الإثنين 13 فبراير 2012
12:36 م
مازلت اعانى آثار الصدمة الشديدة التي عشتها خلال الايام الماضية بسبب الاحداث المؤسفة الدامية التى شهدها ستاد بورسعيد والتى كانت كعادة كل الاحداث الكثيرة والمؤسفة ايضا التى مر بها مجتمعنا خلال الاشهر الماضية والتى هزت مصر هزا وخلعت كل القلوب والافئدة موضوعا للمناقشة والبحث والتحليل.
ولست بالطبع ضد هذه المناقشات بحثا عن حلول وتفسيرات ولكنهم كالعادة اختلفوا جميعا واصبحنا "كل فى طريق" يعنى لم نتفق كالعادة على شيء. مجرد اجتهادات ومناقشات وتفسيرات وايضا اتهامات وفى النهاية لانتيجة فالفاعل اما مجهول او لهو خفى او طرف ثالث لانعلمه.
نفس حالة التوهان التى تظهر مع كل ازمة او كارثة ونهدأ قليلا وتسكن الاوضاع لفترة حتى ينتهى المتآمرون الذين يعرفهم كل انسان فى مصر من الاعداد والتأليف وكتابة السيناريو واخراج مأساة جديدة.
تكررت كثيرا حالات الشغب فى مباريات كثيرة وكان اكثر ما نشاهده من مظاهر هذا الشغب الشتيمة او السباب او التشويح او التهديد بالضرب اما ان يصل بنا الحال الى هذا الضرب الوحشى الخالى من اى مشاعر انسانية والذى وصل ايضا لدرجة ان يقوم مشجعو فريق بإلقاء ضحايا عمليات القتل يعنى جثثا لاحول لها ولاقوة من اعلى المدرجات والتى يصل ارتفاعها احيانا الى مستوى الدور العاشر من اى عمارة سكنية فان ذلك بالتأكيد لابد ان يقودنا الى وضع مأساوي وكارثى بكل معنى الكلمة.
ورغم قسوة المشاهد والحكايات والقصص الانسانية ظللت اتمنى ان يكون ذلك من تدبير اللهو الخفى فان ذلك سيكون ارحم بكثير من ان افكر مجرد فكرة فى اننا تحولنا الى هذا الشكل من اشكال الوحشية او ان قلوبنا تحولت الى حجر صوان لاتعرف الرحمة ولا الشفقة.
ولان كل الامور اصبحت متشابكة والشواهد تؤكد وجود خيط رفيع اوتخين لافرق بين كل الاحداث الغامضة مجهولة الاسباب والتى لم يعلن عن مرتكبيها ولم يعلن عن اعدام اى انسان مستهتر ماجن يروع الآمنين ويقتل المسالمين السائرين فى حالهم او جنب الحيط .. حوادث كثيرة منذ حادث كنيسة القديسين وامبابة وماسبيرو وغيرها من مواقع الاحداث الملتهبة الساخنة .. بسبب كل ذلك ستستمر الفوضى وسيستمر ازهاق الارواح البريئة.
وسوف نبقى "محملقين" ومركزين عيوننا المصدومة نحو "طرة" حيث توجد الحكومة القديمة بكامل هيئتها.اما الاخطر فى القضية من الناحية الرياضية فهى تلك الحالة الهستيرية التى اصبح عليها بعض مشجعى الكرة ولن اعفى من المسئولية اعلام فضائى مريض متعصب يقوده ويصنعه جاهلون لايهمهم الا ملايينهم التى يحصلون عليها نتيجة قيامهم بتنفيذ اجندات رجال اعمال بغسلون اموالهم بدماء ابنائنا للاسف الشديد وراء ستار من حرية الاعلام المزعومة وهى نفس الحرية التى تقود البلد كلها نحو مصير غير معلوم بسبب نظرائهم من الاعلاميين فى مختلف التخصصات الاخرى غير الرياضة يرون فى انفسهم عباقرة زمانهم والقادرين وحدهم على حل كل مشاكل الدنيا فى قعدة على الهواء فى التكييف.
اخيرا كنت من اشد المتحمسين لاستمرار الدورى والحرص علي اقامته وسط كل العواصف والانواء التى تعصف بالمجتمع والان اقولها بلا تردد الغوه احسن حتى يستعيد مجتمعنا توازنه المفقود .. فلم اعد قادرا - واعتقد انكم مثلى تماما - على تحمل اخبار جديدة عن ضحايا جدد ودماء ذكية بريئة.