الخميس 13 أكتوبر 2011
03:04 م
فى عالمنا الرياضى .. النادى ليس مجرد اسم او علم او "تى شيرت" مكتوب عليه : " انا احب نادى كذا" .. والنادى ليس مجرد كيان هلامى أصم ولكنه فى رأيى "لحم ودم" يتجسد ويتمثل فى جماهير هذا النادى او ذاك ..
تلك الجماهير التى تعتبر العنصر الوحيد الذى لايحقق اى استفادة من "بيزنيس" الرياضة بل هو العنصر الوحيد الذى يدفع من جيبه لكى يعيش هذا الكيان ويكبر ويتطور وحذار ان نستهين من الجنيهات القليلة التى يدفعها الجمهور لشراء تذكرة لحضور مباراة .. ولهذا فليس مستغربا ان نقول ان كل العناصر التى تعمل فى هذا الكيان – اى النادى - هدفها الاول والاخير هو اسعاد اللحم والدم الذى يسمى الجماهير.
وهذا هو تماما بيت القصيد لكى ادخل مباشرة فى الموضوع الذى اريد الدخول فيه .. وقد تمثلت تلك الحقيقة امامى واضحة خلال الايام الماضية وانا اتعايش مع العنصر البشرى متمثلا فى جماهير الزمالك التى تعاطفت معها تماما منذ ايام وانا اراها تعيش النقيضين خلال ساعات قليلة هى عمر مباراة الزمالك مع انبى فى نهائى كاس مصر وماسبقها من احتفالات انتظارا للعرس الكروى الذى يزف فيه فريقها على كاس مصر بعد سنوات من انتظار بطولة فى زمن عزت فيه انتصارات القلعة البيضاء لاسباب كثيرة ليس هذا هو مجال الحديث عنها ..
فقبل ان تنطلق المباراة كانت هذه الجماهير تعيش حلما رائعا بوقوف فريقها على منصة التتويج لحمل الكاس واستلام الميداليات الذهبية وبدات اهازيج النصر قبل المباراة بايام ولكن كل هذا لم يحدث فتبدلت فرحة الجماهير حزنا ودموعا وحسرة على الكاس الذى خطفه انبى على غير المتوقع وهذا لايقلل من استحقاق انبى للكاس .. مشاعر لا يستطيع وصفها الا صراخ المشجعين الزملكاوية الذين شاهدتهم وهم يهتفون مؤكدين انهم لم يقصروا فى مؤازرة فريقهم لحظة من اجل تحقيق هدف واحد فقط ومن اجل لحظة السعادة التى لم يكتب لهم ان يعيشوها.
ولعلها تكون نفس اللحظات الصعبة التى عاشتها جماهير الاهلى مرتين خلال عدة ايام قليلة .. عندما فقد فريقهم بطولتين متتاليتين : اولا بالخروج من كاس الاندية الافريقية ابطال الدورى وثانيا بالخروج من كاس مصر رغم الاحلام العريضة لجماهير الاهلى الغفيرة التى لاتبخل بتشجيع او مساندة من اى نوع لناديها. بالحصول على اللقب رغم كثرة البطولات التى حصل عليها فريقهم ولم لا فالبحر يحب الزيادة.
الجماهير كما قلت تعد العنصر الوحيد فى كرة القدم لعبة الملايين والمليارات وتلك الصناعة التى تدر ذهبا على اللاعبين والمدربين والمحللين وغيرهم من عناصر مشاركة وفى مقدمتهم اتحاد الكرة ..
الجماهير التى تخرج باكية محروقة الاعصاب ممزقة المشاعر لتجد امامها لاعبين ومدربين لايمثل حزنهم واحد على مليون من حزن جماهيرهم.. وتنظر اليهم فتجدهم وكان الامر لايعنيهم الا قليلا منهم.
صحيح انها كرة القدم التى لاتعرف القواعد الثابتة ولاتعرف النتائج والاحكام المسبقة والتى يرى البعض ان حلاوتها فى مفاجآتها الصارخة .. ولكن الامر "ما يسلمش" ولايمنع الحزن على الخسارة .. ولكنه يجب ان يعلمنا ان نتحلى بالروح الرياضية وان يكون لحزننا نهاية ومدى ويعلمنا ان نحب وان نشجع وان نؤازر ولكن بدون ان نسئ للآخر وبدون ان نعتدى عليه بالقول او بالفعل لان عناصر اللعبة وهم المخطئون وهم اسباب الهزائم لايولون الامر الكثير من اهتمامهم وقد يحزنوا لبعض الوقت ولكنهم سرعان ما ينسون كل ما حدث ويبدأون الحديث عن المقابل المادى وشروط التعاقد وما الى ذلك من مصالح خاصة.
وها نحن على اعتاب موسم كروى جديد يبدا رسميا بالدورى الجديد "ابو 19 ناديا" وكلنا امنيات بان يكون افضل من سابقه وان نجرب فيه ما تعلمناه من دروس وعبر حصلنا عليها من الدوريات والمواسم السابقة .. ولتضع الجماهير فى اذهانها ان التشجيع المثالى هو المطلوب لان ذلك يعد افضل مساهمة منا كنقاد وجماهير من اجل عودة الامن والامان لبلادنا فى مرحلة مابعد ثورة 25 يناير .. وحتى تعود مصر رائدة لتنظيم البطولات العالمية فى جو من السلام الاجتماعى .. والامن .. والامان.