"غابت الضغوط عنهم".. تراجع الأهلي والزمالك بين مطرقة المدرجات الخاوية وسندان "لاعبي الشركات"

نتائج كارثية للمنتخبات المصرية ولكبار الأندية المحلية أبرزها الأهلي والزمالك والأسباب مختلفة إما لتراجع مستوى اللاعبين محليًا أو لغياب الجماهير عن المدرجات بالشكل الكامل أو تراجع مستوى الأندية الشعبية وظهور أندية الشركات والخاصة

آخر صدمات الكرة المصرية كانت نتيجة الأهلي في مسابقة دوري أبطال أفريقيا وتحديدًا على يد صنداونز الجنوب أفريقي بخمسة أهداف مقابل هدفين، وهنا أثارت هذه النتيجة العديد من علامات الاستفهام رغم أن الفريق القاهري الأكثر تتويجًا بالمسابقة القارية بواقع (10 مرات) إلى جانب وصوله نهائي المسابقة في آخر ثلاث نسخ.

في هذا التقرير سنستعرض كيف كانت خارطة طريق الكرة في مصر وتحديدًا منذ بداية القرن الحالي، وقتها كانت المنافسة المحلية بين ثلاثي الكرة وهم: الأهلي - الزمالك - الإسماعيلي

رقميًا ومنذ نسخة بطولة الدوري المصري موسم (2001 - 2022) أقيمت بطولة الدوري في 19 مناسبة كان من نصيب الأهلي الحظ الأكبر في الفوز بواقع 13 بطولة مقابل، خمس بطولات لصالح الزمالك، وبطولة وحيدة لصالح الإسماعيلي.

كيف جاء التراجع بين هرم الكرة المصرية؟

بالنظر إلى نتائج المنافسة والترتيب بين الثلاثي (الأهلي - الزمالك - الإسماعيلي) وتحديدًا في بداية موسم (2001 - 2002) وحتى المنافسة في موسم (2010 - 2011) سنجد أن الأهلي توّج بالدوري في (سبع مناسبات)، مقابل للزمالك (مرتين)، وللإسماعيلي (مرة).

الأهلي نال المركز الثاني (ثلاث مرات)، و(أربع مرات للزمالك)، و(خمس مرات للإسماعيلي)، وفي المركز الثالث احتله الزمالك (مرة)، و(خمس مرات) للإسماعيلي.

التراجع بين ثلاثي هرم الكرة المصرية ظهر وتحديدًا مع فريق الإسماعيلي الذي اختفى عن المشهد تقريبًا مع بداية موسم (2013 - 2014) والأرقام هنا أوضحت سيطرة الأهلي على اللقب في ست مناسبات مقابل ثلاث بطولات للزمالك دون تتويج الإسماعيلي في أي بطولة.

وحصل الأهلي على مركز الوصافة في مناسبة وحيدة مقابل ثلاث مرات للزمالك ومرة للإسماعيلي، مما يعني وبحسب الأرقام تفوق للأهلي من حيث التتويج ومعه الزمالك وتراجع الطرف الثالث وهو الإسماعيلي الذي اختفى تقريبًا عن المشهد.

- غياب الجماهير ومعاناة اقتصادية

دائمًا ما عرفت الكرة المصرية بالأندية الجماهيرية بداية من قطبي الكرة الأهلي والزمالك ومعهم الإسماعيلي ثم أندية المصري البورسعيدي والاتحاد السكندري وغزل المحلة، لكن في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من الأندية التابعة للشركات أو أندية خاصة وهنا أبرز النماذج إنبي والذي يشارك في بطولة الدوري منذ موسم (2002 - 2003)، إلى جانب تجربة بيراميدز والمدعوم من رجل الأعمال الإماراتي سالم الشامسي والذي يشارك في الدوري منذ موسم (2017 - 2018) بعد أن كان اسمه في البداية نادي الأسيوطي.

الأندية في المواسم الماضية تعرضت للعديد من الأزمات فكانت البداية بغياب الجماهير وعدم انتظام الدوري نتيجة أحداث موسم (2011 - 2012) وتوقف نشاط الكرة المصرية حتى استأنف النشاط في موسم (2013 - 2014) من خلال إقامة المسابقة عبر مجموعتين.

البطولة الأولى على المستوى المحلي تعرضت لضربة قوية نتيجة غياب الجماهير وتحديدًا منذ (2014 - 2015)، مما أدى إلى تأثر الأندية الشعبية على مستوى عائدات التذاكر بجانب حقوق الرعاية سواء كانت التليفزيونية والتجارية.

النقطة الثالثة والتي أدت إلى غياب تام للجماهير تداعيات فيروس كورونا (كوفيد 19) في موسم (2019 - 2020) مما أدى إلى قرار الاتحاد المصري لكرة القدم باستئناف المسابقة المحلية دون حضور جماهيري.

ومع بداية رابطة الأندية المحترفة برئاسة أحمد دياب تم الاتفاق مع اتحاد الكرة والجهات الأمنية على إعادة الجماهير نسبيًا بداية من الموسم الماضي (2021 - 2022) بحضور (2000 مشجع أي 1000 مشجع لكل فريق)، ثم تم رفع العدد في الموسم الجاري بحضور (6 آلاف مشجع أي 3 آلاف مشجع لكل فريق).

- الاتجاه لأندية الشركات

غياب الجماهير في المواسم الماضية إلى جانب الأزمات الاقتصادية بالنسبة للأندية الشعبية أدى إلى قلة المواهب وهنا اتجه كبار الدوري مثل الأهلي والزمالك للتعاقد مع اللاعبين من أندية شركات فكان نصيب الأسد للأهلي على سبيل المثال من نادي إنبي إلى جانب نادي مصر المقاصة.

وبالنظر لصفقات الأهلي منذ موسم (2011 - 2012) وحتى الموسم الجاري (2022 - 2023)، تعاقدت الإدارة الحمراء مع سبعة لاعبين من إنبي، ثم جاء ناديي مصر المقاصة وسموحة في الترتيب الثاني بضم ستة لاعبين، ثم الإسماعيلي بخمسة لاعبين.

وبالانتقال لنادي الزمالك فضمت القلعة البيضاء منذ موسم (2011 - 2012)، فكان نادي إنبي في صدارة الترتيب من خلال رحيل 13 لاعبًا لميت عقبة، ثم جاء نادي مصر المقاصة في الترتيب الثاني برصيد 11 لاعبًا، واحتل نادي المصري البورسعيدي الترتيب الثالث بانتقال تسعة لاعبين ثم نادي الإسماعيلي برحيل ثمانية لاعبين، وجاء طلائع الجيش ووادي دجلة في الترتيب الخامس بانتقال 6 لاعبين بالتساوي.

وبالمقارنة بين هذه الفترة وتحديدًا موسم (2001 - 2002) وحتى موسم (2010 - 2011) سنجد أن أكثر انتدابات الأهلي من الأندية الشعبية كانت المفاجئة من غريمه الزمالك بـ(أربعة لاعبين) ثم الإسماعيلي بـ(ثلاثة لاعبين) وهو نفس العدد لأندية مثل المصري البورسعيدي وغزل المحلة والمنصور والترسانة.

أما الزمالك فكان أكثر انتداباته خلال هذه الحقبة من المقاولون العرب بـ(خمسة لاعبين)، ثم الإسماعيلي والمصري بـ(أربعة لاعبين).

وهنا سنبرز مقارنة بين تشكيل الأهلي (2005) المتوّج بدوري أبطال أفريقيا وتشكيل الأهلي المتوج بنسخة (2021) نظرًا لاعتبار الفريق الأحمر آخر الأندية المتوجة باللقب القاري الأول على مستوى الأندية:

تشكيل 2005

حراسة المرمى: عصام الحضري (دمياط)

خط الدفاع: عماد النحاس (أسوان والإسماعيلي والنصر السعودي) - أحمد السيد (ناشئين الأهلي) - وائل جمعة (غزل المحلة) - جيلبرتو (بترو أتلتيكو الأنجولي).

خط الوسط: حسن مصطفى (الاتحاد السكندري) - محمد شوقي (المصري) - محمد أبو تريكة (الترسانة).

خط الهجوم: محمد بركات (السكة الحديد والإسماعيلي والعربي القطري) - أسامة حسني (ناشئين الأهلي) - عماد متعب (ناشئين الأهلي).

تشكيل 2021

حراسة المرمى: محمد الشناوي (ناشئين الأهلي وحرس الحدود بتروجيت و طلائع الجيش).

خط الدفاع: علي معلول (الصفاقسي التونسي) - أيمن أشرف (ناشئين وسموحة) - بدر بانون (الرجاء المغربي) - أكرم توفيق (إنبي).

خط الوسط: عمرو السولية (الإسماعيلي والشعب الإماراتي) - حمدي فتحي (إنبي).

خط الوسط الهجومي: طاهر محمد طاهر (المقاولون العرب) - محمد مجدي "أفشة" (إنبي وبيراميدز) - حسين الشحات (مصر المقاصة والعين الإماراتي).

خط الهجوم: محمد شريف (وادي دجلة).