الأربعاء 28 مارس 2018
11:14 ص
حالة من الحزن والاحباط اصابت الغالبية العظمى من الشارع الكروي في مصر بعد الخسارة الأخيرة للمنتخب المصري من اليونان في ختام معسكر سويسرا الاعدادي للمونديال، خاصة في ظل أداء سيئ للغاية.
كوبر كان واضحا فيما يخص التعامل مع مباراة اليونان، لقد صرح بأن اللقاء سوف يكون بمثابة "حقل التجارب" نظرا لأنها فرصته الأخيرة لتجربة بعض اللاعبين والأسماء قبل الإعلان عن القائمة النهائية لمونديال روسيا.
وضع طبيعي أن تبحث الجماهير عن الانتصار، سواء كان على المستوى الرسمي أو الودي، الظهور بشكل غير لائق حتى لو على سبيل "التجربة" لا يرضى أحد، فالنتائج تبقى عبر التاريخ مهما كانت المبررات.
سقف الطموحات كان قد ارتفع بعد لقاء البرتغال بسبب الأداء الجيد رغم الخسارة القاتلة بهدفين أحرزهما الأفضل في العالم كريستيانو رونالدو، البعض بدأ يحلم بالتأهل لنصف نهائي المونديال، كل ذلك انتهى بعد اليونان.
فالجميع سوف يتذكر أن الأرجنتين هُزمت من اسبانيا 6-1 وديا ولقطة خروج ميسي من الملعب بعد الهدف السادس، لن يتحدث أحد عن أي أسباب أخرى، الهزيمة تبقى هزيمة، لكن لا يجب أن تصبح النهاية.
مصر خرجت بالعديد من النقاط الإيجابية، كوبر وجهازه أصبحت كل النواقص أمامهم، الشهور الأيام القادمة وحتى بداية المعسكر الختامي للمونديال، يجب أن يكون الشغل الشاغل هو كيفية سد تلك النواقص.
من وجهة نظري، اجد أن مصر تستطيع أن تجتاز الدور الأول لكأس العالم، قليل من التركيز واستغلال الفرص أمام المنافسين، قد نجد أنفسنا في دور الـ16 لمونديال روسيا في حدث فريد.
قرعة المونديال وضعت الفراعنة بمجموعة في المتناول، فوفقا لما نشاهده من مستويات، وبعيدا عن الأوروجواي، مصر تستطيع تجاوز روسيا والسعودية بنتائج تؤهلهم للدور الثاني.
مصر لم تصل لمرحلة التأهل للمونديال بشكل دائم لكي يكون حجم الاحباط من "المستقبل" بهذا الشكل، لقد تأهلنا للمونديال للمرة الأولى منذ 1990 بطريقة كوبر التي لا يحبها الكثير "قد اكون واحدا منهم".
الانتقاد أمر صحي من أجل تنبيه المنتخب بما ينقصه وما يحتاجه، لست هنا أدعو للدعم "المطلق"، لكن يجب أن يكون هناك "منطق"، لا يمكن التشكيك في كوبر وتاريخه، انتقد بموضوعيه كما تشاء، دون اي تقليل.
تفاءلوا بالخير، مصر تستطيع الظهور بشكل جيد في المونديال، يمكن أن نتأهل لدور الـ16، قليل من الهدوء والتركيز، فلنعطي كرة القدم ما تستحق لكي تهدينا انجازا لم يحدث من قبل، مصر في المونديال فرحة غائبة منذ سنوات.
في النهاية، رسالة لرمضان صبحي، حاول أن تعيد ترتيب أفكارك مرة أخرى من أجل مستقبلك، موهبة "استثنائية" ظهرت في الملاعب، نريد "رماضونا" الذي تغنت باسمه الجماهير وهو لا يزال فتى صغير، تحتاج لخطوة جديدة من أجل العودة.
لمتابعة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا