جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. أنا مفتاح السر وحل اللغز في صراع ميدو وميتشو .. مع الاعتذار للفيلسوف

ميدو

ميدو المدير الفني لفريق مصر المقاصة

المصور: حازم جوده

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدًا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

في إحدي روائع أسامة أنور عكاشة قرر أن يغوص داخل الشخصية المتناقضة وجعلها شخصيتين دون اللجوء للأسلوب النفسي باختيار تاريخ لبشر عامر عبدالظاهر في الأنفوشي وبوتشي في زيزينيا ولخص كل ما يريد أن يقوله في التتر بقوله (أنا السؤال والجواب.. مفتاح السر وحل اللغز).

الحكم علي جودة المدرب ليس سهلاً من المباراة الأولى ولكنك تستطيع بسهولة أن تفهم أكثر من 50 % من قدراته بمجرد مشاهدة مباراة.. ووقتها تستطيع أن تحدد مكمن القوة والضعف، وهذا لا يتوافر لدي الجميع.

بعيدًا عن إسهابات الفيلسوف في ستوديوهات التحليل وكي تتعرف أكثر علي قدرات ميتشو يمكنك أن تراجع معي كيف كان يلعب كريسيتان جروس ووقتها ستعرف الفارق بين الإثنان.

جروس مدرب تكتيكي لا يشق له غبار يستطيع أن يبني الهجمة ويصل باللاعبين لحدود منطقة الجزاء بشكل مؤكد ستة مرات في المباراة ودون صعوبة تذكر، ولكن أزمة جروس الحقيقية كانت ظاهرة في أنه لا يستطيع إدارة أوراق الفريق بشكل جيد.

علي العكس تمامًا تجد ميتشو متفاعلاً مع المباراة ويتدخل في توقيتات سليمة ولكن أزمة ميتشو هي كيفية الوصول بالزمالك للمرمى.

لا زالت عبارة بيب جوارديولا تلازمني ومنها أستسنسخ عبارته إلى (أن الوصول للمرمى أهم من كيفية الوصول ولكن عدد مرات الوصول للمرمى متوقفة على الأسلوب الذي تتبعه).

توظيف أشرف بنشرقي كصانع ألعاب غير مؤثر، بن شرقي يبدو مثل أوباما في بدايته بالإرتماء أكثر جهة دفاع المنافس لا التسلل خلف خط الوسط وهنا تبدو خطة الزمالك أقرب إلي 4-1-1-4.
الفجوة الكبيرة بين خط الدفاع والهجوم ما زال يتحمل تبعاتها طارق حامد بمجهوده الوفير وفرجاني ساسي بمحاولة صناعة اللعب كل ذلك مهدد بالوقوف أمام فريق منظم يستطيع خنق منتصف ملعب الزمالك.

لكن في نفس الوقت من الصعب جدًا أن تفكر في مهاجمة فريق يمتلك شيكابالا وأوناجم وبنشرقي وفي المستقبل مصطفي محمد كرأس حربة وخلف كل هؤلاء فرجاني ساسي، خماسي يجعل مهمة التفكير في الهجوم صعبة ويستلزم أن تتفوق علي دفاع الزمالك أن يأتي لاعبين غير مراقبين وهنا نأتي (لمفتاح السر وحل اللغز.. ميدو).

لا شك أن ميدو يتحدث في كرة القدم بشكل جيد يمتلك كما هائلاً من المتابعة والأفكار ولكن رغم كل ما سبق ورغم تواجده في الملاعب والتجارب العديدة، أجد ميدو مازال يبحث عن نفسه وعن فلسفة يقدم بها نفسه كمدير فني ذو قدرات جيدة .

المدير الفني الشاب الذي إعتمد على 4-3-3 مع الإسماعيلي وعلى 3-4-3 مع وادي دجلة وحاليًا يلجأ لـ 4-2-3-1 مع المقاصة بشكل يبدو لي أقرب إلى 4-1-4-1 وإن شئنا الدقة يبدو فعليا 4-2-4 .. نفس فكرة ميتشو مع الزمالك.

طارق العشري مع حرس الحدود قديمًا كان يستخدم تلك الطريقة أمام مانويل جوزيه ولكنه كان يمتلك محمد الهردة ومحمد حليم في خط الوسط ولكن أتشو وريكو ليسا بنفس القدر ولا إيدو موزيس أو ميدو جابر يستطيعان الإنضمام للدفاع بكفاءة.

