الأربعاء 30 أبريل 2014
05:28 م
مسكين هذا الذي لا يعشق كرة القدم.. غرد بها أحد الأصدقاء عقب نهائي ويمبلي المثير بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند في 26 مايو الفائت، وأراه مناسبة للحديث عن رباعية صادمة تلقاها بايرن ميونيخ على ملعبه أمام ريال مدريد.
عندما يحقق فريق بطولة الدوري قبل نهاية المسابقة بسبعة أسابيع ويتأهل لنهائي كأس ألمانيا ويبقى قريباً من تكرار ثلاثية لم يتم الاحتفاظ بها في التاريخ ثم ينهار، هذه الدراما تستحق التمعن.
من هاجموا جوسيبي جوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ على ما أسموه بالاستحواذ السلبي لم يقرأوا القصة كاملة من البداية ولم يكونوا على دراية بالفريق البافاري مثلما كان عليه المدرب الهادىء.
عندما قام بيب جوارديولا بفتح المباراة بطريقة طالبه بها أساطير كرة القدم الألمانية وعلى رأسهم فرانز بكينباور لم يفطنوا إلى أنهم سيكونوا أمام سرعات فائقة وغير طبيعية للاعبين مثل جاريث بيل وكريستيانو رونالدو وأنخيل دي ماريا.
فتح المباراة بوضع فيليب لام على الجانب الأيمن ووضع البطيء توني كروس في الوسط خلف دفاع يتكون من مدافع أكثر بطء هو جيروم بواتينج فلا مجال للمقارنة مع أسرع لاعبي العالم.
أما على الجانب الهجومي فقام بيب بوضع ماريو ماندوزكيتش - الذي ظهر غير قادراً على مجابهة الدفاع الإيطالي النكهة - الإسباني البرتغالي القوام ومن خلفه توماس موللر وباستيان شفاينشتايجر بالأدوار الهجومية، في ظل ابتعاد غير طبيعي لفرانك ريبيري عن مستواه وهو أمر ظهر قبل لقاء ريال مدريد أما كارليتو فقام باستحضار روح لاعب توتنهام هوتسبير الدفاعي مما زاد الطين بلة لجبهة ريبيري - ديفيد آلابا.
ويعاب على بيب عدم الاستفادة بمهارات لاعب مثل ماريو جوتزه القادم من بروسيا دورتموند، بالإضافة لأن عليه ضم مدافع أو تصعيد مدافع يكون قادر على فك الثغرة التي يسببها جيروم بواتينج.
يقول بيب جوارديولا في حوار له عن ما يسمى هوسه بالاستحواذ: "أشعر بالقلق عندما أفقد الكرة، لا أريد أن يمسك المنافس بالكرة فيكون أمامه فرصة لخلق الهجوم على فريقي."
ما قاله بكينباور بعد المباراة الأولى وما قبلها عن أن الفريق يعاب عليه الاحتفاظ السلبي بالكرة، كان مردوداً عليه بأن الفريق من الجانب الدفاعي لو لم يحتفظ بالكرة أمام هجمات أسرع لاعبي العالم لم يكن ليقدر على مجابهة هجوم ريال مدريد.
لو أراد جوارديولا الوصول لنهائي برلين 2015 مع بايرن ميونيخ عليه أولا إصلاح الأخطاء الدفاعية هذا من جانب، والاستفادة من مهارات روبيرت ليفاندوفسكي وعدم الاتفات لما يردده عواجيز ألمانيا عن سلبية الاستحواذ كما جاء في المباراة الأولى.
ما سبب كارثة أكثر لفريق بايرن ميونيخ هو التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس التنفيذي كارل هاينز رومينيجه والتي كان لها مردوداً معاكساً من قبل لاعبي الفريق الملكي عن جحيم ميونيخ الذي لم يظهر على أرض الملعب.
يقول التاريخ أنه لا يوجد فريق يحتفظ بكأس دوري أبطال أوروبا مرتين على التوالي، ولكنه يؤكد أيضاً أن لكل واقعة أسبابها وعواملها التي أثرت في عدم تكرار الإنجاز.
بشكل عام فالوصول لنصف نهائي دوري الأبطال والاحتفاظ بلقب الدوري والتتويج بكأسي السوبر ومونديال الأندية في أول مرة في تاريخ بايرن، وكذلك الوصول لنهائي الكأس، كل هذا يؤكد أن جوسيبي جوارديولا حقق نجاحاً في موسمه الأول مع بايرن أكثر مما حققه مدربين أخرين في مواسمهم الأولى.
عشاق ريال مدريد من حقهم أن يسعدوا بنصف الانتقام، نصف انتقام من 8-3 بدور المجموعات عام 1999 و4-1 بنصف نهائي 1987 وأربعة انتصارات في نصف النهائي على الفريق الملكي حققوا النصف انتصارين فقط ونصف انتقام من جوارديولا الذي ردوا له 5-0 وتبقى 6-2.