الأحد 8 سبتمبر 2013
02:17 م
منذ زمن بعيد ونحن نعلن دائما ان الكرة والمجتمع المصري وجهان لعملة واحدة ولم يكن هذا التصنيف من جانبنا مجرد تصنيف ولكنه كان قائم على محاولة منا للربط بين واقع كروي وواقع مجتمعي عشنا فيه ولازلنا نعيشه.
ومع مرور الوقت تيقنا تماما واعتقد ان الجميع تيقن انه لا كرة بدون سياسة ولا سياسة لن تلقي بظلالها على الكرة ولا مجتمع يستطيع ان يرتقي او يتقدم بدون سياسة ورياضة كوجهين لعملة واحدة تنهض بهم الشعوب وتتحرك بهما اقتصاديات عالمية.
ولأن الرياضة هي احد وجوه هذا المجتمع وقد اصابها ما اصاب المجتمع من ترهل ودمور حتى ولو كنا قد حققنا انجازات سابقة لم يسبقنا لها احد مثل فوزنا بثلاثية كأس الأمم التاريخية في عهد حسن شحاتة وفوز الأهلي بدوري الأبطال الموسم الماضي رغم كل الظروف التي مرت بها مصر وصعود منتخب مصر لكرة السلة لكأس العالم بعد غياب 20 عام وسط هذه الظروف وفوز المصري علاء الدين ابو القاسم بفضية دورة الألعاب الأوليمبية..
كل هذه النجاحات هي من يعطيك الأمل بأننا يمكن لنا ان ننجح ولكنها تبقى دائما نجاحات دون – خطة واضحة -.
ولكي اثبت لك ان ما نقوله على الرياضة هو طبق الأصل ما تشاهده انت في حياتك اليومية والاجتماعية والسياسية فما حققته – الجماعة – التي لديها تصميم كبير ان تجعل نفسها – محظورة – مرة اخرى يشبه تماما ما حققته مصر من نجاحات خلال سنوات ماضية.
فقد فازت في انتخابات مجلس الشعب والشورى بالأغلبية وفجأة فازت بانتخابات الرئاسة واصبح لنا رئيسا من الجماعة .. ولكنهم لأنهم انعكاس واضح لما يحدث في مجتمع فقد فازو وهم لا يعرفون كيف فازو ولا يعرفون ما عليهم ان يفعلوا بعد الفوز فأضاعوا مصر وأضاعوا انفسهم في غمضة عين ودون ان يبكي عليهم – الا القليل.
على الجانب الأخر كان – الفريق – السيسي يمثل بالضبط منتخب مصر في كرة القدم لسنوات ماضية – الملاذ الأخير للفرحة – الذي يستدعيه الشعب المصري بكل طوائفه لكي يضع على شفاه المصريين الابتسامة بفوز هنا وهناك .. ولكن ويا للعجب .. فهذا المنتخب الذي طالما افرحنا .. هو نفسه الذي ابكانا .. عندما خرج من تصفيات امم افريقية لدورتين متتاليتين من فرق اقل ما توصف به انها من فرق - التصنيف الثالث والرابع في القارة – هذا الفريق – المنتخب – وهذا الفريق – السيسي – كلاهما بسمة امل طلبتها الجماهير المصرية احيانا كثيرة .. واعطانا الاثنين هذه الابتسامة ولكن في نفس الوقت .. انتهبوا .. فقد يكونا سبب في بكاءنا مرة اخرة ؟؟
اتمنى ان نعي الدروس التي مرت بنا خلال السنوات الماضية اتمنى من الفريق – الأثنين هذه المرة – السيسي ومنتخب مصر .. ان يعيا تماما ما تمر به مصر وان يفهما تماما انهما الأمل في طبع البسمة على شفاه المصريين مرة اخرى .. فريق في الكرة .. وفريق في حياتنا العامة.
السيسي .. الفريق الذي كسب قلوب الشعب المصري منذ ان ظهر لأول مرة امام الشعب .. الفريق الذي التف المصريون حوله ينتظرون منه ان يتحرك وان يكتب تاريخا جديدا .. فعلها السيسي .. ولكن امامه وامام – فريقه – من الحكومة – مباريات تاريخية فاصلة – اما أن يكونوا جاهزين لها بكل الخطط والتكتيكات اللازمة لهذه المرحلة .. وإلا فكلنا سوف نجلس ها هنا .. لكي نقول لقد ابتسمنا مرة .. وبكينا مرات !!!
والمنتخب المصري .. الفريق .. الذي ينتظر المصريون منه ان يحقق انجازا كبيرا بالتأهل لكأس العالم لكي يرسم البسمة مرة اخرى على شفاهنا .. ولكننا ويا للعجب .. نعلم تماما اننا ولو وصلنا الى كأس العالم فقد وصلنا – دون تخطيط – ودون خطة عمل .. ولكننا وصلنا – كما فزنا من قبل بأمم افريقيا ثلاث مرات متتالية – لوجود جهاز فني ملتزم .. ولاعبون يبذلون كل ما لديهم من اجل –العلم – ولكن لا خطة ولا تخطيط ولا شئ نستطيع ان نحلم معه ان نتأهل مرة اخرى البطولة القادمة ولا ننتظر – عشرون عاما – اخرى حتى يذكر اسم مصر في كأس العالم.
الفريقين .. الرياضي .. والمجتمعي .. الأن في اصعب اختبار ومعهم الجماهير المصرية تنتظر ان يعبرا بنا الى مرحلة اخرى .. ونريد ان نجعلها مرحلة بداية – التخطيط – وان يكون لنا شئ نستطيع ان نمشي عليه جميعا ونتوحد خلفه .. لا نصر هنا .. وتأهل هناك .. لكي يعود بنا الزمان مرة اخرى لكي نتباكي على ما كان .. ونقول فزنا بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية .. او نقول – عملنا ثورتين في سنتين – مثلما نقول الأن .. احنا حضارة سبعة ألاف سنة !!!
ايها الفريق – السيسي – وايها الفريق المصري ... احذروا ان يكتب التاريخ انكم كانت في ايديكم .. فتركتوها تضيع .. فقد فعلتها قبلكم – الجماعة – ومن قبلهم – الحزب الوثني – ولكننا نريد ان نرى – فريق – يحقق امالنا بناء على خطة معينة وطريق واضح نستطيع ان نقول معه اننا سنصل الى كأس العالم وبعد عشرة سنوات او عشرين سنة سننافس عليه.
وان يكون لدينا – فريق عمل – او حكومة سمها كما شئت ومعهم رئيس جمهورية يستطيع ان يجعل – مصر أد الدنيا – التي هي أم الدنيا .. ولا نريد ان نكتفي .. بتسلم الأيادي !!!
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا