جميع المباريات

إعلان

فلسفة كولر وحلول إمام.. 6 ثغرات تكشف الطريق لمرمى الترجي للتتويج باللقب (تحليل)

إمام عاشور كولر

إمام عاشور ومارسيل كولر

ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، بين الأهلي والترجي التونسي، والتي يستضيفها ستاد القاهرة الدولي.

مباراة الذهاب التي أقيمت في ملعب رادس انتهت بالتعادل السلبي (0-0)، ليتأجل الحسم وتحديد بطل دوري أبطال أفريقيا، إلى موقعة الإياب، التي تقام في تمام الثامنة مساء غد السبت.

مواجهة رادس لم تبح بكل الأسرار، حيث إن الأهلي لعب بتحفظ أمام التكتل الدفاعي وتضييق المساحات الذي قام به الترجي، كما أن الأخير لم يستطع تشكيل الخطورة على مرمى مصطفى شوبير سوى في محاولتين ومرا بسلام.

شاهد ملخص موقعة الذهاب بين الأهلي والترجي

فلسفة الترجي

البداية مع الترجي الذي يحل ضيفًا على الأهلي، بعدما انتهى مباراة الذهاب على ملعبه دون أهداف، وهو ما يجعله عادة يتبع طريق من اثنين، الأول بانتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ثم اللجوء لركلات الجزاء، وفعل ذلك ضد أسيك في ربع النهائي وانتصر، بينما الثانية خدمته الظروف فيها بانتصاره ذهابًا أمام صنداونز (1-0)، ليلعب خارج دياره بأسلوب دفاعي بحت، لدرجة أن بطل جنوب أفريقيا وصل عليه بـ27 محاولة، إلا أن هجمة واحدة من خطأ استغل الترجي وفاز (0-1) وخطف بطاقة العبور للنهائي.

ما فعله الترجي أمام أسيك ثم صنداونز تحت قيادة البرتغالي كاردوزو، جعلنا نستنبط ملامح طريقة اللعب خارج الديار، والتي اتسمت بالتكتل الدفاعي وتضييق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة باستغلال سرعات رودريجو روديجيز، البرازيلي الذي كان أخطر لاعبي الترجي ضد صنداونز، كما كان مزعجًا للغاية أمام أسيك. وإليكم الخريطة الحرارية لتحركاته خلال مباراتي ربع ونصف النهائي.

سرعات روديجيز كادت تنهي مباراة أسيك لصالح الترجي قبل انتهاء الوقت الأصلي، بعد هجمة مرتدة خطيرة من نصف الملعب، بتمريرة من حسام تقا، لكن البرازيلي أساء التعامل معها، لينقذها حارس أسيك.

فلسفة الترجي لا تتغير خارج دياره في الأدوار الإقصائية، فهو لم يقم سوى بـ4 محاولات أمام أسيك في أبيدجان، سدد منهم واحدة فقط على المرمى، واثنتين خارجها، في مباراة كان الحذر والتكتل الدفاعي عنوانها من الفريقين، لتنتهي دون تسجيل أهداف، وتحسم بركلات الجزاء.

بينما الحذر الدفاعي للترجي كان أقوى أمام صنداونز، فهو فائز على ملعبه بهدف، مما جعله يقف في مناطقه بـ9 لاعبين خلف الكرة، ليصل بطل جنوب أفريقيا بـ27 محاولة، أُجبر خلالهم على تسديد 11 منهم من خارج منطقة الجزاء، ولكن إجمالًا، لم يصل منهم إلا 6 كرات فقط على مرمى أمان الله مميش الذي تصدى لهم وحافظ على نظافة شباكه.

المهم أن صلابة دفاع الترجي لا تعني الجزم في استحالة اختراق هذا التكتل الذي يشيده كاردوزو، فهناك ثغرتين استغلالهما سيمنح الأهلي أهداف من أنصاف فرص، الأولى هي المساحة التي يمكن خلقها بين خط الدفاع، والتي سنحت للاعب أسيك الذي أهدرها بغرابة.

بينما الثغرة الثانية هي الكرات العرضية وليست الكرات الطولية الجوية الساقطة في ظهر الدفاع، حيث إن صنداونز نجح في الفوز بـ8 كرات عرضية داخل المنطقة، لكن لاعبيه تفننوا في إهدار هذا الكم من الفرص السانحة للتهديف، ومنها محاولات مباشرة مع مميش، ومحاولة شالوليلي هذه واحدة منهم تكشف كيف يمكن استغلال ثنائي العمق الدفاعي ياسين مرياح وأمين توجاي.

أفكار كولر

بعد الانتهاء من طريقة لعب الترجي والتي يدركها السويسري مارسيل كولر تمامًا، ويقينًا يعلم كيف سيتعامل معها في موقعة الغد للخروج بنتيجة إيجابية، فهناك مباريات سابقة لُعبت بطريقة مشابهة للتي سيلعب بها الترجي في إياب نهائي أفريقيا، ونستعرض منها بعض الأفكار التي استعان بها السويسري سواء كانت من مواجهات محلية أو أفريقية.

إذا بدأنا من الأحدث، أرى أن مباراة بلدية المحلة كانت نموذجًا مميزًا لفريق يلعب بطريقة لعب دفاعية مع التركيز على الهجمات المرتدة وأخطاء الخصم، لينجح بالفعل في التقدم بالنتيجة بهدف في الدقيقة 56، والذي كان عكس سير أحداث اللقاء.

لكن الفكرة هنا، كيف تعامل كولر مع تكتل دفاع البلدية والتراجع للخلف؟ الحل كان من خارج الخطوط بعدما تم إغلاق منافذ اللعب أمام الحلول الموجودة في الملعب، والتنشيط كان بدخول عناصر هجومية جديدة، مثل كريم فؤاد وموديست والشحات في الدقيقة 67 ثم عمر كمال عبدالواحد وأفشة في الدقيقة 77.

كولر أراد زيادة الكثافة العددية الهجومية في مناطق البلدية الدفاعية، وبالفعل نجح في ذلك، وكان تغيير عمر كمال مثمرًا، بعدما سجل هدف التعادل عقب نزوله بدقيقتين فقط، ثم استطاع موديست بفضل الكثافة في منطقة الجزاء تسجيل هدف الفوز، باستلامه الكرة أثناء الخلو من الرقابة.

شاهد ملخص مباراة الأهلي أمام البلدية

بالرجوع للوراء، كانت مواجهة الأهلي أمام زد شهدت تكتل دفاعي وتعامل جيد من الحارس علي لطفي مع محاولات الأحمر، التي وصلت عن طريق العرضيات أو الكثافة في منطقة الجزاء، لكن الأخير المنقذ كان التسديد من الخارج، ليحصد الأهلي ثلاث نقاط بفضل تسديدة وسام أبو علي.

شاهد صاروخية وسام أبو علي

مواجهة الأهلي ومازيمبي التي انتهت بثلاثية، كانت مغلقة تمامًا حتى كرة هدف بطل الكونغو الملغى لوجود مخالفة، وهي اللعبة التي كانت نقطة التحول في المباراة، لينجح السلاح الماركة المسجلة "عرضية معلول ورأسية عبدالمنعم" في إنهاء النتيجة السلبية، ثم مرة أخرى عرضية معلول تنتهي برائعة وسام أبو علي في الشباك.

شاهد هدف ماركة مسجلة من عرضية معلول ورأسية عبدالمنعم

مباراة مازيمبي أيضًا شهدت واحدًا من الأهداف "المتكررة" للأهلي خلال الموسم الحالي، عن طريق تمريرة بينية في ظهر الدفاع من إمام عاشور، يستلمها أحد القادمين من الخلف ثم يسكنها الشباك، وهي إحدى ثغرات دفاع الترجي.

استخلاصًا مما سبق، حلول  كولر عديدة ولكنها تختلف وفقًا لظروف كل مباراة، ولأن خصم الغد هو الترجي، فأنت تتحدث عن نقاط ضعف أو ثغرات بعينها، سنرصدها ونكشف كيف يمكن التعامل معها بالشكل الأمثل:

- التكتل الدفاعي: يحتاج لثنائي وسط ملعب ارتكاز يمكنه الارتداد لتأدية الدور الدفاعي، مثل ثنائية إمام وكوكا، بهدف الاستحواذ على الكرة وخلق أكثر من زاوية تمرير لاختراق هذا التكتل.

- المساحات بين الدفاع: محاولة تدوير الكرة سريعًا لخلق هذه المساحة خاصة في الكرات المرتدة، مع التركيز على أصحاب التمريرات البينية إمام أو كوكا لتمريرها في هذه المنطقة الخالية.

- سوء التمركز في العرضيات: تكليف الأظهرة والأجنحة بمحاولة إرسال كرات عرضية متقنة مع تمركز سليم للاعبي الفريق "الذين يتقنون الكرات الرأسية" أمام المرمى.

- اللعب في ظهر الدفاع: هذه الكرات تتطلب تمرير الكرة بشكل سريع مع تحرك أصحاب السرعات بشكل مباشر في المساحات الخالية مع زيادة أحد لاعبي الوسط لاستغلال المساحة التي قد تنشأ على حدود الصندوق.

- التسديد من الخارج: أحد الحلول المميزة التي حسمت مباريات مغلقة للأهلي، كما أن مميش ظهرًا برد فعل مهزوز بعد أي تسديدة بعيدة للاعبي الأحمر، وهو الأمر الذي يجب استغلاله.

- الكرة الثانية: المتابعة في الكرة المرتدة أو العائدة من الدفاع وحارس المرمى تستوجب تواجد لاعب قدمه لا تخطئ المرمى، جاهز للتسديد في أي لحظة، لاستغلال هذه الثغرة.

في النهاية مباراة الأهلي والترجي غد السبت، سيكون لها حسابات خاصة، يحتاج الأحمر فيها للتوفيق أولًا، ثم تركيز جميع لاعبيه مع إدارة فنية من خارج الخطوط لكولر، لأنها مباراة ستُحسم بالتفاصيل الصغيرة، من خطأ واحد أو مرتدة وربما نصف فرصة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن