الأربعاء 4 يناير 2017
05:56 م
شجرة الكريسماس، الماسة، ركن الحافلة، تيكي تاكا، كلها مصطلحات لطرق خططية في كرة القدم يستخدمها الجميع في العالم بعد ترديدها من مدربين أو محللين كبار في أوروبا، لكن ماذا عن الكونشرتو؟ ربما هو مصطلح جديد في كرة القدم سنكتشفه معاً أو بمعنى أدق سنصنعه هنا.
الكونشرتو "Concerto" تعني بالإيطالية حفل موسيقي، لكنه أصبح مسمى لنوع من العزف الموسيقي يعتمد على آلة واحدة رئيسية وربما اثنتين أو ثلاثة على الأكثر يكون لهم الدور الأكبر في العزف وتكتفي باقي الآلات الأخرى بالمشاهدة والمرافقة فقط أحياناً، ونادراً جداً بالمشاركة الطفيفة.
كونشرتو أيضاً مشتقة من كلمة لاتينية "كونسرتار" وهي تعني الكفاح وبذل الجهد والعطاء، إذا هي مصطلحات مناسبة جداً لكرة القدم التي تلعب الآن في العصر الحديث بالقلب والروح قبل التخطيط والفنيات.
وإذا كان مورينيو اشتهر بطريقة ركن الحافلة، وجوارديولا بطريقة التيكي تاكا والاستحواذ، وأنشيلوتي من قبل بشجرة الكريسماس، فإن منتخب مصر بداية من فترة برادلي وحتى هيكتور كوبر "باستثناء نكبة شوقي غريب" اشتهر بطريقة الكونشرتو.
"لسنا منتخب محمد صلاح، نحن فريق جماعي، ولكننا نمتلك ميزة وهي وجود لاعب مثله في فريقنا"، هذا كان رد هيكتور كوبر على اتهام الصحفيين في مؤتمر يسبق بطولة الجابون، اعتبره البعض يبعد ما يسمونه اتهاماً بأن المنتخب هو فريق النجم الواحد، لكني أعتبره اعترافاً من مدرب كبير بأنه يطبق الكونشرتو!
محمد صلاح هو الآلة التي يعتمد عليها العزف الموسيقي الفرعوني دائماً ، وباقي الآلات تقدم له الدعم الكافي والمناسب على التألق وعزف أعزب الألحان التي ستجعل للمعزوفات الفرعونية سُمعة وصيتاً عالمياً إذا ما استمرت بنفس النجاح في 2017 لتمر إلى مونديال روسيا في العام التالي ويشاهدها العالم أجمع.
ليس من الضروري أن تعجب طريقة كوبر المحللين أو الجماهير في مصر، إنه نوع مختلف من العزف الموسيقى المتميز، عفواً أقصد نوعاً مختلفاً في كرة القدم وليس سهلاً بالمناسبة لأن معظم فرق الدوري المصري مثلاً لديها نجمأ على الأقل في صفوفها ولا تستفيد منه بهذه الطريقة المثالية.
بل أن كوبر مسكين لأنه لا يمتلك آلتين لتنفيذ الكونشرتو مثلما كان يمتلك برادلي بوجود أبو تريكة ومحمد صلاح في تصفيات مونديال 2014 الذي فاز خلالها بـ7 مباريات وخسر واحدة وللأسف بكل اللامنطقية لم يكن هذا كافياً للتأهل لمونديال البرازيل.
لا أقول أن مصر ليس لديها سوى آلة واحدة في الجيل الحالي، هناك عبد الله السعيد المتألق الذي عندما يضيء على العشب الأخضر يتحول الكونشرتو المصري إلى العزف بآلتين، وأحياناً يتألق أحد لاعبي الوسط مثل النني أو طارق حامد أو تريزيجيه فيصبح العزف بثلاث آلات وتصبح المقطوعة أكثر جمالاً.
هذه هي طريقة منتخب مصر التي سيكمل بها 2017 من أجل حلم المونديال وكأس الأمم، لذلك علينا أن نقبلها وندعمها بل ونُجملها ونسوقها لتصبح ماركة مسجلة باسم الفراعنة مثلما تسمى كرة البرازيل الجميلة بـ"السامبا" أو كرة إيطاليا الدفاعية بـ"الكاتيناتشو"، إذا فلتكن طريقة الفراعنة "الكونشرتو" ولو مؤقتاً!
لمناقشة الكاتب على تويتر اضغط هنا
لمناقشة الكاتب على فيس بوك اضغط هنا