية في مساندة لاعبي الوداد، وفي الدقيقة 27 نجح أصحاب الأرض في تسجيل هدف التقدم عن طريق يحيى عطية الله لتنقلب الكفة ناحية الوداد.

وبعد محاولات عديدة، نجح محمد عبد المنعم في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 78 برأسية متقنة سكنت شباك يوسف مطيع لتصمت جماهير الوداد وتهتز القاهرة فرحًا بهدف مدافع الفريق الأحمر.

ونفذ محمد عبد المنعم وعده بالتتويج باللقب الحادي عشر في تاريخه على ملعب محمد الخامس وأمام أعين لاعبي وجماهير الوداد المغربي.

جوهرة كيروش

معظم جماهير النادي الأهلي كانت لا تعرف طريق محمد عبد المنعم رغم نشأته في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وذلك قبل مشاركة منتخب مصر الأول بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش، في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2022 والتي ظهر فيها المدافع الشاب بشكل مميز.

أمم أفريقيا 2022 كانت بمثابة انطلاقة محمد عبد المنعم بالأخص أن كيروش كان يعتمد عليه في كل مباريات الفراعنة، مما دعا إدارة النادي الأهلي إلى البحث عن المفرط في رحيل عبد المنعم الذي كان يلعب في صفوف فريق فيوتشر على سبيل الإعارة قادمًا من الفريق الأحمر.

لتقرر إدارة النادي بعد الرجوع للجنة التخطيط والحديث مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني في ذلك التوقيت، عودة محمد عبد المنعم ليحتفظ بمكانه في التشكيل الأساسي للأهلي.

وتوالت المدربون على النادي الأهلي ومنتخب مصر وما زال محمد عبد المنعم المدافع الأساسي في التشكيل، وأصبح لا غنى عنه إطلاقًا.

وأصبح محمد عبد المنعم بعد نهاية بطولة أمم أفريقيا التي وصل فيها منتخبنا الوطني إلى المباراة النهائية، حديث الشارع الرياضي بالأخص أن البرامج الرياضية في ذلك التوقيت بحثت عن الوجوه الجديدة التي صنعها كيروش وكان من بينهم محمد عبد المنعم وأسامة فيصل وعدد كبير من النجوم الحاليين.

جوهرة صقلها كولر

ويبدو أن تطور أداء اللاعبين هو الأمر السهل بالنسبة للسويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي الحالي، وهذا ما ظهر على النادي الأهلي في 9 أشهر فقط قاد فيهم الفريق الأحمر ليصل بهم لعنان السماء ويستعيد اللقب الأفريقي الغاب عن دولاب البطولات من الموسم الماضي.

من بين اللاعبين الذي تطور أداؤهم في حقبة مارسيل كولر، هو حسين الشحات، محمد مجدي أفشة، محمد شريف، بيرسي تاو، ومحمد عبد المنعم.

واهتم كولر بالجانب الدفاعي بشكل كبير بالأخص في بطولة دوري أبطال أفريقيا، حيث خاض 14 مباراة في النسخة الحالية فاز في 9 مباريات، وتلقى هزيمتان من صنداونز (5-2) والهلال (1-0)، وتعادل في 3 مناسبات.

واستقبلت شباك النادي الأهلي في الموسم الحالي لدوري أبطال أفريقيا، 10 أهداف فقط، وهذا رقم مميز في الموسم الحالي.