العدد الهائل الذي انضم للأهلي والزمالك في السنوات الماضية ثم الإستغناء عنهم لأندية أخرى أوجدت نوعًا من التعالي عند هؤلاء اللاعبين مع خروجهم من بوابة القطبين لذلك تجدهم لا يدافعون وإن ضغطوا أو هاجموا ستجدهم مصدرًا للخطورة علي ناديهم وهنا أتحدث عن ميدو جابر.

هدف المباراة الوحيد جاء من خلال دربكة أتت علي رمية تماس.. أوتشو وريكو وموزيس وميدو جابر وعلي بعد 10 ياردات منهم تجد محمد إبراهيم في منطقة لا تتجاوز 25 ياردة، لذلك تجد أن طارق حامد مرغمًا على تحويل مسار الكرة للجهة المقابلة عند عبدالله جمعة الغير مراقب وليست لحظة إبداعية مع الإعتذار للفيلسوف.

أزمة ميدو في أنه لم يلعب بـ 4-4-2 بمشتقاتها الدفاعية فلا طلب من محمد إبراهيم وصلاح أمين الضغط على حامد وساسي مع التزام رباعي الوسط بأماكنهم الدفاعية ولا قام بتحويل ميدو جابر كلاعب ثالث في الوسط مع ذهاب محمد إبراهيم جهة يمين المقاصة وقت الدفاع.

كم الأفكار الكثيرة التي يتواجد لدى (الموهوبين) ربما يقتلهم ويأتي منهم بنتائج عكسية وهذا ما أقصده، لإن خسارة المباريات والبطولات تباعًا غير أنها تفقدك مكانتك تفقدك أيضا الثقة في أفكارك التي هي رأس مالك.

تناقض الخطتين والمهام كلف المقاصة شوطًا أول وعندما تدخل ميدو بالتغييرات بضرورة إقحام باولين فوافي كلاعب في الجزء الهجومي كان ذلك على حساب أكثر اللاعبين بدنيا (إيدو موسيس).

عادل مصطفي المدرب العام للمقاصة إستنكر سؤال أحد المراسلين حول مركز خالد أوتشو وحاول المراسل أن يقول له ان أوتشو يلعب كظهير أيسر أو كجناح ..رد مصطفي كان حازمًا وجيدًا بأن أوتشو لعب في مركز لاعب الوسط المدافع في أوغندا وهو صحيح ولكن إذا قارنت ذلك بموقف ميدو في إشراك إيدو موسيس كجناح ثم إخراجه سأكون في صف المراسل.

المراسل إختلط عليه الأمر بين أوتشو وأوتشايا ( ظهير أيسر المنتخب الأوغندي ومازيمبي) ..لكن كيف اختلط الأمر علي ميدو بأن يقوم بتوظيف إيدو موسيس الذي لم يلعب سوي في مركز رأس الحربة باللعب كجناح ! .. عفوًا ربما أراد أن يمنع النقاز من التقدم ولكن ماذا عن تغييره؟

هل قدرات موسيس الدفاعية أقل من ميدو جابر؟ أو بالأحرى إذا وضعت أمام النقاز خيارين للعب هل سيفضل اللعب أمام موسيس أم جابر؟ بالتأكيد أنت تعرف الإجابة كما يعرفها الظهير التونسي.

الرقابة المشددة علي صلاح أمين وإخراج موسيس مبكرًا أجبرت ميدو علي اللعب بعمرو مرعي ثم صلاح عاشور في النهاية بدون أوتشو إرتكاز الوسط ولك أن تتخيل وسط ملعب به (محمد إبراهيم وصلاح ريكو) إرتكازي الوسط في مواجهة الزمالك.

في نفس الوقت كان ميتشو فطنا بإخراج أوناجم وشيكابالا وإقحام محمد عبدالشافي لمواجهة باولن فوافي، مع دخول إمام عاشور في النهاية لإخراج الفريق هجوميًا في ظل تواجد ثالث لمحمود عبدالعزيز مع ثنائية الوسط وبالتالي من المستحيل إقتحام الزمالك من العمق مع مراقبة جيدة للأطراف.

رغم ذلك قدّم محمد إبراهيم أداء جيدًا في الشوط الثاني ولكن إختيار ريكو مع أوتشو منذ البداية قلل خيارات المقاصة هجوميًا في ظل ثبات ظهيري الجنب وبالتالي أصحبت أوراق المقاصة أمام أعين مدافعي الزمالك والخطورة دومًا تأتي علي الزمالك من المندفعين من الخلف وليس المتمركزين في الأمام .

أخيرًا .. متى يبني ميدو فلسفته الخاصة بصوت الشربيني؟ مع الإعتذار للفيلسوف في الأستوديوهات.

للتواصل مع الكاتب على الفيسبوك

وعبر تويتر 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن