جاءت الجولة الحاسمة للدوري الألماني لموسم "2022-2023" والذي توج به بايرن ميونيخ، لتعطي درسًا مهمًا في قواعد اللعب النظيف في عالم الساحرة المستديرة.
وكثيرًا ما رأينا في ملاعب كرة القدم اتهامات كثيرة أطُلق عليها "التفويت" وهي أن يخسر فريقًا لصالح آخر، أو أن يتعمد فريقا الخسارة حتى يمنح آخر لقبًا أو فوزًا بالمباراة.
وما شاهدنا اليوم في الدوري الألماني وتحديدًا من جانب ماينز أمام بوروسيا دورتموند كان درسًا في أصول كرة القدم.
واشتعلت المنافسة على لقب البوندسليجا بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في الجولة الـ34 والأخيرة.
ماينز يُهدي لقب البوندسليجا لبايرن ميونيخ
وحل بايرن ضيفًا على كولن، بينما كان بوروسيا دورتموند على موعد مع مواجهة ماينز من أجل التتويج بلقب الدوري الألماني.
دورتموند كان بحاجة إلى الفوز أمام ماينز، بينما يحتاج بايرن للانتصار على كولن مع تعثر منافسه اللدود بوروسيا دورتموند.
ورغم أن المباراة لم تكن فارقة في مشوار ماينز إلا أنه قدم مباراة بطولية بعدما تقدم بهدفين في الدقيقتين 15 و24 ثم أدرك دورتموند التعادل في الدقيقتين 69 و95 ولكن لم يكن هذا كافيًا له للتتويج بالبوندسليجا.
وكانت الملاعب المصرية شاهدة على مثل هذه النماذج المُشرفة في قواعد اللعب النظيف وهو ما نستعرضه في التقرير التالي:
رأسية سيد عبدالنعيم تغتال حلم الأهلي
ربما من أكثر المباريات التي تظل في أذهان الجماهير رغم مرور 20 عاما عليها، فتلك المواجهة التي حولت درع الدوري المصري من الجزيرة إلى ميت عقبة.
قصة هذه المباراة بدأت عندما استضاف الأهلي نظيره إنبي في مواجهة كان يحتاج فيها الأحمر للفوز من أجل حسم لقب الدوري المصري.
ورغم أن هذه المباراة لم تكن حاسمة بالنسبة لإنبي إلا أنه لعب بكل قوة ولم يتهاون أمام الأهلي.
وجاءت رأسية سيد عبدالنعيم لاعب إنبي في الدقيقة 30 بعد كرة عرضية من جانب أسامة حسن الذي أرسل الكرة من خلف مدافعي الأهلي لتنشق الأرض عن عبدالنعيم الذي سجل الهدف القاتل، ليحرم القلعة الحمراء من اللقب المحلي والذي ذهب بعد ذلك إلى القلعة البيضاء.
مصر والكاميرون
في تصفيات 2006 شاءت الأقدار أن يقع منتخب مصر في مجموعة الموت بجوار الكاميرون وكوت ديفوار وليبيا والسودان وبنين.
وعندما وصلت التصفيات إلى النهاية كان المنتخب المصري فاقدًا لفرصة التأهل للنهائيات عندما التقى مع الكاميرون في الجولة الأخيرة.
وقتها ظل صراع التأهل إلى مونديال 2006 بين الكاميرون وكوت ديفوار حتى النهاية.
وحل منتخب مصر ضيفًا على الكاميرون في ياوندي يوم 18 أكتوبر لعام 2005 ونجح الفراعنة في فرض التعادل رغم احتياج الأسود للفوز.
وفي الوقت نفسه نجحت كوت ديفوار في التغلب على السودان بنتيجة (3-1)، ليعبر الأفيال إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، وعلى أثرها ينهار صامويل إيتو في البكاء بعد تعادل الكاميرون أمام منتخب الفراعنة.
الأهلي ضد إنيمبا
في الـ11 من شهر سبتمبر لعام 2005 كانت الجولة الختامية لمباريات المجموعة الأولى (دور الـ 16) لبطولة دوري أبطال أفريقيا.
استضاف الأهلي نظيره إنيمبا على ملعب السكة الحديد وخرج الرجاء المغربي لمواجهة أياكس كيب تاون في المدينة الجنوب أفريقية.
وكان الأهلي حاسمًا للصعود لدور النصف النهائي متصدراً مجموعته برصيد 11 نقطة، وجاء إنيمبا في المركز الثاني برصيد 7 نقاط والرجاء ثالثًا برصيد 5 نقاط .
الرجاء كان في حاجة للفوز على أياكس كيب تاون وخسارة إنيميا من أجل التأهل، فيما كان يكفي الفريق النيجيري التعادل من أجل الصعود بغض النظر عن نتيجة مباراة منافسه على الصعود حيث تفوق في المواجهة المباشرة على منافسه المغربي.
ولعب المارد الأحمر بكل قوة، فرغم تأخره في النتيجة 1-0 إلا أنه عاد وانتصر بثنائية أسامة حسني.
وكان الرجاء فاز بثلاثية نظيفة على أياكس كيب تاون، ليصعد الفريق المغربي إلى نصف النهائي ويودع أنيمبا منافسات البطولة، ليوجه الرجاء الشكر إلى الأهلي لإعلاءه مبدأ اللعب النظيف.
الهلال وصنداونز
ومؤخرًا كانت مباراة الهلال السوداني وصنداونز الجنوب أفريقي خير مثال لقواعد اللعب النظيف والتي كانت سببا في مواصلة الأهلي لمشواره حتى تأهل لنهائي دوري الأبطال.
وحل الهلال ضيفًا على صنداونز ضمن منافسات الجولة الخامسة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا.
وكان الفريق السوداني يحتاج للفوز ولا غير ذلك من أجل العبور إلى دور الـ8، بينما كان صنداونز متأهلًا قبل تلك المواجهة، ولم يكن اللقاء فارقًا بالنسبة له.
حينها حسم التعادل نتيجة المباراة (1-1) لتمنح الأهلي الأمل في التأهل والذي حققه بعد ذلك عقب فوزه على الهلال السوداني بثلاثية نظيفة في القاهرة.