الأحد 17 سبتمبر 2017
12:46 ص
الدموع التي زرفتها عيناك يا "إكرامي" لا تُشفي الجروح التي خلفتها أخطائك، خطواتك وأنت مطأطأ الرأس أمام خصومك لا تُصلح ما افسدته يداك، إشاراتك للجماهير بعد المباراة لم تُغنى عنك شيئا، فيبدو أن غرورك طمس على عيناك حتى تناسيت أنك تحمي عرين الأهلي، الجماهير باتت ليلتها داخل كابوس معاد، فاض الكيل بها بعد مرات ومرات من العفو دون جدوى.
الكابوس الذي شاهده جماهير الأهلي، كان مشهدا معادا للحارس إكرامي واقفا بين ثلاث خشبات، يحاول الإمساك بالكرة، قبل أن تتلاعب هي به وتفلت منه، لتقذف الفرحة في أفئدة الخصوم، ومخلفه ورائها دموع في أعين مناصريه.
لم تكن المرة الأولى التي يرى فيها جماهير الأهلي كابوس إكرامي، فمع كل مرة كان يشعر الجميع بأن الحارس سيتدارك خطأه ويعيد ترتيب أوراقه، في محاولة لتفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء، لكن سرعان من يمر الوقت سريعا ويعيد التاريخ نفسه، ليكون إكرامي بطلا في كابوس جديد، أو لك أن تسميه "بطلا في كابوس معاد".
عاشت جماهير النادي الأهلي كابوسا، في ملعب برج العرب، خلال مواجهة فريقها أمام الترجي التونسي، في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا، والتي إنتهىت بتعادل الفريق الأحمر بهدفين لكل فريق.
شريف إكرامي، الحارس البالغ من العمر 34 عاما، عاد ليرتكب خطأ جديد في سجله المليء بالسقطات لدي لجماهير الأهلي، أدى لهدف في مرماه على يد الترجي، حيث جاء الهدف مشابه تماما لما فعله في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2012.
الأمور كانت تسير في طريقها الصحيح، الأهلي كان متعادلا ومسيطر على مجريات اللعب وفي طريقه لتحقيق الفوز، ليستفيق الجميع على صدمة بإحراز غيلان الشعلالي الهدف الثاني للضيوف من كرة ثابتة في الدقيقة 48 صوبها بشكل مباشر نحو المرمى لكن لولا خطأ إكرامي لما دخلت الشباك بعدما أخطأ في تقدير حجمها لتمر من بين يديه وتدخل الشباك.
كرة غيلاني جاءت مشابهة لهدف الترجي في ذهاب نهائي 2012 على ملعب برج العرب حين لعب وليد الهيشري ركنية من الجانب الأيمن نحو المرمى لم يتمكن إكرامي من الإمساك بها.
الجماهير التي زحفت خلف الأهلي من كل المحافظات، في رحلة محاطة بالمخاطر، ما بين مشقة السفر والهروب من المضايقات الأمنية، ليكلل كل ذلك بالعودة دون فرحة، كانوا يمنون النفس بها قبل سفرهم إلى برج العرب.
رغم تعثر الأهلي في مباراة الذهاب أمام الترجي والسقوط في فخ التعادل، لا تزال الجماهير تملك "حلم شَريف" وهو تحقيق الفوز خارج الأرض والتأهل لربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.
الأحلام خلقت لتتتحق هكذا تقول جماهير الأهلي، تمسكها بالأمل الأخير في التأهل يجعلها تنسى كابوس إكرامي وتركز في "حلم شَريف" تمنى النفس بتحقيقه، بطموح رؤية النجمة التاسعة تزين القميص الأحمر، خاصة وأن كل الحسابات مطروحة، فتحقيق الفوز هناك في رادس ليس بالأمر المستحيل على الأهلي.
كل ما يلزم الأهلي في مهمته المقبلة في رداس التركيز، وعدم استقبال شباكه أي أهداف، لعد رؤية كابوس آخر، ليتفرغ الجميع لتحقيق حلم التأهل، والعودة من تونس مبتهجين بنصر عظيم، متسحلين بسيناريوهات سابقة، كانت الحظ خلالها حليفا للأهلي.
كتيبة البدي لا تزال أمامها أمل في التأهل، لامتلاكها فرصتين من أجل مواصلة مشواره والوصول للمربع الذهبي إما الفوز بهدف نظيف على الأقل أو التعادل بأكثر من هدفين في مباراة ستقام على ملعب رادس يوم السبت المقبل.
المهمة ليست مستحيلة كما يعتقد البعض، فالأهلي تاريخيًا تمكن من يحقق الفوز ثلاث مرات في تونس منهم مرتين نجح الأحمر في الظفر باللقب الإفريقي أمام الترجي والصفاقسي.