جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: "عقول" ميتشو تحسم الكأس للزمالك.. وانهيار بدني يفشل خطة ديسابر

ميتشو وشيكابالا

ميتشو وشيكابالا بنهائي كأس مصر

المصور: نادر نبيل

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

الفوز بالكأس لا يقل أهمية عن الفوز بالدوري، صحيح أن الأخيرة هي الأصعب ولكن الكأس يجعلك قادر علي المضي قدما بجوار منافسك الأبدي وفي الألفية الجديدة بات الفوز بالكأس طريقا للفوز بلقب محلي أخر (السوبر)، لذلك أزمة الزمالك الحقيقية في وجهة نظري لمدة ست سنوات كانت في الإبتعاد عن منصة التتويج.

إنجاز تاريخي لابد من التوقف عنده وهو الفوز بالبطولة دون أن تهتز شباك الفريق الأبيض بهدف، وإذا نظرنا لمشوار الفريق في البطولة سنجده تغلب علي منية سمنود بهدف وهي نفس نتيجة الفريق على المقاصة والاتحاد وتغلب بهدفين على الإنتاج، ولكن في النهاية الفوز بنتيجة كبيرة علي بيراميدز بثلاثية كان مسك الختام، وهنا نتسائل هل بيراميدز أضعف من المقاصة والاتحاد دفاعيا؟ وهي الفرق التي واجهها الزمالك مع ميتشو.

في تحليل مباراة المقاصة تحدثت عن أن ميتشو يجيد إدارة المباراة بشكل أقوي من كريستيان جروس المدير الفني السابق للفريق، وفي نفس الوقت لدى السويسري قدرة تكتيكية عالية علي بناء الهجوم مهما كان عدد المنافسين وسبق وأن أوضحنا هنا بالصور في الموسم الماضي قدرات المدير الفني أمام المصري وأمام نصر حسين داي.

نوعية اللاعبين الموجودة في أرض الملعب تميل أكثر إلي التهديف واللمسات الجمالية بالنسبة للزمالك مقارنة بالموسم الماضي، فتواجد شيكابالا مقارنة بإبراهيم حسن علي الجانب الأيمن، تخلق فجوة كبيرة لصالح الأول هجوميا، بن شرقي يميل أكثر إلي لعب دور المهاجم المتأخر ومع تواجد مصطفى محمد "الأفضل" من بوطيب جماعيا وفرديا تثقل جبهة الزمالك هجوميا، وحتى اوباما الأقل من كهربا كجناح بشكل فردي إلا أن تحركاته في العمق تخلق أزمات لأي دفاع.

 وهنا نطرح السؤال.. كيف قام ديسابر بتعطيل تلك الأوراق مرة واحدة لمدة 45 دقيقة؟.

ربما لأول مرة في الملاعب المصرية أجد رقابة علي لاعب قبل تنفيذ الضربة الثابتة في منتصف ملعب المنافس ولكن تلك اللقطة كانت مجرد بداية لما يريده ديسابر.

هنا سنجد أن تراوري يراقب طارق حامد ويتجه عبدالله السعيد جهة ساسي لمراقبته حتي قبل تنفيذ الركلة .. وفي نفس الوقت دونجا متأهب لرقابة بن شرقي.

دونجا لم يكترث لمكانه في العمق وذهب لبن شرقي.. الأهم لدى ديسابر دوما هو عدم نقل الكرات من الوسط للهجوم.

الأمر تكرر كثيرا في المباراة وفي كل مرة يحاول ساسي وطارق حامد خلخلة مكاني السعيد وتراوري ولكن دون فائدة.

لذلك يصبح لدى الزمالك حلا وحيدا في هذا الوقت، إرسال كرة طويلة من الدفاع للهجوم.

الضغط يصبح في أعلى حالاته عندما يتسلم أحد إرتكازي الفريق الكرة وهنا تظهر فكرة ديسابر في مباغتة الزمالك دفاعيا اثناء إنطلاق النقاز هجوميا مع ترك حامد وساسي خارج اللعبة.

تواجد عبدالله وتراوري في العمق متقدمين دوما يتيح لبيراميدز شن هجمات من العمق إعتمادا علي فكرة تقدم تراوري لمركز رأس الحربة في العمق وهروب انتوي خلف النقاز وبالتالي تشتيت مجهود طارق حامد الذي يبدو في الصورة خارج اطار اللعبة.

مرة اخري يتسلم السعيد الكرة ويبدو مع تراوري بعيدين عن حامد وساسي.

هنا ظهرت أزمة ميتشو في التعامل تكتيكيا مع الرقابة المفروضة علي ثلاثي وسط بشكل أقرب إلى رقابة رجل لرجل والتي ستظهر عيوبها بعد فترة وسيستفيد منها الزمالك ولكن ماذا عن تحركات اللاعبين او"عقول" ميتشو داخل ارض الملعب.

مصلح "العقول" خارج أرض الملعب إستخدمه أيمن عبدالعزيز ولكن يبدو أن تواجد شيكا وساسي وبن شرقي وأوباما داخل ارض الملعب وما يملكونه من مهارة فردية تحتاج لصبغة تحرك جماعي كي يسجل الزمالك في كل مباراة ثلاثة او اربعة أهداف، هنا تظهر ميزة إختيار عدد كبير من اللاعبين ذو الموهبة الخاصة في تبادل الكرات.

اوباما يتسلم الكرة في مكان ساسي وساسي يتحرك للأمام أكثر من بن شرقي الذي سيهرب بعد ذلك خلف محمد حمدي الذي يتجه خلف شيكابالا.

هل لاحظت شيئا ما في الصورة الماضية؟ نعم إنها نظرة عبدالله السعيد الذي وجد نفسه مضطرا للركض خلف اشرف بن شرقي وهو أمر لا يجيده قائد بيراميدز بقدر ما يجيد الضغط.

 تحركات لاعبو الزمالك التي لم تتكرر ثانية في المباراة بهذا الشكل جلبت للزمالك أول فرصة تهديف محققة في الشوط الأول.

حاول الزمالك مرة أخري تكرار اللعبة بأن يسقط بن شرقي ويتقدم ساسي خلفه ..ولكن تراوري والسعيد ظلا دوما مع ثنائي وسط الزمالك.

هنا محمود علاء قرر أن يتقدم بنفسه لصناعة الهجوم في ظل رقابة بيراميدز علي ثلاثي وسط الزمالك وقتها اجبره تراوري علي اللعب للخارج.

ثم قرر محمود عبدالغني في لعبة نال بها إنذار أن يتقدم بنفسه لصناعة الهجوم ولكنه تقدم كثيرا حتي فقد الكرة.

 

فقط فرصة شيكابالا من قطع كرة في منتصف ملعب بيراميدز والتوغل الحاد من اليمين لليسار كانت هي اخطر كرات الزمالك وظل لاعبي الزمالك في محاولة مستميتة لصناعة الهجوم وذلك أجبر الفريق علي لعب الكرات الطويلة في ظل رقابة مشددة علي ثلاثي الوسط.

لماذا برأيك كان يريد ديسابر الضغط علي ثلاثي وسط الزمالك؟

بالتأكيد هناك سر ما لعب عليه ديسابر هو أن يتقدم مدافعي الزمالك وظهيري جنبه للأمام وبتالي تظهر مساحات كبيرة لتراوري وانتوي في العمق وخلفهم عبدالله السعيد، أو عندما يصر لاعبي الزمالك على إستخدام ساسي وحامد كقناة لنقل الكرة من الدفاع للهجوم وقتها تصبح فرصة الضغط كبيرة ومن ثم التسجيل في أضعف مواقف الزمالك دفاعيا.

نجاح تلك الخطة كان متوقف علي الحالة البدنية والتركيز عند السعيد وتراوري وتسجيل هدف قبل الإنهيار.

لأول مرة تجد طارق حامد وساسي متاحين للإستلام والتسلم من بعضهما البعض دون رقابة كانت قبل الهدف الأول.

هناك من يتحدث عن ضعف الجبهة اليسري لبيراميدز (عفوا ليس هذا السبب الرئيسي) لننظر معا.

تراوري يشير لعبدالله بأن يراقب ساسي في الصورة الماضية ولكن في الصورة القادمة ستجد دونجا يصرخ في تراوري نفسه بأن ساسي بعيدا عن الرقابة.

صراخ وتكاسل ثلاثي وسط بيراميدز كان كافيا لإحداث شرخ في أي جزء في الملعب ..يمينا او يسارا او في العمق.

التمريرة من علاء ليست مثل تمريرة ساسي لذلك ستجد أن الفارق قبل صورتين وبين الصورة المقبلة فارق شاسع.

هنا ستنظر أن المشكلة في الجبهة اليسري ولكن الحقيقة ان الأزمة بدأت من العمق.

لست مقتنعا أليس كذلك؟ ما رأيك في الهدف الثاني، نفس الأمر في الوقت الذي دخل فيه عبده لومالا قبل تنفيذ رمية تماس ومع عدم تمركز اللاعبين بشكل صحيح بدأت أزمة بيراميدز في إنهيار ثنائية تراوري والسعيد بدنيا على حامد وساسي.

 هنا تجد السعيد بجوار حامد ولكنه لا يستطيع الركض خلفه مما إضطر إسلام عيسي للقيام بدور الإرتكاز ومقابلة طارق.

رباعي من الزمالك مع رباعي من بيراميدز ولكن خلف الصورة هناك زيادة عددية من إثنين للزمالك علي لاعب من بيراميدز، النقاز يتسلم الكرة واوباما يتحرك خلف حمدي ..هل محمد حمدي ساحر كي يقوم بالتغطية والرقابة في نفس الوقت.

ومع ذلك نجح حمدي في منع الإختراق ولكنه فشل في منع النقاز من إرسال الكرة جهة المرمي والتي تواجد في تلك الصورة ثلاثة لاعبين للأبيض أمام إثنين من بيراميدز وبالتالي فإن فرصة التهديف كبيرة.

ليس ذلك فقط ولكن فعليا الكرة تم إرسالها خلف علي جبر الأطول وقبل رجب بكار الأقصر من بن شرقي في نفس الوقت الذي يتحرك فيه مصطفي محمد خلف رجب بكار.

 إذن الأزمة لم تكن جبهة يسرى ولكن جبهة يمني أيضا والتي من المفترض أن يتواجد فيها في هذه اللحظة عبده لومالا الذي دخل قبل 20 ثانية فقط من الهدف .

التعامل مع المباراة هو أفضل ما يميز ميتشو، إخراج شيكابالا دوما بعد مرور ساعة وكرر نفس الأمر مع أوباما في مباراة الإتحاد، إخراج أجنحة الفريق أو حتى رأس حربة الفريق مع تأمين الوسط أو الدفاع هو في نفس الوقت مساعدة لثنائية (حامد وساسي). 

وفي نفس الوقت فإن إختيار عدد كبيرمن الموهوبين والفعالين علي المرمي في مساحات متقاربة يجعل الزمالك يلعب الكرة بشكل أقرب للخماسي وهو ما يبرع فيه دوما علي مدار التاريخ وبسببه لقب الفريق بمدرسة الفن والهندسة.

أخيرا.. اللعب أمام الفرق المتكتلة هو ما سيخلق أزمة عند ميتشو وستكتشف ذلك لاحقا.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك.. اضغط هنا، وعبر تويتر.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن