الثلاثاء 3 مايو 2011
11:51 ص
قضية شائكة تطل برأسها دائما بين الحين والآخر كلما كثرت الشكوى من سلبيات الاحتراف الذى يرهق الاندية بميزانيات ضخمة وتدخلها فى سباق محموم للفوز بصفقات ولاعبين سرعان ما تثبت الايام انها صفقات مضروبة او على الاقل لم تكن على مستوى طموحات الاندية الراغبة فى المنافسة على الفوز بالبطولات.
ذلك الامل المدفوع برغبات محمومة من جماهير هذه الاندية هو الذى يدفع مثل هذه الاندية الطموحة للتسابق على الفوز بصفقات اللاعبين الاشهر والامهر وافساد محاولات الاندية المنافسة لها للفوز بهذه الصفقات حتى لو زاد عدد اللاعبين فيها عما تحتاجه من لاعبين عملا بنظرية: "اذا لم استفد انا به فعلى الاقل احرم منه منافسى" .. ولاشك انه سباق موجود فى عالم كرة القدم ولايمكن ان ننعته باى صفة مذمومة طالما ان الامكانيات تسمح بذلك ... ولكن!
وآه من لكن هذه .. هل ياتى ذلك على حساب اهتمام الاندية بقطاعات الناشئين التى تكلف خزائن بعض الاندية ان يكن كلها المليارات التى تنفق او هكذا يجب ان يكون على اعداد وتربية اعداد كبيرة من الناشئين فى المراحل العمرية المختلفة لضمان تواصل الاجيال او هكذا كان الحال ايام الهواية ... ايام زمان .. وكان المبدأ المتبع فى هذه الظروف بسبب الريتم العادى للحياة الريتم الطبيعى لم يكن الامر بهذا الحجم من اللهث وراء البطولات وكان المدربون ايامها يعتمدون فى الاغلب على اللاعبين من ابناء النادى الذين تربوا بين جدرانه منذ نعومة اظافرهم وحتى يشبوا عن الطوق ويخرجوا لمواجهة الحياة وهناك عشرات بل مئات اللاعبين الذين عاشوا هذه التجربة.
تجربة الميلاد والتألق فى ناد معين وتحقيق البطولات معه حتى تنتهى التجربة بالاعتزال ووقتها كان هناك عدد كبير من المدربين الذين لايعملون فقط من اجل عمل الثروات المادية ولكنهم كانوا فى المجمل اصحاب رسالة وفى نفس الوقت لم يكونوا يعملون حبا فى الله وفى الوطن بل كانوا يتقاضون رواتب معقولة عندما كان للجنيه قيمة.
وكان المدربون ايامها يعتمدون فى الاغلب على اللاعبين من ابناء النادى الذين تربوا بين جدرانه منذ نعومة اظافرهم
وقد يسأل سائل: طيب وماذا حدث اليوم؟ وماحدث ويحدث فعلا على ارض الواقع ان قطاعات الناشئين ومدارس الكرة فى الاندية بما فيها اندية كبرى لها اسمها فى الرياضة المصرية اصبحت اشبه .. لا.. اصبحت "سبوبة" بكل معنى الكلمة خاصة بعد ان اصبح امل ولى الامر رجلا كان ام امرأة هو ان يرى ابنه لاعبا زى فلان او علان وان يحصل على مايسمع عنه من مرتبات خيالية ومقدمات توقيع عقد ويركب سيارة بالشئ الفلانى ويشترى فيللا مش عارف فين حتى لو يكن الابن موهوبا او مؤهلا لان يكون لاعب كرة اصلا.
واصبح العمل فى هذه الفرق للاسف الشديد حقا مكتسبا لكل لاعب معتزل خدم النادى كام سنة بصرف النظر عما اذا كان مؤهلا لذلك ام لا او حقا لنجل الكابتن الكبير فلان الذى يريد النادى تكريمه فيعين نجله مدربا لاحد فرق الناشئين بالنادي دون ان يكون لدى هذا النجل اى تاريخ يؤهله للعمل فى هذا المجال واستعراض سريع لأسماء كثيرة ممن يعملون فى مجال الناشئين سيكشف بسرعة كم المجاملات الصارخة فى هذا المجال.
ولامانع ان تجد مدربا يضم لصفوف فريقه مثلا نجل ضابط كبير او مسئول لمجرد ان يسهل عليه استخراج رخصة او تصريح بناء الخ من الخدمات الحياتية. واسألوا اى انسان مر بتجربة انه اراد ان يلحق ابنه باحد الفرق الكثيرة المنتشرة بالاندية المختلفة ووقتها ستشعر انك تشاهد فيلما كوميديا لعادل امام او يونس شلبى او سمير غانم ممن جسدوا مثل هذه الشخصيات ولكنها والله العظيم ليست فيلما كوميديا ولكنها حقيقة وامر واقع.واتحدى ان يكذبنى احد. ونروح بعيد ليه الموضوع لن يكلفك عزيزى القارئ الا مشوارا لاقرب ناد او مركز شباب لتكتشف بنفسك الحقيقة.
