وصلت لإنجلترا وبلجيكا والبرتغال.. اتحاد الكرة وسلسلة من الأزمات في 14 شهرًا

منذ تولي جمال علام رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، في الخامس من يناير عام 2022، والاتحاد الحالي الذي يدير اللعبة الشعبية الأولى في مصر دخل في العديد من الأزمات محلية بل وصل الأمر إلى الخارج.

وبخلاف أزمات اتحاد الكرة سواء مع أندية أو أشخاص مسؤولة بكرة القدم، فالفشل أيضًا كان عنوانًا للجبلاية بقيادة جمال علام ومجلسه وكان آخرها الخروج المبكر من بطولة كأس أمم أفريقيا للشباب من الدور الأول رغم إقامة البطولة في مصر.

منتخب الشباب بقيادة محمود جابر لم يعرف طعم الانتصار في أي مباراة من ثلاث جولات بعد التعادل في الجولة الأولى مع منتخب موزمبيق بنتيجة سلبية، والخسارة من نيجيريا بهدف دون رد، ثم الخسارة العريضة من منتخب السنغال بنتيجة 4-0.

خروج شباب مصر المبكر من البطولة الأفريقية والتي كانت مؤهلة لكأس العالم في أندونيسيا خلال مايو المقبل، أدى إلى مواصلة الفشل في الصعود للنسخة المونديالية مرة أخرى بعد أن كان آخر ظهور في نسخة 2013 والتي أقيمت في تركيا.

ونرصد في التقرير التالي، حصاد مجلس جمال علام خلال 14 شهرًا سواء مستوى نتائج المنتخبات أو الأزمات التي ارتبطت بـ"الجبلاية":

6 أزمات بداية من خطاب الأهلي حتى قيد الزمالك

** الأزمة الأولى

أبرز أزمات اتحاد الكرة كانت مع النادي الأهلي وتحديدًا بعد إخفاء خطاب تنظيم نهائي دوري أبطال أفريقيا بالنسخة الماضية والتي أقيمت على ملعب "المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء" وهنا نجح الوداد البيضاوي في الفوز بالبطولة القارية على حساب الأهلي بنتيجة (2-0)، ليخفق الفريق الأحمر في الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة تواليًا بعد نسختي (2020) و(2021).

نهائي "الدار البيضاء" جعل إدارة النادي الأهلي تعقد مؤتمرًا صحفيًا وهنا ظهر محمود الخطيب ليعلن أمام الجميع بقيام أحد الأشخاص في الاتحاد المصري لكرة القدم بإخفاء خطاب من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" يمنح الاتحاد المحلي بتنظيم نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهنا قدمت الجامعة الملكية المغربية (اتحاد الكرة المغربي) بطلب الاستضافة ووافق عليه "كاف".

أزمة إخفاء الخطاب وصل لوزارة الشباب والرياضة المصري برئاسة أشرف صبحي، ليحمل الأخير اتحاد الكرة مسؤولية عن عدم استضافة مصر لنهائي دورى أبطال أفريقيا.

** الأزمة الثانية

تخبط الاتحاد المصري لكرة القدم في ولاية جمال علام وصل للمنتخب المصري الأول، وهنا بطل القصة في هذه المرة البرتغالي كارلوس كيروش والذي قاد منتخب "الفراعنة" بداية من فترة 8 سبتمبر 2021 وحتى 11 أبريل 2022.

اتحاد الكرة المؤقت في عهد أحمد مجاهد واللجنة الثلاثية وضعت شرطًا في عقد كيروش أنه في حال إخفاق منتخب مصر في الوصول لمونديال قطر 2022، سيتم فسخ العقد دون دفع شروط جزائية، وهذا ما حدث في ولاية مجلس جمال علام بعد خسارة المنتخب المصري فرصة الوصول لكأس العالم على يد منتخب السنغال.

رحيل كيروش لم يمر مرور الكرام من المدير الفني البرتغالي بسبب أزمة مستحقاته وتحديدًا بعد قيام اتحاد الكرة بخصم 25 ألف دولار من المدير الفني، وهو ما تسبب في غضب كيروش.

سبب تغريم كيروش جاء لعدم حضوره في مؤتمر صحفي قبل مباراة المغرب في دور ربع النهائي بطولة كأس أمم أفريقيا بسبب الزحام الشديد وهنا تعرض اتحاد الكرة للغرامة من "كاف" ليقوم مجلس "الجبلاية" بعد ذلك بخصم الغرامة من مستحقات المدير الفني البرتغالي.

كيروش خرج ليهاجم اتحاد الكرة عبر رسائل وجهها للإعلام، ليعلن أنه مستعد لزيارة اتخاد الكرة في أقرب وقت ممكن وأتمنى أن يظهروا بعض الاحترام لي.

** الأزمة الثالثة

وبعد أزمة كيروش، ارتبط اتحاد الكرة بمشكلة جديدة وهنا الطرف الثاني عقد اللاعب سيف الدين الجزيري من نادي المقاولون العرب للزمالك يناير 2021، سبب الأزمة تفعيل القلعة البيضاء بند شراء اللاعب التونسي في صيف نفس العام، ووقتها صدر قرارًا من "فيفا" بمنع الزمالك من التعاقدات لفترتي متتاليتين كانت الأولى في صيف 2021، والثانية في يناير 2022.

اتحاد الكرة أصدر بيانًا رسميًا أوضح من خلاله استغناء نادي المقاولون العرب عن اللاعب ليصبح حرًا، وهنا سيأتي تعارض لأن هذه الفترة شهدت عدم قدرة الزمالك من قيد ثلاثة لاعبين وهم: عمر كمال عبد الواحد ومحمود شبانة وحمدي النقاز، رغم أن انتقال عمر كمال والنقاز مجانًا بداعي نهاية عقد الأول مع المصري البورسعيدي وفسخ عقد الثاني مع الترجي التونسي.

