السبت 1 يناير 2011
12:44 م
علي الرغم من محاولاتي الكثيرة لمعرفة ما الدافع الذي جعل حسام حسن المدير الفني للزمالك يختار عدم اللعب برأس حربة صريح أمام الأهلي في مباراة القمة الأخيرة، إلا إني لم استطع بشكل جازم أن اصل إليه، ولكني أستطيع تأكيد أن الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي المدير الفني للنادي الأهلي أعاد لفريقه الثقة التي افتقدها مؤخرا.
كنت المكلف بكتابة النظرة المسبقة أو " البريفيو" لمباراة القمة وعندما بحثت عن عنوانا لها، لم أجد انا وزميلي كريم رمزي عنوانا واقعيا أكثر من " القمة 106 .. الزمالك للفوز .. والأهلي لتحقيق نتيجة ايجابية".
فكل المعطيات والمؤشرات قبل المباراة كانت تصب في صالح الفريق الأبيض من جميع الأنحاء، ولكن شخص واحد فقط رفض ان يفوز الزمالك في هذا اليوم وهذا الشخص هو مديره الفني حسام حسن.
فحسام الذي مازال يقود الزمالك لصدارة الدوري العام حتى هذه اللحظة، دخل القمة بأغرب وأعجب تشكيل وطريقة لعب يمكن أن تلعب بهما في مباراة بمثل هذه الظروف والمعطيات.
فعلي الرغم من تصدر الزمالك للترتيب وتفوقه علي الأهلي بفارق 6 نقاط كاملة، دخل الزمالك القمة بدون رأس حربة صريح في دلالة واضحة علي الحذر الزائد الذي تملك مديره الفني، الأمر الذي جعلني اشعر ان حسام مازال مؤمنا بأن علي الزمالك ان يدخل لقاء القمة أمام الأهلي وهو " خائف" حتي ولو كان الفريق الأبيض في حال أفضل من حال منافسه الأحمر.
فكل المعطيات والمؤشرات قبل المباراة كانت تصب في صالح الفريق الأبيض من جميع الأنحاء، ولكن شخص واحد فقط رفض ان يفوز الزمالك في هذا اليوم وهذا الشخص هو مديره الفني حسام حسن
طريقة حسام "الغريبة" جعلته يضيع كل مجهودات لاعبيه في الـ45 دقيقة الأولي بدون ادني فائدة، وكان طبيعيا ان تري لاعبي الزمالك يستحوذون علي الكرة ويضغطون بطول الملعب في أول 20 دقيقة بشكل رائع علي الأهلي بأسلوب جعلهم يفرضون سيطرتهم علي مجريات المباراة بشكل طبيعي ومنطقي تماشيا مع المعطيات، ولكن كل هذه السيطرة راحت هباء بعدما فشلت في ان تجد من يترجمها بعدما رفض المدير الفني الدفع بمهاجم صريح منذ بداية المباراة وهو يملك اثنين لا يصلحا الا لهذا المركز وهما احمد جعفر وابوكونيه.
وعلي الرغم من ان التجارب السابقة تؤكد ان أسهل وقت لهز شباك الأهلي في القمة يكون في الدقائق العشر الأولى كما حدث في اخر مباراتين بين الفريقين سواء في الدوري او الكأس، الا ان حسام يبدو انه رفض ذلك من باب "التفاؤل والتشاؤم" حيث لم يرد ان يهز فريقه شباك الأهلي اولا حتي لا تلقي شباك اهدافا اكثر!
وكما علمتنا كرة القدم ان الخطأ في مباريات "الدربي" لا يمكن تصليحه الا نادرا، فشل حسام بالقطع في تدارك خطأه في الشوط الثاني حتي عندما دفع باحمد جعفر، فالفريق كان قد خسر الكثير من لياقته البدنية، كما ان لاعبي الأهلي وخاصة المدافعين كان قد اكتسبوا ثقة تامة من الـ45 دقيقة الاولي ويمكن الاستدلال علي ذلك بعقد مقارنة بسيطة بين اداء حسام غالي في الشوط الاول واداءه في الشوط الثاني.
عدم جراءة حسام حسن في الدفع بمهاجم صريح في القمة منذ البداية كان الخطأ " التراجيدي" الذي دفع به الزمالك عدم قدرته علي تحقيق فوز كان ليكون منطقيا علي الأهلي في مباراة مثل تلك.
ولكن اخطاء حسام لم تكن وحدها السبب في ظهور الزمالك بهذا المنظر السيئ، حيث كان هناك علي الجانب الاخر شخصا قام بعمل " واجباته" كاملة قبل المباراة.
فزيزو الذي تولي قيادة الأهلي في فترة خطرة للغاية، تمكن من قلب الكثير من الامور قبل المباراة عندما قرر الدفع بمحمد طلعت كمهاجم وحيد بدل من جدو وهو التغيير الذي لم يتوقعه اي حد من المعسكرين الأحمر او الأبيض نظرا لابتعاد اللاعب عن مباريات الأهلي في الفترة الأخيرة.
أعطي زيزو حسام حسن درسا في الجراءة التدريبة عندما قام بعمل 3 تغيرات هجومية مباشرة في شوط المباراة الثاني، ليؤكد انه كان يبحث عن الفوز وليس التعادل.
ولم يخيب طلعت ثقة مدربه، فتمكن في الشوط الأول من إحداث القلق داخل مدافعي الزمالك بتحركاته الكثيرة والمتنوعة والتي لو كان يعتليها بعضا من الخبرة لتمكن المهاجم الشاب من زيارة شباك عبدالواحد السيد.
بخلاف دور طلعت، أعطي زيزو حسام حسن درسا في الجراءة التدريبة عندما قام بعمل 3 تغيرات هجومية مباشرة في شوط المباراة الثاني، ليؤكد انه كان يبحث عن الفوز وليس التعادل.
ايجابية هذا التعادل تأتي في صالح الأهلي من جهة استعادة الثقة المفقودة منذ فترة، خاصة واني مازلت مؤمنا ان جزءا كبيرا في كرة القدم المصرية يتماشى مع المثل القائل " الصيت ولا الغني".
بدون شك، الزمالك فرط في فوز كان في متناول يده قبل المباراة والسبب في ذلك يرجع إلي أخطاء حسام حسن الفنية بالمقام الأول، وهو الأمر الذي حاول المدرب إخفاءه بشكل واضح في تصريحاته بعد المباراة، فلجأ للحديث تارة عن إشراكه للاعبين صغار أمام لاعبي الأهلي الدوليين وتارة عن سعادته الشخصية برؤية جماهير الأهلي فرحة بالتعادل أمام الزمالك، مبتعدا تماما عن الحديث عن أي أمور فنية أخرى في اللقاء اللهم إلا تصريحه بأن الزمالك كانت له الغلبة في الفرص الضائعة في المباراة وهي الفرص التي لم أشاهدها علي المستوي الشخصي طيلة الـ45 دقيقة الثانية في ظل اعتبار أن الشوط الأول شهد سيادة ميدانية في بدايته للزمالك.
أما زيزو، فيستحق التحية علي هذا الأداء الفني الرائع الذي قدمه، فبدون تعقيدات ولا "مظهرة" تمكن من قلب موازين التكافؤ في اللقاء لكي تصب في صالح فريقه، وهو ما كان واضح جليا في الشوط الثاني الذي تسيده الأهلي تماما الأمر الذي جعل عبدالواحد السيد حارس الزمالك يظهر في أكثر من كرة في نهاية اللقاء وهو يحاول إضاعة الوقت حتى تبقي نتيجة التعادل كما هي.