وانا هنا لست ضد الاحتراف وشراء اللاعبين وبيعهم لان هذا واقع .. ولكن فى حدود ان يكون لتدعيم الصفوف بكفاءة نادرة .. ولست ضد قطاعات الناشئين ولكن بشرط ان تكون مدرسة للمواهب الحقيقية وتحت اشراف محترم.اما ان تكون مرتعا للفساد فهذا ما لايرضى احدا!
ولامانع ان تجد مدربا يضم لصفوف فريقه مثلا نجل ضابط كبير او مسئول لمجرد ان يسهل عليه استخراج رخصة او تصريح بناء الخ من الخدمات الحياتية.
هايدبارك:
• عبدالحميد: الثورات المضادة واحداث الفتن لن تعيدنا للوراء ابدا ولكنى اتفق معك اننا لابد ان نكون كلنا متيقظين لمواجهة هذه المحاولات الفاشلة باذن الله.
• عبدالمنعم: شكرا على التهنئة والاشادة باخبار الرياضة الجديدة واتفق معك ان الثورات فعلا لها مفعول السحر ومن الممكن ان تأتي بنتائج ايجابية شريطة افساح المجال للمبدعين الذين سيحصلون على فرصتهم بعيدا عن اعتبارات المحسوبية والوساطة .. وبالنسبة لفلول الحزب الوطني والمحليات ارى انك لمست نقطة مهمة عندما قلت اننا مازلنا نضرب في ذيل الثعبان او الحية اما رأسهما فمازالت موجودة موجودة ولكن سيبدا التطهير من القاعدة ولهذا اطالب بابعاد المحليات الفاسدة والرياضيين الفاسدين الذين تم استخدامهم لالهاء الشعب عن مشكلاته.
• wasim: لا .. فيه فايدة ان شاء الله وحاجات كتير اتغيرت ولسه .. الامل والصبر مطلوبان.. والتصدى للفساد ايضا.
• Mamdouh: ياريت كان فيه مبيد حشرى للفساد كنا رشينا بيه الوسط الرياضى ..اما عن ضرورة وجود مقترحات وحلول إيجابية عن كيفية القيام بهذا التطهير .. فالحل السريع هو ابعاد شخصيات معينة ثبت تورطها فى وقائع فساد رياضى وعلى الاقل لم يضيفوا شيئا طوال سنوات .. ورغم ان (الرياضة تبدو جزيرة نائية عن ما يحدث فى مصر) الا ان ثقتى كبيرة فى ان الدور سيصيبها قريبا.
• amr: طبعا لااقصد ان تقوم الجماهير باتخاذ اجراءات او تصعيد امور ليست من اختصاصها حتى لا تنتشر الفوضى كما حدث من جماهير الاتحاد من اقتحام واعتداء على اللاعبين لانهم نسوا انهم مجرد مشجعين للكره . وهناك مسئولون كبار هذه هى مهمتهم والشكر لك انت.
• ahmed: اعلم ان الثوره اقتلعت رؤوس الفساد و انها بحاجه لوقت للقضاء على المستفدين والمتربحين من الفساد خصوصا فى الوسط الرياضى الذى يعيش فى مستنقع فساد. ولكن لايجب ان نصل ابدا لمرحلة اليأس من الاصلاح لان الوصول لهذه المرحلة هو الضياع بعينه . وارجو ان تتحقق امنياتك وامنياتنا فى القضاء على الفساد.
• استاذالقانون: المختصر المفيد عشان البلد كلها تتقدم لازم نولى مراكزها للى بيفهم مش ابو واسطة....عشان كلمة واسطة دى هى اللى خربت الدنيا..ومثال على ذلك فأغلب محامين الحكومة يجهلو القانون ويجهلوا كيف ترفع دعوى وهذه يتعلمها من يحبوا فى ممارسه المهنة..ولكن تجدهم يتقاضوا الاف الجنيهات شهريا من عملهم لماذا؟ عشان الوسطة...ألغى الوسطة فى كل مناحى الحياة ...وكلنا هنرتاح
• استاذالقانون: نعم الواسطة هى اس البلاء فى كل المجالات وهى احدى مظاهر الفساد .. واتفق معك ان الفساد الرياضى قد بلغ ذروته وأصبح كالسوس الذى ينخر فى عظام الرياضة المصرية وان مراكز الشباب كلها فساد لان القائمين عليها لا يهمهم الا تحقيق رغباتهم المحمومة بالاستيلاء على اموال المراكز ولانهم عينوا فى هذه الاماكن لفسادهم .. وكذلك الاندية والتكالب على مقاعد مجالس ادارتها للفوز بالوجاهة الاجتماعية وتعظيما لثرواتهم .وكذلك الاتحادات الرياضية ومجالسها ...والحل اولا فى التخلص من هؤلاء واحلال الواعدين اصحاب الضمائر بدلا منهم.
• misoo: حكم المحكمة هو القول الفصل ولكن اخشى ان نقع فى خطا التعميم وليس كل جمهور ناد معين مشاغبين ولكن كل جمهور فيه الصالح والطالح.
• Mohamed: الشكر لك يامحمد وتطهير الوسط الرياضى هو اول خطوات الاصلاح لهذا المجال الذى يهتم به او يمارسه شباب مصر نصف الحاضر وكل المستقبل كما يقولون.