الإثنين 13 سبتمبر 2010
11:10 ص
هل يمكن لفريق أن يكمل مسيرته في أي بطولة بلا دفاع ولا هجوم إلي جانب أن وسطه "مخروم"؟ اعتقد أن هذا درب من دروب الخيال وقد يكون حلم ويجب أن يستيقظ صاحبه فورا.
لذا أتحول في حديثي إلي سؤال مهم لم يخطر ببال الكثيرين .. هل تصدق أن هذا الفريق هو الأهلي الذي أصبح حاله لا يسر عدو ولا حبيب .. وما أكثر محبي الأهلي وعشاقه في شتي أرجاء الأرض.
هل تصدق أن الأهلي لا يسجل إلا "بطلوع الروح" ولا يملك مهاجم شرس بل ولا حتى نصف شرس يجهد مدافعي المنافسين ويقضي علي حصارهم وخططهم للقبض عليه وشل حركته حتى يستطيع اقتحام مناطقهم!
هل تصدق أن الأهلي في كل مباراة وبنسبة كبيرة تهتز شباكه بهدف أو اثنين واختراق منطقة جزاؤه أصبحت أسهل من السير في طريق صلاح سالم صباح أول يوم العيد حيث لا يوجد أي شيء يعيق احد!
هل تصدق أن فريقاً مثل هارتلاند النيجيري لم يسجل طوال الجولات الخمس في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال سوي أربعة أهداف منها اثنين في مرمي الأهلي بواقع هدف ذهابا وإيابا، بل انه لم يسجل خارج ملعبه سوي في الأهلي!
هذا هو حال الأهلي الحالي الذي تباري مسئولوه في التعاقد مع لاعبي وسط واغفلوا وجود بدائل جيدة في خطي الدفاع والهجوم - علي الرغم من درايتهم الكاملة برحيل عماد متعب وهو آخر المهاجمين الذين يمكن الاعتماد عليهم قبل أن يعود مرة أخري.
هل تصدق أن فريقاً مثل هارتلاند النيجيري لم يسجل طوال الجولات الخمس في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال سوي أربعة أهداف منها اثنين في مرمي الأهلي بواقع هدف ذهابا وإيابا، بل انه لم يسجل خارج ملعبه سوي في الأهلي!
ومع احترامي الكامل للاعب اللبناني محمد غدار الذي جاء به الأهلي هذا الموسم ولم يره احد سوي لدقائق معدودة، لكن ما معني ان يأتي فريقا ما بلاعب أجنبي ليكون سجين دكة البدلاء إلا إذا كان شيء من اثنين، إما عدم قناعة بمستواه، أو لوجود من هو أفضل منه حالياً، والحالتين بمثابة المصيبة.. طيب جبتوه ليه؟!
فإذا كان مستواه سيء فلماذا تم التعاقد معه؟ وإذا كان هناك من أفضل منه فمن هو والفريق لا يسجل سوي بالصدفة ولا يملك أنياب وخط أمامي من شأنه إرهاب المنافس وعدم منحه الفرصة للهجوم مثلما كان يحدث في السنوات الذهبية التي سبقت ما نشاهده الآن.
أما الدفاع فحدث ولا حرج، فليس عيباً أن يتراجع مستوي لاعب و يكبر سن الثاني ويبتعد الثالث عن المشاركة أساسياً، ولكن العيب أن يظل الاعتماد علي لاعبين بعينهم وبشكل أساسي في كل المباريات، في الوقت الذي لا يوجد لهم بدلاء - بمعني أنه لا يوجد لهم بدلاء - فتلك مصيبة أخري.
من بديل وائل جمعة؟ ومن بديل سيد معوض؟ ومن بديل شريف عبدالفضيل – واعرف أن الجميع سيقول أحمد فتحي – ومن بديل أحمد فتحي نفسه، فالأخير مستواه أصبح لغزاً ومع ذلك يشارك أساسياً مع عبدالفضيل، أي إنه ليس ببديل ولكنه قد يحل محله تكتيكياً فقط.
لا أريد أن أصادر فرحة جمهور الأهلي بتأهل فريقه لنصف نهائي أفريقيا، ولكن المشجع الفاهم والواعي والذي يعرف من هو الأهلي سيعرف تماماً أن تأهل الفريق جاء بشكل هزيل يقارن بتأهل الفرق الصغيرة التي دائماً ما تنظر لنتائج غيرها لتضمن الصعود.
الفرق الصغيرة دائماً وأبداً تتمني العودة بنقطة من خارج الحدود وتعود إلي ديارها لتبدأ رحلة البحث عن مجرد الفوز فقط وحصد النقاط ولو بخطف هدف حتي لو كان المنافس في نفس المستوي أو أقل، وهو أمر يغفله الكثيرون من متابعي الأهلي، لأن الفوز دائما ما يغطي علي السلبيات.
عموماً، نصف النهائي ليس ببعيد، والذين يغطون في نوم عميق ويقفون في أماكنهم ساكنين، سيعرفون وقتها إن السكوت علي حالة الأهلي هو الوحيد الذي ليس من ذهب، وأنه قد يتحول لخرس مزمن مع كل فوز يحققه الفريق ولو بالشكل الذي نشاهده الآن.