وأوضح بيان اتحاد الكرة، أن الزمالك من حقه ضم الجزيري كلاعب حر بعد مد الإعارة، لأن مد الإعارة أو تحويلها لشراء لا يتعارض مع قرار إيقاف القيد.

** الأزمة الرابعة

الأزمة الرابعة كانت في ودية مباراة بلجيكا والتي أقيمت في الكويت خلال نوفمبر الماضي، حيث شهدت المباراة جدلاً واسعًا حول قيمة تعاقد "الجبلاية" مع الشركة المنظمة للمباراة.

إيهاب الكومي عضو اتحاد الكرة علّق على هذه الأزمة عبر شاشة "صدى البلد"، قائلاً :"من حق أشرف صبحي كجهة رقابية أن يتأكد من صحة أي شيء، لكن (بلاش نمشي وراء السوشيال ميديا)، لأن السوشيال ميديا لا يجب أن توجه الرأي العام".

** الأزمة الخامسة

في يناير العام الجاري، تقدم الإنجليزي مارك كلاتنبرج باستقالته من رئاسة لجنة التحكيم المصرية بعد ستة شهور فقط من توليه المنصب، بسبب الهجوم الشرس الذي تعرض له الإنجليزي من مرتضى منصور وقناة نادي الزمالك بحسب ما تناولته الصحف الإنجليزية ومن أبرزها صحف "ذا صن" و"ديلي ميل".

وجاء رحيل كلاتنبرج من اتحاد الكرة بسبب عدم قيام أعضاء "الجبلاية" بالدفاع عنه ضد تصريحات مرتضى منصور وقناة الزمالك، بجانب تأخر حصوله على مستحقاته والتي تقدر بشهرين.

** الأزمة السادسة

في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية، دخل الاتحاد المصري لكرة القدم في أزمة مع نادي الزمالك بسبب رفض قيد صفقات النادي الأبيض لوصول مديونيات على القلعة البيضاء تصل لـ70 مليون جنيه بحسب ما جاء على لسان أمير مرتضى منصور المشرف على فريق الكرة بالنادي في تصريحات لقناة ناديه.

نادي الزمالك قدّم شكوى رسمية ضد اتحاد الكرة ليصل الأمر للقضاء المصري والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بحسب ما جاء على لسان مرتضى منصور، ليعلن "فيفا" في خطابه لاتحاد الكرة أن "الأمر داخلي"، وهنا تم تحويل الأزمة إلى لجنة التظلمات التي أوصت بقيد صفقات الزمالك وهم: محمود شبانة - المغربي أحمد بلحاج - ناصر منسي.

وهنا نجح نادي الزمالك بقيد الثلاثي مقابل دفع جزء من المديونية بعدما شهدت الأزمة شد وجذب بين النادي الأبيض واتحاد الكرة.

- ماذا عن المنتخبات؟

بداية الحديث عن المنتخب الأول، فبعد رحيل كارلوس كيروش، تم إسناد المهمة للمدرب إيهاب جلال في أبريل 2022 ليرحل بعد ذلك في يونيو من نفس العام، بعد ثلاث مباريات فقط بسبب الخسارة من أثيوبيا بنتيجة 2-0 في تصفيات أمم أفريقيا، ثم من كوريا الجنوبية بنتيجة 4-1 وديًا.

بعد ذلك عاد الاتحاد المصري لكرة القدم للمدرسة البرتغالية وهنا تم تعيين روي فيتوريا لقيادة المنتخب الأول في يوليو 2022، ليوقع على عقد مدته أربع سنوات وهنا المشروع قيادة "الفراعنة" للوصول لمونديال 2026.

وخاض فيتوريا ثلاث مباريات ودية ضد بلجيكا وانتهت لصالح مصر بنتيجة (2-1)، ثم الفوز على ليبيريا والنيجر بنتيجة (3-0).

وبالانتقال للمنتخب الأوليمبي، فتم تعيين البرازيلي روجيرو ميكالي في أغسطس 2022، حيث يرتبط بعقد حتى 2024، وهنا الهدف التأهل لأولمبياد باريس المقبلة بعد المشاركة في أولمبياد طوكيو الماضية.

ومن المقرر أن يواجه المنتخب المصري منافسه الزامبي في مارس الجاري ذهابًا وإيابًا من أجل الصعود لكأس أمم أفريقيا تحت 23 عامًا والتي ستقام بالمغرب، حيث يتأهل ثلاث منتخبات لأولمبياد باريس 2024.

منتخب الناشئين تحت 17 عامًا وبقيادة محمد وهبة، خاض الفريق المصري في نوفمبر الماضي تصفيات شمال أفريقيا والمؤهلة لكأس أمم أفريقيا والتي أقيمت بالجزائر.

ولعب المنتخب المصري ثلاث مباريات، إلا أن منتخب الناشئين ودّع من الدور الأول بعد الفوز في مباراة واحدة كانت على حساب منتخب تونس بنتيجة 3-1 ضمن حسابات الجولة الثانية.

وخسر المنتخب المصري الجولة الافتتاحية من منتخب ليبيا بنتيجة 2-1، وبنفس النتيجة من منتخب المغرب في الجولة الثالثة، ليودع البطولة محققًا ثلاث نقاط.

آخر المنتخبات كان الشباب والذي ودّع مبكرًا النسخة الحالية من بطولة أمم أفريقيا من الدور الأول، بعد الحصول على نقطة من ثلاث مباريات، ليخفق شباب مصر في التأهل للمونديال للمرة الرابعة على التوالي.