الأربعاء 22 أبريل 2015
12:15 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
لم تكن ليلة الأربعاء الماضية سهلة علي جوسيب الذي علي غير العادة أختار أن ينفرد بنفسه دون التفكير في هزيمته أمام بورتو في البرتغال وحتي وصل لميونيخ ليلا لم ينبس ببنت شفة حتي دخل في نوم متقطع يفكر كيف سيتغلب علي لعنة الإصابات وكابوس الريال الموسم الماضي .
الإرهاق الذهني لم يجعله يتأخر عن الاستيقاظ مبكرا وكالمعتاد وجد ماريوس ( إبنه ) يلعب كرة القدم قبيل الذهاب للمدرسة ولكن هذه المرة كان علي أحد الأجهزة الإلكترونية وهو ما جعل جوسيب يشاركه اللعبة قبل الذهاب لتدريب الفريق ولكن بادره بالسؤال.
جوارديولا : بمن تلعب برشلونة أم البايرن ؟
ماريوس : البايرن يا أبي
جوارديولا : لماذا ؟
ماريوس : ليس هذا سؤالا فأنت تعرف كم أحب أن أحاكيك حتي أني أتمني ان ترتدي نظارة مثلي أو أن اقوم أنا بخلعها حتي أشبهك تماما.
جوارديولامبتسما : هل تعرف خطة والدك يا ماريوس ؟
ماريوس : سيكون عارا علي لو لم أعرف كيف يلعب أبي وأنا أعيش في كنفه ولكني وضعت نفسي مكانك في ظل كل الإصابات التي نعاني منها فوجدت افضل تطبيق أن ألعب بالاوراق المتاحة علي Default ..لم يكمل ماريوس حديثه حتي وجد أبيه يقذفه إلي الهواء ويحتضنه ودون أن يكمل ماريوس أفكاره وجد أبيه منطلقا بسرعة نحو سيارته إلي أن وصل لأليانز أرينا وألتقي بلاعبيه مبتسما واثقا من الفوز وقال لهم كلمة واحدة كانت هي الاخيرة علي لسان ماريوس Default
لم يستوعب كل لاعبي البايرن مقصد جوارديولا إلا لاعبا هو إبنه ( في الملعب ) تياجو والذي لمعت عيناه وهو يتخيل دوره الهام في مباراة العودة وهو ما لمحه جوسيب وأردف قائلا : هل فهمت دورك الأن يا إلكانترا ؟ ولم يكن صعبا علي البرازيلي الأصل فهم فكرة جوسيب.
شرح جوارديولا خطته بسهولة للاعبي البايرن والتي وجدت رضا من جميع اللاعبين وسرعان ما بزغت نظرة التحدي علي وجه ( النحيل ) مولر كما يلقبه زملاؤوه في الفريق فأخيرا سيلعب في مكانه المفضل فيما كانت نظرة الراحة أكبر علي جوتزه والذي عرف أنه لن يكون صيدا للبيلد حال ما قدم أداء أقل من المتوقع.
السؤال الأهم كان من قبل فيليب لام الذي أعتاد مناقشة جوارديولا وقال له : هل سنجرب تلك الخطة أمام هوفنهايم ؟ أكتفي مدربه بهز رأسه نافيا مع غلق أحدي عينيه وابتسامه معهودة أستقبلها قائد البايرن بمنتهي الجدية وأستطرد عظيم .
هل تعرف ال Default ؟
• الكلمة تعني الأصل ودائما ما تلجأ لأصل الخطة عندما تواجه مشكلات متعلقة بالتجديد وأصل خطة جوارديولا منذ البداية كان 4-3-3 ..بمهاجم واحد وإثنين خلفه وتختلف هنا الأدوار بإختلاف إمكانيات اللاعبين وتوظف إمكانيتهم بشكل يتيح للمدرب تعظيم قدرات لاعبي الوسط وتحديدا ثنائي الملعب مساندي الهجوم.
• جوارديولا إعتاد لعب بثلاثي خلفي قبل الإصابات مع أدوار مركبة ( تم شرحها ) من قبل وعندما ضربت الإصابات الخط الأمامي والخلفي معا حاول ضغط بورتو بمهاجمين ( مولر وليفا ) وخلفهم جوتزه ..كان ذلك في مباراة الذهاب.
• الأمر لم يكن صعبا علي جوليان مدرب بورتو والذي جعل من كاسميرو قريبا من قلبي دفاع الفريق وهكذا وجد نفسه البايرن يلعب من وضع الثبات ناهيك عن خطأين كارثيين في البداية جعلت المباراة أكثر صعوبة علي الفريق.
• كان الحل أن تستغل خلل غياب ساندرو ودانييلو وأعني بذلك أن تفضح غيابهما بسحب بديلهما لمناطق بعيدة تماما عن المرمي وتستغل طاقة تياجو أخر عنصر برائحة اللاماسيا.
• جوتزة لعب كجناح يتسلم الكرة علي الخط إنتطارا لإنطلاقات بيرنات ويظل ليفاندوفسكي في مكانه في العمق ومولر خلفه مباشرة في منطقة الجزاء وتبقي جبهة جوتزه شاغرة منتظرة للاعب يمكنه إقتحام المنطقة وسرقة الكرة قبل دفاع بورتو المشغول بمراقبة ثنائي الهجوم.
• اللاعب المنوط بهذا الدور هو تياجو إلكانتارا والذي قدم أداء نموذجيا مع جوتزة في كيفية إيجاد ثغرة رغم تكتل بورتو الدفاعي وهكذا إنهمرت الأهداف ..شاهد الفيديو التالي :
Default by ayman100100
• في نفس الوقت كان مولر يمرح بعيدا عن منطقة الجزاء تارة جهة الجناح وتارة خلف إندي مارتينز ..خطيئة لوبوتيجي في إشراكه ظهيرا أيسر والخطأ هنا مزدوج لإن يوليان إختار ببساطة أن يخسر مركزا إضافيا وهو المساك والذي كان يشغله إندي بنجاح في مباراة الذهاب ولكن محاولة إشراك لاعب في غير مركزه تعطي لك نتيجة تتمني ألا تعرفها.
• كان لجوارديولا دورا أخر في الدفاع عندما أشرك بادشتوبرأمام هوفنهايم من أجل إدخاله أكثر للملعب مع إراحة بواتنج والذي وجد نفسه فجأة يلعب مع ( دانتي ) بدلا من بن عطية وألابا وهو ما جعل قلب الدفاع فارع الطول يعاني من خلل أداء .. الراحة والمشاركة أفرزت ثنائيا جيدا بواتنج وبادشتوبر.
• أخيرا وبينما كان الجميع منشغلا ببنطال جوارديولا إلا أن الأسباني كان منشغلا بتقديم نظارة جديدة لإبنه ماريوس والذي ساعده بطريق غير مباشر في وصول معتاد لنصف النهائي وهنا أستقبل ماريوس الأمر بجدية أكبر متقمصا صوتا أكبر منه قائلا لأبيه : جوسيب أنت مدين لي بنصف المكافأة .
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا