تقرير.. عندما تتكرر فلسفة هاينكس مع فليك.. بايرن ونموذج إعادة 2013

في نوفمبر من العام الماضي، الوضع كان في القلعة البافارية لم يكن بالجيد بالنظر إلى نتائج الفريق ومستوى اللاعبين، الذي أدى في النهاية إلى نتيجة تصف بالكارثية، عقب الخسارة من آينتراخت فرانكفورت بنتيجة (5-1) في الدوري الألماني.

هذه النتيجة جعلت العلاقة بين إدارة بايرن ميونيخ ومدرب الفريق الكرواتي خلال هذه الفترة نيكو كوفاتش تصل إلى خط النهاية، بعد إعلان إقالته من منصبه رغم المحاولات العديدة من تجديد الثقة للمدرب الذي عانى طوال مهمته من الضغط .

النادي البافاري وضع ثقته في الألماني هانز فليك والذي كان يعمل مساعدًا لكوفاتش، ليتولى المهمة بصورة مؤقتة حتى الاستقرار على مدرب آخر يقود سفينة النادي من جديد.

فليك بدايته كانت صعبة لعدة أسباب نظرًا لنتائج الفريق ووضع اللاعبين وضغط التوقيت إلا أنه لم يستسلم وبدأ في إعادة الأوراق سريعًا خاصة أنه ينافس في عدة جبهات سواء كانت محلية أو قارية.

- نماذج ناجحة

في بايرن يوجد نماذج ناجحة كثيرة في نادٍ ليس في تفكير جماهيره سوى الحفاظ على طريق البطولات، لكن النماذج الناجحة في قلعة البايرن توجد عند المدربين الألمان وتحديدًا في الثنائي الأسطوري يوب هاينكس وأوتمار هيتسفيلد.

صحيح أن فليك لم يحقق أي شيء على صعيد البطولات حتى هذه اللحظة، إلا أنه يسير نحو طريق المجد في مختلف الجبهات المحلية وأيضًا الأوروبية.

فليك مع بايرن في الدوري الألماني، استطاع أن يقوده نحو الصعود لقمة الترتيب من جديد بعد منافسة شرسة مع أكثر من فريق سواء بوروسيا دورتموند أو لايبزيج بجانب باير ليفركوزن وبوروسيا مونشنجلادباخ.

وأصبح بايرن المتربع على القمة في انتظار خطوات قليلة من أجل الصعود لمنصات التتويج على لقب الدوري الألماني للموسم الثامن تواليًا، حيث لا يفصله سوى خمس جولات على نهاية المسابقة.

وفي الشأن المحلي أيضًا، صعد بايرن إلى دور نصف النهائي من مسابقة كأس ألمانيا ليواصل طريق الحفاظ على لقبه ليضرب موعدًا مع آينتراخت فرانكفوت في العاشر من الشهر الجاري.

أما مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهيّ البطولة الأهم عند جماهير بايرن، فالفريق البافاري يسير على خطوات ثابته بعد تخطي دور المجموعات متصدرًا ترتيب مجموعته بجانب الفوز العريض الذي تحقق على حساب تشيلسي في معقله "ستامفورد بريدج" بثلاثية دون رد.

مشوار فليك الرائع حتى الآن جعل إدارة النادي تضع الثقة فيه بعدما حولت مهمته من مؤقتة إلى دائمة بعقد جديد يمتد حتى صيف 2023، وفي حال استمرار نجاحه سيجعله ينضم إلى نماذج المدربين الألمان الذين نجحوا في القلعة البافارية.

- الذهب لا يصدأ

قبل تولي فليك مهمة قيادة البايرن الحديث كان يدور داخل أروقة النادي حول رحيل توماس مولر، والذي يعتبر أحد أبرز أعمدة الفريق منذ أن تم تصعيده من فريق الشباب في موسم (2009 - 2010).

في حقبة المدرب كوفاتش كانت العلاقة بين مولر والمدير الفني الكرواتي متوترة بعض الشيء، وهذا ما جعل اللاعب يفكر في الرحيل، حتى جاء فليك والذي بدأ في إعادة صاحب الـ30 عامًا إلى الواجهة من جديد.

مولر مع فليك أصبح أحد أبرز لاعبي الدوريات الخمس الكبرى خلال هذا الموسم، فالأرقام خير دليل بعد وصول تمريراته الحاسمة إلى 18 متفوقًا على نجم مانشستر سيتي كيفين دي بروين.

نموذج مولر ليس الوحيد الذي استطاع فليك أن يُعيده للنجاح، إنما مشروع المدير الفني الألماني قاده إلى تطوير مستوى ليون جوريتزكا في وسط الملعب بجانب تحويل تحويل ديفيد آلابا من مركزه الأصلي كظهير أيسر للاعب مدافع.

مشروع فليك على مستوى تطوير اللاعبين امتد إلى متوسط ميدان الفريق جوشوا كيميتش والذي أصبح أهم أوراق الفريق نظرًا لقدرته على المشاركة في أكثر من مركز.

تطوير اللاعبين وإعادتهم من جديد كان أحد أبرز الملفات عند فليك، إلا أن الأخير استطاع أن يحقق تفوقًا في ملف آخر وهو النظر إلى شباب النادي من خلال تصعيد اللاعب الشاب صاحب الأصول الكندية ألفونسو ديفيز ليقود الجبهة اليسرى.

- فلسفة هاينكس

تلقى فليك دعمًا كبيرًا من رموز وأساطير النادي، ويأتي على رأسهم يوب هاينكس، والذي قاد الفريق البافاري إلى آخر تتويج بلقب دوري أبطال أوروبا بنسخة (2013) على حساب الغريم بوروسيا دورتموند بعد الفوز عليه بهدفين مقابل هدف.

هاينكس اعترف أن فليك يسير على نفس أسلوبه وفلسفته، والتي قادت الفريق إلى اكتساح جميع الخصوم في عام 2013 سواء محليًا أو قاريًا وعالميًا.